«1»

1.5K 90 211
                                    

ها هُو هيونچين يُكَدِّس الكتب فَوقَ رَفٍ من الأرفُف في إحدى الممرات بالمكتبة حيثُ يعمل.

لطالما كان هيونچين مولِعًا بالكُتب؛ قضى الشاب تقريبا مرحلته الجامعية بأكملها داخل جُدران نفس ذات المكتبة، كان يأتي إلى هنا كثيرًا من أجل الإستعانة بمصادر تفيده في تحضير الأبحاث الجامعية وخلاف ذلك.

ولكنه لم يقرأ من أجل الدراسة فقط، بل قرأ من أجل المتعة كذلك، فقد كان حريصًا على قراءة كتاب واحد على الأقل كل أسبوع في تخصص مختلف عن تخصصه بالجامعة.

كان هيونچين مُهتمًا بالقراءة بشكل عام ولكنه إمتلك شغفًا خاصًا بكتب الأساطير، دائمًا ما أحب القراءة عن العوالم الخفية حيث جعلته يغُض النظر بشكل مؤقت عن وحشية العالم الواقعي الذي يعيشه، ساعدته في إهمال ما يحاول دفنه بذاكرته عميقًا، هدَّأت من رَوْعه حين يتذكر تلك الليلة التي أوْدَت بعلاقته مع كافة عائلته، بإستثناء شقيقه مينهو.

كانت ليلة ويا لها من ليلة!

لا يخلو نومه من الكوابيس بسببها حتى الآن.

مرت أربعة أعوام كاملة والفتى لا يزال يرهَب ذِكر إسم عائلته الحقيقي في كل مرة يُقدم نفسه فيها إلى شخصٍ ما.

ولكن كان ذلك من الماضي، فهو الآن يمتلك أخًا يغنيه عن العائلة بل عن العالم أجمع، وصديقًا مُقربًا يخفف عنه فرط تفكيره.

ولكن هذا هو الشيء المؤسف بخصوص الماضي؛ يمكن أن تظهر أشباحه فجأة لتطاردك حتى وإن ظننتها قد توارَت..

كانت حياة هيونچين بسيطة إلى حدٍ كبير؛ العمل بالمكتبة معظم اليوم، لقاء شقيقه أو محادثة تشانجبين صديق طفولته، قراءة الكتب في أوقات فراغه، والإحتفال بأي ملهى بين الحين والآخر حين يُجبره مينهو على ذلك.

أما عن وقته بالمكتبة فلم يخلو من إزعاج الزائرين بمغازلته.

كان هيونچين يتعرض للمُغازلة في أي وقتٍ وحين إن صح التعبير ولكن حدوث ذلك في المكتبة كان يزعجه كثيرًا؛ فهذا مكانٌ للعمل!

من بحق السماء يُغازل أحدهم في مكان عمل مُوَقَّر كالمكتبة مَقَر المعارِف ومجمع العلوم!

ولكن من يلوم هؤلاء الزائرين؟

كان هيونچين فتىً طويل القامة في منتصف عقده الثاني من العمر، ذو وجه خلاب وشعر أسود طويل ذو ملمس كالحرير وإبتسامة خافتة ترتسم على شفتيه دومًا، شفتيه التي خُلِقَتا للتقبيل والتدليل، وكان يعلم ذلك جيدًا لذلك إكتسب عادة لا إرادية بلمسِهِما طوال الوقت إما بأصابعه أو بلسانه الماهِر؛ يقينًا منه أن لن يجد أجمل منهُما ملمسًا. إمتلك الشاب أعيُن بُندقية طُبِع أسفل إحديهما شامة زَيَّنت من لوحته الفنية المُسماة بوجهه، كما زادت نظاراته الدائرية من جاذبية أعيُنه وأعطته وقارًا لا يمتلكه عادةً شاب في منتصف عشريناته.

Phoenix || Hyunlix 🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن