الفصل الثاني عشر
محمود الدالي
عدت الى منزلي في حدود منتصف الليل والنصف ،دلفت بهدوء للمنزل كان يغرق في الظلام ،ولا اثر لوجود داليا في المنزل كانه حلم في ليلة صيف ،اعتقدت اني ساجدها نائمة على الاريكة الوحيدة في الشقة او جالسة على كرسي المكتب ،تحركت للمطبخ كنت قد عائدا من المستوصف بعد ان تاكدت من حالة الشرطي لم يتاذى كثيرا ضربة في الراس افقدته الوعي بعد فحص الراديو تبين ان الضربة لم تحدث ضررا حقيقيا على الراس والدماغ لكني فضلت ان يبقى الليلة هناك لمزيد من الاطمئنان ،كنت قد طلبت من عناصر الشرطة العودة الى منازلهم لا احد يعلم ان داليا معي في منزلي لااريد ان يعلم احد ،حاليا على الاقل ،فتحت باب الثلاجة اخذت جرعة ماء بارد واحدثت بعض الضجيج عمدا ،سمعت باب غرفتي يفتح ،كانت هناك اذن في غرفتي وعلى سريري ،سمعت خطاها ثابتة وقفت عند الباب تكلمت
-هل الشرطي بخير
-اجل انه بخير تركته في المسوصف تحسبا
التفتت اليها كانت واقفة مشعة تحت ضوء المطبخ ومستيقظة تماما ،شعرها غير مرتب كم يعجبني شعرها الكستنائي المتموج بشكل عشوائي عيناها الواسعتان كانتا تحدقان في عيني مباشرة ،انها بالفعل تحب عيني ،قالت وهي تقترب
-اعددت لك طعاما
وتحركت الى الطاولة كان هناك طبق مغطى فتحته ،قالت ببعض الحرج
-بحثت في الثلاجة لم اجد غير بيض اعدد تلك بطاطا مقلية بالبيض
ابتسمت لها وقلت
-حسن جدا ساكله
جلست الى الطاولة وبدات بالتهام اول طعام تعده داليا ، كانت تراقبني قلت
-وانت الن تاكلي
-سبقتك
ضحكت وقلت
-اعتدت سريعا
-اننا زوجان ،بطريقة ما صرنا كذلك اعتيادي الان افضل
انهيت طبقي وقلت
-اراها افضل طريقة
ابتسمت لي كانت واقفة ،لم يكن هناك الا كرسي واحد لي وطاولة ضغيرة ،قلت وانا انهض
-يجب علي ايضا الاعتياد ،
نظرت الى الكرسي قلت
-نحتاج هنا الى كرسين مثلا
تحركت تسير مغادرة المطبخ وقالت
-اذا كنت جديا فانا ارى انه يجب علينا تغيير هذا المنزل ،لاتنس لدي منزل كبير
قلت وانا الحق بها
-جديا في ماذا هل تعتقدين اني امزح
وقفت ونظرت الي عيوني وقالت
-زواجنا كان سريغا لدرجة الغرابة لازلت لا اصدق
-اعتقد تحدثنا في هذا وعرفنا رغباتنا معا
-فعلنا لكن
-لكن ماذا ؟
-“تمر بالأطوار المعتادة: في البداية أنت لا تعرف.. بعد هذا أنت لا تلاحظ.. ثم تلاحظ فلا تصدق.. ثم تصدق فلا تعرف ما ينبغي عمله "
شعرت اني سمعت هذه الكلمات من قبل ثم تذكرت كانت مقولة قراتها لاحمد خالد توفيق ،سالتها
-اعرف انك قارئة بارعة انت في النهاية امينة مكتبة ،لكن هل اعتدت على هذا ام تبدئين به معي-على ماذا ؟
-على اسقاط قراءاتك على حياتك
-تذكرت هذه الكلمات وانا احاول تقييم ما قمت به
-انها فلسفة لا داعي لها
-“الفلسفة هى فن التحدث عن النفاحة بدلا من أكلها
-احمد خالد توفيق مجددا
-هل تقرا له
-هل سنمضي ليلتنا هذه في الحديث عن الكتب والمؤلفات
-لا ،لكن علينا حل مسالة المنزل
-المنزل نسيت عما كنا نتحدث
كان بريق عينيها يسحرني خاصة عندما تنظر الي بهذا الشكل ،اعلم انها تحبي انها ترتعش امامي انها تتوق للمسي لها لكنها لا تقول انها تكتفي بتلك النظرات لتناديني ،قلت
-اليس علينا اولا حل جريمة القتل واخراج القاتل من ذلك المنزل ،اعتقدت انك قد تبيعينه مع قريبتك
تحركت قليلا وقالت
-انا لا اريد ،تركت لي العمة ما يمكنني من شراء نصفه
-حسن جدا يا زوجتي الثرية ،لنفكر في امر المنزل لاحقا لقد تخطت الساعة الواحدة صباحا
سحبتها الى غرفتي ولم تقل شيءا اخر لا كلام بعدها .