الفصل الثالث

12 1 0
                                    

الفصل الثالث

حركت داليا اصبعها على الكتب ، كانت متنوعة بين روايات كلاسيكية وكتب قانون وكتب علمية وموسوعات ،وجدت بين الموسوعات البوم صور ، عندما اخذته وجدته نظيفا من الغبار عكس بقية الكتب التى لفها الغبار ، قدرت ان هناك من استعمله من وقت قريب ، فتحت وبدات تتفرج على الصور ،عندما انهت السجل وقفت وقررت ان تسال العمة حليمة امرا ،عندما كانت تغادر قاعة المكتبة وجدت كريمة كانت قد عادت من الخارج ،قالت كريمة
-اين هي امي ؟
-ال.......ع....مة ح..لي....مة في غرفتها ،ت.....قول ان.......ها م......تعبة بعض الش........يء
-هل يمكنني ان اعرف لماذا جمعتكم امي ؟
كانت تصر على ذكر كلمة امي في كل سؤال ،وقد لاحظت ذلك داليا فقالت
-اس.......ا..لي ا......م.....ك
تركتها كريمة بحركة من فمها ونظرت استعلاء من عينيها ،وصعدت الدرج لكن داليا علمت انها لن تدخل غرفة العمة حليمة ،لا تملك الجراة على ذلك ،شعرت داليا ان عليها التريث قليلا في سؤالها ،لذلك قصدت المطبخ لتشرب بعض الماء وجدت لويزة تحضر كاس اعشاب طبية ،سالتها داليا
-ه.....ذا للع......مة حلي....مة
-اجل سيدتي ،انها متبعة
-لم...اذا لا ترس...لون لط...بيب
-فعلنا ذلك ،لم يستطع معرفة سبب الامها ،احضر لها يوميا هذا المشروب انه من اعشاب تساعد على تهدئة الالم .
-ه.....ل يس......اعدها قل....يلا ؟
-يساعدها على النوم والراحة فيه نعناع وزعتر وشاي اخضر
-ه.........ذا ج........يد ،س........اذه......ب لل.......قرية لاتص.....ل بام.....ي اذ ا س.....ال احد عن......ي ق...ولي ذل.....ك
-لكن سيدتي هل تعرفين الطريق ؟
-اج...ل يمكن.....ني الوص.....ول الى القري......ة س......يرا على الاقد.....ام ،الطريق س...هل

خرجت داليا وسارت على الطريق الفرعي لتخرج للطريق الرئيسي ،لم تشعر بالملل وهي تسير وتستمتع بالمناظر الجميلة ،فكرت وسرح خيالها سترث ذلك المنزل ،يمكنها ان تاتي مع والدتها للعيش هنا ،الريف هواؤه لطيف والمنزل بعيد عن الجيران سترتاح من تطفلهم ،يمنكنها التخلي عن عملها في المكتبة ما سترثه من مال سيكفيها على الارجح ان تفتح مشروعا صغيرا ،محلا لبيع الثياب ،كانت قد لاحظت ان هذه القرية لاتحتوي على الكثير من المرافق والمحلات او محلا لبيع الادوات المنزلية لكن ليس الكتب ،لكن يمكنها ان تضع كتب العمة للاعارة ببعض المال ،ابتسمت لعقلها النير في المشاريع ،وهكذا لن تموت جوعا وترتاح لبقية حياتها لا مسؤول في العم يتحكم في وقتها ولا ضغط من الناس ،ابتسمت لنفسها تنتظرها حياة هادئة وجميلة ،عندما وصلت للقرية بصعوبة وجدت محل خدمة الهاتف ،اجرت مكالمة لمنزل والدتها ،ظلت ترن وترن عديد المرات لكن لم يرد احد نظرت لساعتها كانت قد تخطت 11 صباحا ،امها عادة تكون في المنزل في مثل هذا الوقت ،قررت ان تتجول في القرية قليلا ثم تعود للاتصال بوالدتها ، لم تجد محلا واحدا لبيع الثياب ،كان هناك فقط محل لبيع الاقمشة ،قصدته لعلها تشتري قماشا لوالدتها ،عندما دخلت سمعت صوتا مالوفا يقول "هذا القماش جميل لكن الثمن غال جدا "
ردت البائعة
-انه ثمنه سيدتي
-لا ليس لهذا ،لقد رايت ان هذا هو المحل الوحيد الذي يبيع الاقمشة انه احتكار
-سيدتي لعلك غريبة عن هذه القرية لكن اطلب منك رجاء ان تغادري ان لم ترغبي في الشراء
-ساشتكي عليك انك تستغلين جهل الناس هنا .
مدت داليا يدها لامها وقالت
-ت....وقف....ي امي لست افض...ل منها
-داليا ؟
-اه ام....ي انا من ع.....لي ان اتفاجا وليس ان....ت
وسحبتها للخارج وتابعت
-جئت للق....رية وس....رت مسافة س.....اعة على قدم.ي لاتص...ل بك ،وانا هنا احاول كس..ب بعض الوق...ت لعلك تعو....دين للمنزل وانت هنا ؟
-كيف اعتقدت اني ساتركك وحدك في منزل غريب ومع اناس لا تعرفينهم
-اب.....لغ 30 س.....نة لست طفلة
-اعرف
-اي......ن ت.....قيمين ؟
-في فندق ،الفندق الوحيد هنا ،فندق رخيص لكنه محترم جدا
-س......تعودين م...عي
-ارفض ،عمتك لم تدعوني
-لم يعد ب.....عد الان منزل عمتي لقد تركته لي ولعدد من اقرباء زوجها
-حقا ؟ كل المنزل لك
-ولعدد من اقرباء زو...جها انت تس.....معين ما تري....دين فقط
-حسن وماذا سنقول لهم
-الح.....قيقة فقط
عادت داليا مع والدتها بعد ان قامت الام بتسوية نفقات الفندق ،لاحظت داليا ان والدتها كانت تحمل حقيبة صغيرة ،قدرت ان فيها ثيابا لها كانت تخطط من البداية الاقامة في القرية .
في المنزل اجتمع الاخوة الاربعة في غرفة الاخت قالت اسيا بعد ان انضم اليهم رياض
-حسن لقد صدق توقعي انها ستورثنا
قال ضرار -هذا مناسب بالنسبة لك والا كنت دفعت غاليا اختي على سجننا في هذه البقعة الكئيبة المنعزلة
-ماذا بعد اختي ؟
-ماذا في ماذا لمياء ؟
-اقصد تلك الفتاة داليا سترث معنا
-ام تحبيها ؟
-ليس اني اكرهها اخي رياض لكنها سترث معنا ،هذا امر ازعجني سنتقتسم المنزل معها
-هذا صحيح تلك المتلعثمة ستكون كمسمار لم نتمكن من بيع المنزل ان اردنا مثلا ،انه مع الارض المحيطة به يشكل ثروة
-لا تستبق الاحداث ضرار ،وربما ستبيع معنا
-حصتنا ستنقص
-هذا حقها
-انت تدافع عنها كثيرا رياض هل اعجبتك ام ماذا ؟
-كلامك لم يعجبني ضرار ، ثم لا تنسى انها هي التى تقرب العمة حليمة
-قد ترث اكثر منا
-لا تقلقوا عندي حل ،في هذه الحالة
نظر الجميع الى اسيا ،التى ابتسمت وتابعت
-انا لست شريرة لكن الفكرة التى تراودني ليست سيئة بالنسبة لنا ولها
-هلا اوضحت اسيا
-لا تستعجل رياض ،فلنترك الامور تاخذ مجراها وربما لن يكون لي داع للتدخل ،والان غادروا غرفتي اريد ان اكتب رسالة زوجي
-ما الداعي ،اتصلي به من القرية
-لمياء ،كتابة الرسالة افضل بكثير صدقيني
غادر الجميع الغرفة وتفرقوا ،كان الوقت يمضي بطيئا ،لا انثرنث ولا هاتف وكانهم عبروا من ثغرة زمنية الى الماضي عندما كان للوقت وزن ،الساعة تمضي وكانها ثلاث ساعات ،هذا الامر سرب الملل الى الاخوة الاربعة الذين لم يعتادوا على هذا النمط من العيش ،لم تعجب فكرة العودة لغرفة النوم والاستلقاء كما فعل اخوته رياض ، لذلك نزل للاسفل دخل المطبخ وجد لويزة مشغولة باعداد الطعام ،شرب الماء وقصد المكتبة ،اعتقد انه سيجد امينة المكتبة فيها ،لكنه لم يجدها ،فكر انها لم تصعد لغرفتها والا كانوا سمعوها ،لكنه لم يهتم كثيرا وبدا يتظر بفضول لكتب المكتبة سحب كتابا من بين الكتب وجلس يقرا .
عندما قلب الصفحة الخامسة ،دخلت كريمة نظر اليها ،كانت جميلة ،ارتدت ثوبا بنيا طويلا كان قد زادها جمالا ،لكنها لم تصل لجمال زوجته ،فكر بها وهو ينظر الى خاتم زواجه الذي لم ينزعه بعد ،قالت
-انهيتم اجتماعكم مع امي سريعا على ما يبدو .وجلست على الاريكة التى قابلت الاريكة التى كان رياض جالسا عليها .
-اجل .
وعاد رياض يقرا ،لكنها قالت
-التقيت بتلك المتلعثمة ما كان اسمها
-داليا
-اجل ، سالتها عن موضوع الاجتماع فردت بكل وقاحة اسالي امك
اخفى رياض ابتسامة تسللت لشفيتها ،وقال
-لكنك من رفض الانضمام للاجتماع
-فعلت لاني كنت مشغولة ،لكني لم اخفي فضولي اود حقا ان اعلم سبب دعوتكم الى هنا
-يمكنك سؤال امك
-انت ترد بكلماتها
-لانه الرد المنطقي الوحيد في هذه الحالة
-هل طلبت امي منكم عدم اخباري
-لا ليس هذا ،ولكن لا حق لنا ان نخبرك ما لم تخبرك امك
نهضت كريمة وقالت بانزعاج
-انتم مجموعة مملين
-لسنا نحن المملين
تركته وغاردت المكتبة بينما عاد رياض لكتابه .

رواية الخيط الابيض لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن