الفصل التاسع
محمود دالي
دخل مراد بعد خروج داليا، ارتديت النظارات ، تقدم مراد كان يسير بخطى واثقة وكأنه بصدد مرافعة ،علمت من تحرياتي عنه ،أنه محام حذق ومرن ،يستطيع الدفاع عن شخص كان يحاربه بكل بساطة ، كالحرباء يتلون ،في مرافعاته يستعمل كل الأساليب لكسب القضايا ، كل قضاياه فاز بها لم يخسر في واحدة قط ،هذا النجاح أكسبه ثقة عالية بنفسه ، لا أحد يعلم مقدار ثروته ومع ذلك يبدو حريصا على ميراث زوجته ،علمت أنه تعرف عليها في الجامعة كانت تدرس الحقوق مثله ،لكنها لم تعمل في المجال وتزوجت به ، جلس بهدوء وقال
-انا في الخدمة
-متى آخر مرة رأيت فيها القتيلة؟
سالته مباشرة ، فأجاب مباشرة
-في الغذاء
فكرت لقد أعد اجابات لكل الأسئلة ،تابعت
-أين كنت عندما وجدت الضحية ميتة؟
-كنت في غرفة المعيشة مع نسرين وسمعنا الصراخ فخرجنا وهناك صادفنا داليا ووالدتها والخادمة
-ماذا كنت تفعل مع نسرين في غرفة المعيشة ؟
غيرت جهة الأسئلة الروتينية ،وفكرت بسؤاله عن أمر لا يتوقعه ؛ونجحت في إرباكه
-انت تعلم أنها زوجة اخ زوجتي ،انها تعتبر من عائلتي
-لم أسألك عن علاقتك بها ،أسال ماذا كنت تفعل معها
-كنا نتحدث فقط ،حديثا عاديا
-حسن .
-ما رايك في كلام نسرين عن ذلك الشخص الذي يلاحقها ؟
-لقد تحدثت في الأمر معي أعتقد أنها كانت تتخيل
-لكنها وجدت دمية مقطوعة الرأس في غرفتها
-ليس لدي تعليق ،الحقيقة لا أعلم
فكرت في سؤال آخر أخير ،لكن لم يخطر ببالي شيء ،لذلك سمحت له بالمغادرة .
وقفت أخيرا وضعت الهاتف في جيبي ،وغادرت المكتبة ، بحثتت عن لويزة في المطبخ وجدتها في الحديقة تكلم شابا ،رجحت أنه ابن أخيها ، ناديتها أسرعت في المجيء سالت
-ما الأمر سيدي؟
-اريد تجهيز غرفة لي
-هنا !؟
-أجل ساقيم هنا ،لمنع حدوث جرائم أخرى
-حسن سيدي ،لكن ...
-لقد أخذت موافقة صاحبة المنزل
-مادام الأمر كذلك ،ساسرع إذن قبل أن يمتلأ المنزل بالمعزين
واسرعت إلى داخل المنزل ،كان ابن أخيها لا يزال واقفا اقتربت منه ، كان شابا في ريعان الشباب طويل القامة نحيلا بعض الشيء لكن تبدو من قسماته ملامح الذكاء ،قلت
-مرحبا
-مرحبا
-انا محقق الشرطة
-انا
-أريد طرح أسئلة عليك
رد علي بدون أن ينتظر
-هل أخبرتك عمتي ؟مع أنها طلبت مني كتمان الأمر
-لماذا طلبت منك كتمانه ؟
سالت مدعيا المعرفة فرد
-لانها تحب داليا كثيرا ،وتعقتد اني إن تكلمت فقد تصاب بضرر
-لماذا ستصاب بالضرر؟
-انت تعلم وجودها في الحديقة في تلك الساعة من الليل يثير الشكوك خاصة بعد حوادث القتل
حركت قدمي قليلا وزاد توتري ،تذكرت أن داليا أمضت ليلتها في غرفتها كما فهمت من التحقيقات
-انت تتكلم على ليلة أمس
-أجل ،ولست أدري ماذا كانت تفعل
-ماذا كنت تفعل أنت ؟
-انا كنت مستيقظا بسبب الحر ،المكوث في ذلك المنزل جيد لكن الرطوبة خانقة ،كنت اتعرق في غرفتي ،نهضت لأروح على نفسي فرأيتها كانت تقف مقابلة نوافذ المنزل وبصرها للأعلى ، رأيتها جيدا لأن غرف المنزل تقريبا كلها كانت مضاءة ،اعقتد أن الجميع لم يستطيعوا النوم ليلة الأمس .
إذن كانت داليا في الحديقة فكرت ثم سالته
-جئت لاسألك عن الوقت كم كانت الساعة تحديدا ؟
-ساعات الفجر الأولى
-أين كانت واقفة
-هنا
وتقدم خطوات تبعته وقلت
-شكرا لك ،اريد تأكيد عدم إخبار أحد
-حسن .
قال هذا وانصرف ، رفعت بصري الى مكان وقوفها ،كان تحت نافذة دققت فرأيت النافذة مكسورة ، كانت هي من رمى بالدمية إذن لاشك أنها هي الشخص الأسود الذي وقف في غرفة نسرين ، أتساءل لماذا ؟