الفصل الخامس || جَبَانٌ

55 10 22
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

ليسَ وكأنّني أهتمّ حقاً برأيها عنّي!
قال ماذا؟! مبتدئ قال!
متكبّرة.

لكنّها تابعت بضحكةٍ ساخرة
" لقد اصطدتُ ذات مرةٍ عشرينَ ذبابة في نفس المدّة التي اصطدتَ بها خمساً فقط "

" كُفّي عن الإستهزاء بي يا سوليلي! ، أنا حقاً لا أريد إظهار غضبَيَ عليكِ! "
قلت لها ذلك بجديةٍ تامة.
لكنّها تابعتِ الضحك وحسب ، ثم أجابتني
" استهزاء! ، إنّني أثني عليكَ يا هذا بمقارنتكَ بي! "

ثم تحوّلت ملامحها لملامح جادةٍ ومخيفةٍ للغاية ، لكنّني - ولأنني قطٌ قويٌ وشجاع للغاية - لم أخف بالطبع! ، وتاَبَعَتْ
" ولا تقم بتهديديَ مرةً أخرى أيّها المدلّل ، لأنّك ستلقى حينها شيئاً لن يُعجبك! "

بعدها ، نهضت ومشت أماميَ مبتعدةً عنّي .. لكنّها قالت قبل ذلك
" إنّ المعروفَ لا يُثمِرُ فيكَ أيّها المدلّل "

وحينها تذكّرتُ ، مهلاً لحظة!
لماذا فعلت كلّ ذلك؟!
لماذا قاسمتني طعامها؟
والأهمّ ، هل كانت تراقبُ محاولاتي في الحصول على طعام ؟

" سوليلي .. لماذا ساعدتِنِي ؟ "

حينها توقّفت ناظرةً لي ، فكّرت قليلاً ثم قالت
" في الحقيقة .. لعلّ السبب هو أنّك أحمقٌ كبير ، وإن لم أعطكَ ذلك الطعام لكنتَ متَّ من الجوع "

رغمَ أنّها شتمتني ، وكما تعلمون كرامتي عزيزةٌ عليّ .. لكنّني قررتُ حينها بحكمةٍ منّي أنّني سأتقبّل تلكَ الشتيمةَ بصدرٍ رحب ، وسبب ذلك هو أنني إن اعترضت فستجعلني سوليلي وجبتها القادمة .. لذا فضّلت متابعة أسئلتي
" هل كنتِ تراقبينني؟ "

" من تظنّ نفسكَ أيّها الوغد! "
" إنّهُ وقت البحثِ عن العشاء فحسب ، وقد رأيتُ محاولاتكِ الفاشلة في إنقاذِ نفسكَ من الجوع .. لذا أشفقتُ عليكَ "
أجابتني بتذمّر .. وحال ما أنهت ما بجُعبَتِها ، انطلقت راحلةً نحو الأُفق.

شمسُ يومِ الإثنينِ قد غربتِ الآن ، وهنا .. اكتشفتُ أنّني في ورطةٍ أخرى ..
أين سأَنَام!

_____________

من وجهةِ نظر : سوليلي.

تركتُ ذلك القطّ الأبله قبلَ أن يستمرّ بطرحِ أسئلتهِ تلك.
وتوجهّت عائدةً نحو شارع الأزقّة ، أو كما يُعرف بينَ مجتمعِ قطَطِ الشارع بـ-شارعُ المنزِل- ،
وسببُ ذلك يعود لأنّ معظم القططِ التي لا تملكُ مربياً تباتُ ليلها هُناك ، ولعلّي أُعلّلُ هذا بوجودِ أزقّةٍ صغيرةٍ لا يمرّ بها البشرُ عادةً.

عزيزتي مياو || my dear meowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن