.14.

200 7 1
                                    


غَربت شمس ذلكَ اليوم بسيط الأحداث منذ ساعات قليلة،
وبقيت أضواء النجوم تتلألأ وكأنها تَغري ذلك الهلال الذي لم يكُن يبالي؛
كذلك بقي دافيد يرتب قِطع الشطرنج مُتنهدًا حتي مُلئت الشرفة بزفيره المستاء!

ولكنه هَمَّ فجأة مستقيمًا عن كرسيه وخَرج من الشرفة إلي صالة المنزل ليجد
الثلاثة أطفال يلعبون بهواتفهم وكذلك الأمر مع إيروس الذي كان يتسطح
علي الأريكة براحة ويبتسم كالحالمين ناظرًا إلي هاتفه، والأمر كان سيامًا

مع هيكتور الذي كان ينظف كُرته ويقبلها بين الثانية والاخري،
اقترب منهم دافيد وسأل بعبوس: أين باقي الأوغاد يا ماريو؟

تركَ روجر هاتفه بسرعة وقال بأبتسامة سابقًا ماريو في الرد: ريكاردو ذهب
إلي المرسم، وإيغور يتدرب بالأعلي وكريس نام منذ نصف ساعة يا خالي.

وكزه ماريو بضيق طفولي وقال بإستياء: لقد سألني أنا!
اخرج روجر لسانه إلي ماريو بإستفزاز ليقطع دافيد وصال الشجار الحانق
آمرًا لهم بجدية: لا بأس ماريو، اريدكم يا أولاد الذهاب واحضارهم هنا فورًا
ولا تدعّوا لهم مجالًا للرفض أو النقاش أتفهمون؟، اذهب انتَ يا روجر إلي

كريستوفر، وانتَ ماريو اذهب وأحضر ريكاردو،
روكو سيُحضر إيغور، هيا أسرعوا.

استغرق الأمر ثانية لأختفاء الأطفال من الغرفة بحماس، وجه دافيد نظره
إلي ذلك الذي لا يزال يبتسم إلي هاتفه ولا يلحظ ما يدور حوله حتي، أقترب
منه دافيد بهدوء وقال له: إيروس بُني، أترك ذلك الهاتف جانبًا الآن.

" لا أحتاج إلي العشاء ماما مارلا " تمتم بها إيروس المُبتسم وتقلب حيث أصبح
نائمًا علي بطنه، اقترب دافيد منه أكثر ومال عليه حيث أصبح فاه دافيد فوق أذن
إيروس مباشرة، نظر دافيد لوجه إيروس الذي شَحّت تعابيره وما بقي غير الأبتسام

ثم همس قائلًا: هل تحادثَ ماريا؟
همهم إيروس كأجابة سريعة، ليسأله دافيد بذاتِ النبرة قائلًا:عَن ماذا تتحدثان؟

" اسألُها ماذا ترتدي الآن " تمتم إيروس مجددًا بشرود، ليتابع دافيد
السؤال قائلًا: وهل آجابتكَ؟

" أنا أحاول "
صفع دافيد مُؤخرة إيروس بقوة وهو يقول: تُحاول أيها الوغد، ألا تعلم عن
الأخلاق شيئًا يا فتي؟!

انتفض إيروس متأوهًا بفزع وقد تخلي عن هاتفه اخيرًا، دَخل كريستوفر
الناعس الغرفة وارتمي فوق كرسي عريض منفرد وهو بالكاد يفتح عيناه

Warmer| حتـي النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن