عزيزتي مياو || my dear meow

الفصل الأول || النّافذةُ

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

قارّةُ آسيا
في الشرقِ تحديداً
الصين : مدينةُ تشَنهُوانقَداوْ
في أحدِ الأحياءِ البسيطة ..

هناكَ ، حيثُ يعيشُ بينكي .. قطٌ جميلٍ بشعرٍ أشقر.
مع عائلةِ مُربيته ، ميرا.
طالبةُ طبٍ في جامعة يانشان.

ينظُر بينكي من نافذةِ غرفةِ ميرا التي تقع في الدور الأرضي من منزلِ عائلتها ، كلّ صباح.
حين تذهبُ ميرا إلى جامعتها ، ويبقى هو وحيداً حتّى الليل .. هو فقط يشعر بالغيرة من تلكَ القطط في الشوارع ، التي تلعبُ وتركض طوال اليوم .. بينما هو محبوسٌ في المنزل ، ولا يستطيعُ سوى أن ينظرُ لهم من النافذة.

من وجهة نظر : بينكي.

تناولتُ بعضاً من الطعامِ الذي وضعتهُ السيّدةُ العجوز ليَ هنا بعد رحيل ميرا.
هذا الطعام سيء ، لست أحبه.
من يحبّ أكل الدجاجِ المسلوقِ على أي حال.
تعطيني ميرا عادةً طعاماً مقرمشاً ، هو ألذّ من هذا بكثير.

عندما تدخل هذه العجوز دوماً إلى هنا ، تخبرني بكم أنا أشكّلُ إزعاجاً لها ، لكنّني لا أهتم لها .. بغيضة.
لذلك أحاول إخبارها دائماً ببغضِها ، لكنّ تتجاهلني قائلةً بأنها لا تهتمّ لموائي.
لا أعرف كيف يُفتَرَضُ بهذهِ الشريرة أن تكون قد أنجبت ميرا اللطيفة يوماً ما.

أكلتُ الدجاج المسلوق الذي أحضرتهُ هيَ مُضطراً .. حتى لا أموتَ من الجوع بالطبع!.

ثم توجّهتُ بمللٍ كالعادةِ نحو النافذة ، أراقب سيرَ البشر نحو أعمالهم في هذا الوقت من الصباح.
لكنّني أُلاحظُ أيضاً توجّه جميع أقرانيَ من القطط أيضاً إلى مكانٍ ما على جهة اليمين من الشارع ، أتسائلُ حقاً عن المكانِ الذي يجتمعون بهِ جميعاً في الصباح الباكر.

هناكَ شعورٌ اعتدتُ عليهِ منذُ مدّة طويلة ، هذا الشعور تصفهُ ميرا بالحزن ..
لَكَم هوَ من المُحزنِ حقاً ، أن تكون وحيداً ..
حتّى حين ترى أقرانكَ يمرحونَ خارجاً أثناء الطقس المشمسِ والدافئ هُنا أثناء فصل الصيف.
لكنّ كل ما يَسعُكَ فعله أن تشعرَ بالحُزنِ وتوجّه نظراتكِ المكفهرّة نحوهم.

حقيقةً ، رغمَ أنّ ميرا طيبةٌ بعض الشيء .. إلّا أنّني أشعرُ أحياناً بأنّي لا أحبّها ، لماذا تتركُني وحيداً هنا طوال اليوم .. ثمّ تعودُ متعبةً لتحلّ فروضها ، تتناولُ العشاء ، ثم تذهبُ للنوم.
وتتجاهلنيِ تماماً كما لو كنتُ لستُ موجوداً.

حسناً ، أعترفُ بأنّها تلاعبني حين تكونُ غيرَ مشغولةٍ أو في أيّام عُطلها ، لكنّها أقلّ بكثيرٍ مقارنةً بالأيّام التي تكونُ مشغولةً فيها.