الفصل الثالث عشر
كانت الجثة ممدة على الارض ،مبتلة بشكل كامل ،عيونها كانت مغلقة شفتاها زرقاوان ،اقترب محمود منها كان رجال الشرطة قد وضعوا سياجا لمنع الاقتراب لحق المضور بعد وضول محمود بوقت يسير وأخذ في التقاط الصور ،عندما انتهى وقف محمود ينظر الى جثة نسرين ،جمالها الفاتن لم يؤثر عليه الموت فقط بعض الشحوب ،اقترب اكثر وفكر كيف لمثل هذا الوجه البريء ان يحمل روحا بشعة بلا ضمير او اخلاق ،لقد ماتت قتلت ومات معها ما نتج عن خطيئتها ، لم يشعر محمود اتجهاها باي نوع من الحزن او الشفقة حتى مع انها الضحية والمقتولة وجد انها تستحق ما اصابها تماما ،حلس على قدمية يدقق في الجثة ،كانت تحمل الكثير من المعلومات تلك الجثة المستلقية بلا روح ،جمعت عينا محمود من خلف النظارات كل النقاط المهمة التى احتاجها مؤقتا ،وقف وابتعد وقال
-خذوها للتشريح
تحرك الاعوان لنقلها بينما اخرج هو دفتره وكتب ما لاحظه وما انتهى اليه فكره ،اعاد الدفتر الى الجيب وقال لحميد
-الى المنزل الان
تحرك الجميع وفرغ مسرح الجريمة ، هب نسيم بارد نسبيا فحرك اوراق الاشجار محدثا صوتا كئيبا ،في السيارة قال حميد
-اعتقد ان ما قاله ساع البريد صحيح
-لما هذه الثقة فجأة ؟
-الا ترى معي ان السحب قد تجمعت في السماء على غير العادة ،ثم هناك هواء بارد الا تشعر به
اخذ محمود نفسا عميقا وقال
-مع من اتكلم انا يا الهي
-هل اخطات سيدي
-لا.... انا هو المخطى .
سكت محمود ولم يعقد حميد واسمر في القيادة الى ان وصل الى المنزل ،طلب محمود من حميد البقاء خارجا ،ودخل هو وحيدا وجد لويزة تخرج الاطباق الفارغة من غرفة الاكل عندما راته فزعت وقالت
-سيدي ؟
اخذ محمود نفسا عميقا وقال
-اريد اجتماع الجميع في غرفة المعيشة في اسرع ما يمكن
لم تسال لويزة واسرعت الى المطبخ ، قصد محمود غرفة المعيشة وجلس عل الاريكة كان يشعر ان العالم كله ارخى بثقله على كتفه ،شعر انه يختنق فتح ازرار قميصه واخذ نفسا عميقا مرة واخرى واخرى ،رتب القطع في رأسه فتح باب السجن لداليا وتركها تهرب ثم جريمة قتل في نفس الليلة ومقتل حليمة وكريمة بعدها بالخطا ،هل يقتل بشكل عشوائي ام ان كل حركة حسبها بدقة هل هناك جريمة اخرى يخطط لارتكابها ام اكتفى ،تقريبا النقاط اجتمعت لديه لكن ليس لديه دليل ، اجتمع الجميع ما عدا نسرين وداليا كانوا واقفين جميعا الا محمود ،نزع نظاراته مسحها ببطء واعادها ووقف بنفس البطء نظر للجميع كانت صابرينة شاحبة بشكل ملفت ،تكلم ضرار اولا
-ما الجديد الان ؟مللنا من زياراتك المتكررة
-انا ايضا مللت من هذه الجرائم ،اريد اكثر منكم غلق الملف ،لكن المجرم لا يترك لي المجال ابدا
-الم تكن داليا هي المجرم اعتدت اننا انتهينا
كانت صابرينة من تكلم
-وجدت صوتك اخيرا ،اريد ان احذر الجميع وانت منهم لا يسمح لاحد بمغادرة المكان حتى اقول انا هذا
سالت لويزة
-هل هذا يعني ان داليا بريئة
-هذا يعني ان جريمة اخرى قد وقعت
صدم الجميع ونظروا لبعضهم البعض
قالت اسيا
-لكن الجميع هنا انا ضرار رياض مراد لمياء اه يا الهي نسرين اين هي نسرين
قال رياض -لست اعلم لم انم في غرفتي امضيت ليلتي في غرفة المكتب
-لقد وجدت تطفو في بحيرة عين الذئب
ضرخ الجميع صرخة رعب ،بينما تحرك ضرار وامسك رقبة محمود وقال
-وانت ماذا تفعل ما الذي تفعله شرطة هذا المكان البائس هل تنتظر ان نقتل جميعا لتكشف القاتل ام ماذا
امسك محمود بيدي ضرار وانزلها وقال
-لازلت احافظ على هدوئي معك عليك ان تكون شاكرا
ابعده رياض وقال لمحمود
-ارجوك اعذره انه خائف هذا هو السبب
تكلمت والدة داليا التى كانت هادئة كانها غير موجودة
-هذا يعني ان ابنتي بريئة ،انها في السجن اليس كذلك
تكلم مراد اول مرة -هل نحن متاكدون انها في السجن
ابتسم محمود اول مرة وقال -لماذا تشك في هذا ؟
-حسن لابد انها في الخارج اليست هي القاتلة بعد كل شي
-او انها بريئة
سكت مراد منزعجا ،تابع محمود
-وجدت القتيلة كما قلت تطفو في البحيرة بعد الرؤية الاولية للجثة تبين انه تم خنقها ثم رميت الى البحيرة وهي ميتة ،في المرات السابقة حققت معكم لكن هذه المرة لا اجد لذلك داع لاني وصلت للقاتل قاتل نسرين وكريمة وقاتل حليمة
سالت اسيا
-اليسوا نفس الشخص
-لا ،لدينا قاتلان
-من هما
سال رياض
-ساكشف كل شيء بعد يوم الحصاد ، غدا سازوركم لاخرة مرة لالقي القبض على القتلة واقفل القضية ويمكنكم بعدها ان تغادروا البلدة
سال رياض -وداليا الن تطلق سراحها
-انها شاهدة مهمة في القضية
-اذن اين هي هل لنا برؤيتها هل ....
قاطعه محمود بهدوء -اهدا رياض يكفي ان تعلم انها بخير
قال هذا وغادر منصرفا دون ان يلتفت ، وجد حميد واقفا ينظر الى السماء قال بانعدام صبر
-حميد ليس مجددا ارجوك
-عذرا سيدي افكر ان هذا العام لن يكون عام خير ابدا
-ماذا تعتقد هناك ثلاث جرائم قتل حدثت في ظرف اسبوعين لاول مرة منذ جئت الى هنا ،هل تجد خيرا في هذا
سارا الى السيارة وركباها سال حميد
-انت لم تخبر احدا ان المتهمة داليا هربت من الحبس
-بالطبع لا سيدي
-هذا جيد
سكت محمود عندما وصل الى البلدة نزل محمود مترجلا بينما واصل حميد الى مركز الشرطة ،بدت البلدة كخلية نحل كبيرة الكل يعمل هنا وهناك ،عاد محمود لمنزله وجد الشقة الصغيرة قد قلبت راسا على عقب وكانت تضع وشاحا على وجهها تخفيه ،الغرفة كانت مليئة بالغبار قال وهو يغطي انفه
-ما الذي تفعلينه ؟
عندما راته فزعت وقالت
-عدت باكرا هل حصل شيء
قال -وقعت جريمة
-ماذا ؟
-هل طلبت منك تنظيف الغرفة
-هل توقعت اني سابقى في مكان متسخ كهذا
-لكن ،بأي حال و عدت لاخبرك ان مراد قتل نسرين
-ماذا كيف لماذا
-وجدت تطفو في البحيرة
-كيف علمت ان مراد من قتلها
-لاتكوني سادجة اطلق سراحك لتتهمي بقتلها
-هل نملك دليلا انه هو
-تقريبا اعترف ،لست اشك في هذا ابدا ،رميت له طعما
-لماذا قتلها وهي تحمل طفله
-اراد قتلك لانك كشفته الا يقتل دليل الخيانة
-ارادت نسرين الطفل
-بقدر ما لم يرده هو
-يا الهي ،هل علموا رياض والبقية
تحرك محمود للكرسي المقلوب صحح وضعه وجلس وقال
-انه قلق عليك فقط
-علي انا لماذا ؟
-اعتقد انه احبك او يحبك او سيحبك
........
-كان مقيدا بزواجه
نظرت داليا الى محمود بفضول وتساءلت حول ما يشعر به وهو يقول هذا الكلام
-والان تحرر يعلم انك بريئة
التفت محمود لداليا وتابع -اعتقد انه رسم مستقبله معك من الان ما رايك
-ما رايك انت ؟
-لم يكن زواجنا تقليديا او حتى حديث كان غريبا
-لكنه زواج
-كنت خيارك الوحيد الان هناك اخر ماذا كان
-لم تقول هذا الان الست تعلم حقا بما اشعر به
وقف وقال -لو لم نتزوج الى الان هل
-لم يكن ليتغير شيء ما كنت لانظر لرياض
-حسن اذن
قال هذا وسار للباب
-هل ستغادر الان
-اتوقع ان تنتهي هذه الفوضى بعد ساعات ،لن ترينني قبل ذلك .