البارت الرابع من عسل مالح الجزء الاول للكاتبة أسماء عبد الهادي

1.1K 35 4
                                    

الفصل الرابع

عسل مالح

أسماء عبد الهادي

دلف الى الدار بحضوره الذي أسكر عقلها وأطاح بالمتبقى من اتزانها وتعقلها... تعلقت عيناها عليه وودت لو قامت وألقت بجسدها بين ذراعيه في الحال فرحة بقدومه وتلبيته لرغبتها والتي طلبتها في تحدي لنفسها لترى ما مدى تأثيرها عليه وهل سيلبي رغبتها الملحة ويتحدى الظروف والمواقف ويأتي إليها أم .. لا، عندما رأته أمامها تكحلت أعينها به ودت لو استطاعت ان تركض نحوه لكنها لم تستطع بسبب تواجد والده ووالدته على مائدة الطعام... فظلت ساكنة في مكانها على مضض واكتفت بأن ترسل أعينها إشارات هائمة له... بادلها هو بنظرات عاشقة وابتسامة سحرت قلبها فابتسم قلبها وطارت من السعادة بمجرد رؤيته يبتسم لها.

تنحنح هو ليصدر صوتا ليعلم الجميع بوجوده لأنه يعرف انهم سيتفاجئون بوجوده وربما سيعلقون أيضا

لكنه سيتقبل اي شىء من أجلها من أجل أن يرى تلك النظرة الراضية في عينيها.

ما ان رأته أمه التي التفتت على مصدر صوت نحنحته حتى قالت ترفع حاحبيها بعدم تصديق
_واه انت جيت يا حمزة

أجاب حمزة أمه بهدوء وهو يقبل يد والده ومن ثم والدته
_ايوة يامه... بم إن خلاص الحمد لله خلصنا شغل في الأرض بكير النهاردة...
جلت آجي اتغدى معاكم ومع العيال... اللي انشغلت عنيهم الفترة دي كتير.

لتهتف أمه بينما ترمق نوارة بنظرات مشتعلة
_لاه والله ماهو ده السبب... إنت عمرك ما هتسيب حالك ومالك وتهمل شغلك في أرضك علشان تاجي تاكل ولو هتفضل على لحم بطنك لحد تاني يوم... هو أني تايهة عنيك بردو.

حاولت نوارة التخفي من نظرات بهية المصوبة نحوها بانزعاج شديد

ليرد حمزة بهدوء
_ايه يا ماي كنك مش عايزاني أجعد اتغدى معاكم ولا إيه... ارچع تاني لو ديه اللي انتي عايزاه

لتمسك أمه برغيف العيش الذي أمامها وتضعه أمام نوارة بحدة أفزعتها وهي تقول بحدة
_ياجادرة ...طلعتي جوية يا بت يا نوارة... عملتيها كيف داي... أني جلتلك ادلعي براحتك... مش بوظي زوچك وتخليه يهمل شغله وموصلوحته وياجي يرقد جارك.

ليهتف حمزة بانزعاج
_كلام ايه اللي هتجوليه ديه يامه... اني لو كان عندي شغل مكنتش ههمله واصل ولو نوارة عملت ايه... وهي عارفة إكده.. ياكش بس هيه استرجتني لو عندي وجت فاضي أجي الحقكم على الغدا .. واني لما لجيت الوجت ديه محبتش أكسر بخاطر مرتي... وچيت علشان أشوف اللؤلؤ بيلمع كيف البدر في تمامه.

لتهتف أمه بضجر
_لؤلؤ ايه وبدر ايه يا حمزة .. انت عتجول ايه يا بني.

توترت نوارة وظنت أنها بفعتلها ستعكر العلاقة بين زوجها وأمه

ليهتف عيسى بعد ان دب بعصاته على الأرض بهدوء
_هملي ولدك يعمل كيف مابده يا بهية... مهواش صَغير ولا مش عارف موصلحته علشان تراچعيه في اللي عيعمله... ولدك عارف كيف يدبر نفسه ويوزن أموره صح... ولدك راچل يا بهية... راچل... ولو معملش اللي مرته عيزاه ومسعاش في انه يسعدها على جد ما يجدر مايوبجاش راچل.. الرچولة إحتواء... قبل أي شىء تاني.

عسل مالح للكاتبة أسماء عبد الهادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن