شعرت بارتجاف جسدها خوفاً من اللقاء المنتظر بينهما وها هو علي بعد خطوات قليلة منها دارت عينيها وهي تبحث عن والدها الذي يحاول إقناع نجله للإعتذار لزوجته:
-خلاص يا شريف أعتذر لمراتك مجراش حاجة
-
تنهدت الأخري بضيق تطلب منه الإبتعاد عنها:
لو سمحت خلي في مساحة بيني وبينك وبعدين أنت عايز أيهبدأ حديثه الأعتذار عن ما بدر منه:
-أنا آسف يا حور و مش عايزاك تزعلي مني والله أنا ماكنت أقصد أن كل ده هيحصلدمعت عيونها وهي ترفع كفيه حول وجه:
-مين قالك أن زعلانة منك يا ماجد،زعلانة منك يعني كان ما بينا مودة ورحمة وقت جوازنا،وأنت لما شفت أن رديت على أمك ضربتني وطلقتني ولافرق معاك سمعتي ولاكلام الناس، العروسة اللي اتطلقت يوم الصباحية أكيد طلعت مش بنت بنوت أوالعريس سمع عنها حاجة أو شافها في وضع مخل مع حد،آسف دي تقولها لو أنت خبط فيا بالغلط،وصدقني أنا مش مضايقة منك ولا عندي ذرة حقد عليك،اتجوز واحدة تختارها أمك تكون تحت سن الثلاثين لا تكون عانس زي ولا فاتها قطر الجواز،و وقت ما تيجي تزور أختك أنا بنفسي هفتح لك الباب،لأنك ضيفطلب منها الإستماع إليه:
-طيب أيه رأيك نرجع لبعضمسحت دموعها وهي تعدل من وقفتها:
-يارب اللي عملته فيا تشوفه في عرضك وتلف الدنيا عليا علشان اسامحك ومتلاقيش دواك غير عندي وقت مرضكدمعت عيونه وهو يرد عليها:
-حور أنا عارف أنك علشان زعلانة مني بتقولي كده،لكن أنا متأكد أنك بتحبينيقطع حديثهم صوت شجار العروسين يأتي من الداخل:
-أنت طالقأسندت رأسها للحائط تردد:
-ليه عملت كده يا شريف
-
يوم آخر يمر عليها وها هي تنظر إلى ثوب الزفاف الموضوع بجوارها فوق السرير أغمضت عيونها وهي تسأل شقيقها الجاثي علي ركبتيه رافع كفيه حول وجهها:
-يعني شريف مكنش بيحبني وعامل كل ده علشان ينتقم لحورأخفض رأسه خجلاً معتذرا لها:
-أنت ملكيش ذنب أنا السببصوت والدته الذي يأتي من داخل غرفة الصالون وهي تبكي و تنوح كان كافياً لضرب رأسها بالحائط:
-منك لله يا شريف فضحتتنا الناس تقول أيه طلق عروسته في القاعة من قبل حتي ما تروح معاه البيت
-
حاول الهرب من نظرات عيناي الجالسة بجواره تسأله:
-ليه عملت كده يا شريف أنت كنت مخطط أنك تسيبهاقطع حديثهم صوت والدتها:
-أخوك عمل اللي عمله أخوها معاك يعني هما اللي بدأوا والبادي أظلمسألته:
-والفضيحة ذنبها أيهأجابها وهو يرتشف كوب القهوة:
-أنت كان ذنبك أيهارتسمت الدهشة علي ملامح وجهها من أين آتي بتلك القسوة:
-أنت جبت القسوة دي كلها منين مش دي سلمي حبيبتكقلب عيونه وهو يرد عليها:
-مصير الزمن يعلمك أن القسوة دي بتيجي كتر الصدمات وأنا أخوك الكبير وعارف أنا بعمل أيهطلب منها إكمال عملها:
-بلاش تقعدي في البيت و انزلي و ارجعي شغلك واللي يفكر يقولك كلمة أنا موجوددمعت عيونها وهي تسأله:
-شريف بلاش تضغط على نفسك أنا عارفة أنك بتحبهاحاول تجاهل تلك المشاعر:
-أنا مش بحب حد واقفلي الموضوع دهأنتهي والده من أداء صلاة الظهر يطوي سجادة الصلاة سأله عن أسباب تلك الحالة
-أنت زعلان ليه مش أنت عملت اللي في دماغك و أمك خططت معاك تاخدوا حق أختك قاعد في البيت ليه أنزل أقرص في الشارع و أحتفل بانتصاركقلبت عيونها وهي ترد عليه:
-ليه التريقة هي مش بنتك اللي اتفضحت علي الأقل أنا بنتي أطلقت في بيتها لكن بنتهم أطلقت في القاعة وسط الناسعاد يسأله عن أسباب تلك الحالة:
-طيب مش نفذت الخطة قاعد ليه،ولا حاسس بالذنب ولا أنك مش راجل ضحكت علي البت لحد ما كتبت الكتاب وطلقتها العلنطلب منه الإستماع إليه:
-يا بابا أنت مش فاهمأجابه وعلي شفتيه ابتسامة عريضة:
-أكيد في خطة جديدةأخفض رأسه معتذرا له:
-أنا آسف يا بابا،لكن زعلي علي حور خلاني مش شايف أنا هطلب نقلي و أسافر و اريح الكل مني
-
نهاية البارت الخامس