الفصل العاشر

10 1 0
                                    

الفصل العاشر
عاد محمود الى للمستوصف ،كانت داليا مستلقية على السرير كما تركها ،وقف ينظر اليها ثم قال
-انسة داليا الملواني انت متهمة بقتل السيدة حليمة وكريمة
نظرت اليه بحيرة وقالت
-انت تمتزح بالتأكيد
-هل ستنكرين
-بالطبع سأنكر انا بريئة
-هل تنهضين ام أنادي من تساعدك
نهضت وقالت -لازلت اتألم من أثر السقوط ،انك بلا رحمة
نظر إليها وامسك يدها عندما كادت ان تسقط ،ابعدت يدها عنه وقالت
-انك ترتكب خطأ فادحا
سارت بخطوات بطيئة يتبعها محمود قال
-سنذهب الى المغفر بسيارتي
-هل تتوقع ان اشكرك
ركبت في المقعد الامامي ،قاد السيارة بسرعة
-اعتقدت انك ذكي
-لست غبيا ليكن في معلومك
-ماهو الدليل الذي وجدته
-كل الخيوط تنتهي عندك .
-فعلا !كيف ؟
-انت المستفيدة من موت حليمة
-لست الوحيدة
-كما أنك كنت جالسة في مكان جلوس كريمة
-هل تقول اني وضعت السم ونهضت هذا في منتهى الغباء ،ليس هناك ما يؤكد جلوس كريمة في مقعدي
-ربما لم تكن المعنية
-من ؟
-نسرين ،هل تنكرين انك من قام بترويعها ،هناك شاهد رآك وانت ترمين الى نافذتها شيئا
سكتت داليا ،واستمر محمود
-اردت قتل نسرين لانك تحبين رياض
ضحكت داليا بشدة وقالت
-هل هذا هو تحليلك ،تحليل في منتهى الغباء
نظر إليها كان يضع النظارات ،نزعها ووضعها جانبا وركز النظر في عيونها وقال
-هل تنكرين انك تحبين رياض
-انا لا أحب رياض أبدا جد لنفسك مبررا آخر
اوقف سيارته خارج الطريق ونظر إليها وقال
-ما شأنك معها اذن ؟
لم ترد عليه زادت عصبية محمود فقال
-سأحرص على ان تندفنين في السجن
-انا بريئة
-اثبتي هذا اذن ،انت لم تري والدتك لقد اغمي عليها
-هل انا الملامة،انت هو الملام الوحيد بسبب عجزك عن ايجاد القاتل .
قام بتشغيل السيارة مجددا ،ثم انطلق بأقصى سرعة ،حتى وصل الى المغفر ،نزلت داليا وقد اتخذت قرارها ،عندما جلس المحقق في كرسيه قال
-سنجري تحقيق اوليا معك
كانت واقفة الى ان سمح لها بالجلوس وقبل ان يسأل سؤاله الاول قالت
-ما ساقوله يجب ان يبق بيننا
دهش محمود وقال
-اولا هذا ليس قانونيا تم حبسك هنا بتهمة القتل كل ما ستقولينه سيدون هناك في السجل
ثانيا
قاطعته وقالت -انت لا تساعدني
شعر بيأسها عينيها كانتا قد امتلأتا بالدموع ونظراتها كانت نظرات يأس ،أخذ نفسا عميقا وقال
-يبدو انك غير مستعدة للتحقيق.
وقف وقال -سنأجل التحقيق لوقت لاحق
سار وتبعته ادخلها لغرفة الحبس ودخل معها ،نظرت إليه وقالت
-هل تصدق اني قاتلة
-اين ذهبت شجاعتك قبل قليل كنت شخصا آخر
اشاحت بنظرها عنه وقالت
-كنت أعتقد انك تمزح عندما اتهمتني بالقتل ،لم اتوقع هذا
-اذن تكلمي
عادت تنظر اليه اربكته نظراتها ،مد يده لوجه بحركة الية لنزع النظارات فلم يجدها ،تذكر أنه نزعها في السيارة وتركها هناك ،ابتعد قليلا عنها بينما هي قالت
-بدأ الامر كله عندما كنت خارجة من المطبخ متجه للمكتبة ،كان بابها مواربا عندما مددت يدي لافتحه سمعت شخصا يتكلم ،لم ارغب في التصنت لكن ما سمعته جمدني تماما لم أقوى على التحرك كان مراد و نسرين يتكلمان
-حسن
سكتت بلعت ريقها وقالت
-لم أرغب ان اخرج هذا من فمي أردت ان يبق الامر سرا لأنه فضيحة وسيؤذي أشخاصا ،لكن
نظرت اليه وقالت
-انت تجبرني والوضع يجبرني لا أريد أن اسجن بسبب جريمة لم اقترفها
التفت إليها وقال -انت من يصعب الامر
-هناك علاقة بين ونسرين
-علاقة من اي نوع
-نسرين حامل من مراد
تفاجأ محمود وظل ينظر لداليا بينما تابعت
-لم استطع اخبار رياض او أسيا لكن لم استطع ايضا البقاء هادئة وكأن شيئا لم يحدث
-لذلك قررت معاقبة نسرين
-اجل أردت اخافتها وترويعها أنها حتى ليست نادمة على ما فعلته
-هل كشفت وانت تتنصتين
-لا اعلم لاني صعدت مباشرة
-لا شك أنها عرفا بطريقة ما ،لذلك يحاول مراد او نسرين اسكاتك
-هل صدقت اني بريئة
-لعلك بريئة من مقتل كريمة
انتفضت داليا بغضب وقالت
-اخبرتك بكل شيء ولازلت لا تصدق!
اقترب محمود من داليا وقال
-اهدئي لازلت احقق لازلت متهمة بقتل حليمة
-لكنك لا تملك دليلا واحد لا يحق لك حبسي هنا ان هذا المكان يخنقني
نظر إليها قبل أن يغادر ويغلق عليها باب الزنزانة ،عندما وصل الى غرفة مكتبه وجد مراد ينتظره قال عندما راه
-اريد رؤية موكلتي
-هل وكلتك
-اجل
دار محمود حول مكتبه وجلس بهدوء وقال
-حسب علمي هي لم تفعل
-انت اساسا لم تترك لها فرصة ،اريد حضور التحقيق والاطلاع على ما دون
-لم يحصل تحقيق بعد أنها ترفض الكلام
-اريد مقابلتها
-لأرى توكيلك أولا
-لا تكن بيروقراطيا أرجوك
-انها مجرمة خطيرة دخولك إليها قد يعرض حياتك للخطر
-هل ثبتت التهمة عليها
-لا نحتاج لاعترافها
-لكن ستحققون معها
-بالتأكيد لا مفر من ذلك
نظر محمود الى عيني مراد مباشرة ، كان جامدا يتكلم ببرود تام بدون قلق او توتر ، لكنه كان ملحا ، ما عرفه محمود أخيرا من داليا جعله يفهم مدى الخطر الذي تشكله داليا عليه ، تساءل محمود هل يفكر في ايذائها في محبسها ،هل سيتجرء ظل ينظر الى مراد الذي قال
-اذن لا فرصة لي بمقابلتها اليوم
-مطلقا ،وعليك ان أحضر توكيلا منها قبل أن تقابلها هذا أمر محسوم ايضا
لم يرد مراد وغادر مغفر الشرطة ، نهض محمود وغادر ايضا كان بحاجة لترتيب افكاره ، سار على طول الطريق كان الحركة كثيرة في هذا اليوم الذي يسبق يوم الحصاد الشباب ينظفون الشوارع يعلقون الاعلام احتفالا بهذا اليوم الاولاد يركضون هنا وهناك ،هذا اليوم يعتبر كيوم عيد بالنسبة لسكان بلدة عين الذئب ،كعرس كبير احتفالا بحصاد وفير ككل عام يشكرون فيه الله على ما منحهم يتصدقون يدعون الله ليبارك لهم ارزاقهم ،ثم يبدؤون بالاستعداد بعد هذا اليوم للشتاء الذي يكون قاسيا البحيرة تتجمد الخريف في البلدة بارد كالشتاء ، نظر اليهم محمود باستمتاع نسي لبعض الوقت الجريمتين ، هذه البلدة مملة لكن فيها بعض الامور التى تبث الحياة في الفرد ، عاد ينظر الى الطريق وعاد سريعا الجريمة فكر جريمة قتل كريمة قام بها مراد وقصد بها داليا ، ربما تكون نسرين شريكته ، حاولت داليا معاقبة نسرين بسبب خيانتها فقامت باخافتها لا يعتبر هذا أمرا يعاقب عليه القانون ،تبقى جريمة قتل حليمة لم اتقدم فيها كثيرا توجد نقطة مبهمة لم اتوصل إليها بعد من قتل حليمة في الوقت الحالي سأستبعد داليا ووالدتها لم تكونا على اتصال بأحد كانتا حتى الأسبوع السابق وحيدتان الى ان وصلت الدعوة هذا ما فهمته من التحقيق ، وقف امام مركز البلدة أين كان مجموعة من الشباب بحاولون تعليق الاعلام نظر إليهم دون أن يكون مركزا مع ما يفعلون ،يبقى الاخوة الاربعة ولويزة يمكن استبعاد لويزة لانها امراة سادجة وطيبة القلب وتحب سيدتها كما انها كانت تجهل الارث الذي تركته لها حليمة ،قيبقى عندي الاخوة الاربعة ،اخذ نفسا عميقا وهو يفكر توجد نقطة اكيد هناك شيء او أمر فاتني لكن ماهو .

يتبع

في المنزل كانت لويزة تعتني بوالدة داليا ،كانت في غرفتها تبكي بلا توقف قالت للويزة
-كيف يفعل ذلك المحقق هذا ،كيف يتهم ابنتي وهي بريئة
-لا تقلقي سيدتي مادامت بريئة فستثبت براءتها بلا شك
مسحت زينة والدة داليا دموعها وقالت
-انها بالتأكيد بريئة
-انا واثقة من ذلك ،ستظهر الحقيقة قريبا بقاؤك في غرفتك لن يفيد ما رايك ان تاتي معي للمطبخ لا تفعلي شيئا فقط اخرجي من هذه الغرفة
-انت محقة الأفضل أن أشغل نفسي حتى افكر كثيرا
كانت جالسة على سريرها فنهضت وقالت -سأذهب لرؤية ابنتي أولا
لم تفكر لويزة في منعها ووجدت ان هذا أفضل لها في هذا الوقت .
تركتنا لويزة واسرعت لرؤية ابن اخبها وجدته في الحديقة يقوم باقتلاع الحشائش قالت وهي تجذبه من يده
-ماذا فعلت الم احذرك قلت لك لا تقل شيئا لما اخبرت الشرطي
-اعتقدت انك اخبرته لقد كان يعرف
-انا لم اخبره شيئا هو لم يكن يعرف لقد خدعك ،والان الفتاة في السجن بتهمة القتل
-لكن هل قتلت
-بالتاكيد لا لكن المحقق يعتقد أنها فعلت
-انا آسف عمتي
-بما سيفيدني اسفك.
قالت هذا وتركته ودخلت المنزل
كان المساء حل عندما وصلت زينة الى مغفر الشرطة بحثت عن المحقق محمود فاخبروها أنه غير موجود طلبت رؤية داليا لكن لم يسمح لها أحد بذلك رغم اصرارها وبكائها عادت حزينة الى المنزل لكنها قررت أن لا تظهر حزنا او الما فابنتها بريئة وستظهر الحقيقة بالتأكيد .
تناول الجميع طعام العشاء دون أن يتكلموا عن داليا او عن الجرائم وتفرقوا كل واحد الى غرفته، لكن لم ينضم مراد إليهم كان في الخارج عندما دخل كانوا يغادر ن غرفة الطعام ، تسرب الملل الى قلوب الجميع ،وكان أكثر ما ارادوه مغادرة المنزل الكئيب ،اعتزلت صابرينة الجميع وجهزت حقيبتها كان قد قررت مغادرة المنزل بعد يوم الحصاد ،صار المنزل يطبق على قلبها ،لم تستطع الخروج من حالة الحزن والكآبة لموت كريمة ،كانت تعتقد ان حياة اخرى تنتظرهما لكن ما حصل كان مختلفا ومدمرا ستعود لحياتها التى هربت منها ثابت مقتنعة ان تلك الحياة افضل من المصير الذي لاقته كريمة أفضل بكثير على الأقل تنتظرها الحياة .
أحضر المحقق محمود بعض الطعام لمغفر الشرطة عندما عاد من جولته حاول فيها جميع افكاره ،كان عاجزا فبالرغم من كشفه لهوية قاتل كريمة فليس لديه دليل ، وعليه الابقاء على داليا بعيدة عنه قدر الامكان ،عندما دخل الى المغفر لم يجد أحدا هناك ساوره شك ،وضع الطعام على اقرب مكتب ، واسرع الى مكان حبس داليا كان الباب مفتوحا ولم تكن هناك صرخ باعلى صوته مناديا حميد لكن لم يأت احد غادر المغفر وبدأ يبحث عنهم بقي هائجا ينظر في كل اتجاه حتى رأى حميد قادما يجري قال محمود
-اين كنت أين أفراد الشرطة
-سيدي حدث حريق في مخزن الحبوب خرجنا للمساعدة والتحقيق
-كنت في الخارج لم يكن هناك حريق
-لقد كانت خدعة عرفنا ذلك متأخرين
-تركتم المغفر بدون حرائق
-لا كان هناك شرطي
-لا أحد لا يوجد أحد ولا حتى المتهمة داليا
-هل هربت
-اخبرني انت
كان محمود غاضبا ،وبصعوبة تحكم في نفسه كي لا يضرب حميد ،قال
-اذهب الى المنزل أنه احتمال ضعيف لكنه المكان الوحيد الذي تعرفه
اسرع حميد الى سيارة الشرطة لتنفيذ اوامر محمود ، سار محمود في ذات الطريق الذي جاء منه حميد ،انه هو لاشك الذي اتصل بالشرطة لكن أين هي داليا أين ؟.

انتهى  الفصل

رواية الخيط الابيض لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن