إما أن تكون و إما أن لا تكون

27.5K 559 187
                                    

السيف في الغمد لا تخشى مضاربه

و سيف عينيك في الحالين بتار

--------------

أمانيا....

في أحد المزارع التي جاءت خارج المدينة مزرعة كبيرة تحيطها أشجار عالية تسيجها من كل الجهات كاميرات مراقبة بدقة عالية منتشرة في الأرجاء معلقة مع أعمدة الإنارة أين كان ضوء خافت ينيرها في ظلمة الليل صوت صفير الرياح خفيف يداعب الأرجاء و حراا....حسنا هناك جثث مرمية هنا و هناك مقتولة جميعا بنفس الطريقة من خلال ضربة خنجر في العنق و ضربتين في القلب الدماء الحمراء روت الأرض و إنتشرت رائحتها في المكان باب القصر كان مفتوح تدخل من خلاله فيقابلك تمثالين لأسود ذهبية عن الدرج و صالون كبير للغاية صمم على يد اشهر المصممين في العالم و أضواء الشموع هي التي تنيره نتجاهل فخامة المكان و ننتبه أكثر لآثار الأقدام الملطخة بالدماء التي تصعد الدرج أين كانت هناك خادمة مستلقية على بطنها ميتة و أخرى في رواق الغرف و أخرى في الشرفة و أخرى بجانب المصعد كل ما يسمع في المكان صوت كعبها....كعبها الأسود الذي لطخته الدماء مضيفة رونقا حادا على سواده تسير بخطوات ثابتة رأسها مرفوع و نظرتها هادئة ليس و كأنها هي التي تمشي و الدماء تلطخها من كل مكان وتحمل سكين بين يديها تلعب به بأصابعها و تغني بصوتها الخافت الحنون

"Ding dong ikhow you can hear me open up the door...i just want play a little with you"

صوتها...صوتها الذي كان يدخل إلى مسامع ذلك العجوز الستيني كالعذاب وهو مختبأ كالفأر خلف باب مكتبه بعد أن أغلقه بإحكام يمسك بين يديه المرتجفة سلاحه الفضي ويمسح عرقه بيده الأخرى بين الحين و الآخر وكلما إقترب صوتها زاد إرتجافه أكثر....اللعنة لربما كان اللعب معها خطأ...خطأ لا يغتفر رفع رأسه بالتدريج ناحية العدسة الموجودة في الباب يحاول التأكد إن ذهبت فصوتها إنقطع فجأة....قرب عينه من العدسة فوجد المكان فارغا كاد يطلق نفسا يحبسه حتى إنقطعت أنفاسه بهلع فور أن وجدها تخرج له فجآة عينها الخضراء الساحرة في عينه...سقط هو على الأرض مبتعدا عنها يرتجف ينطق برجلة

"إذهبي...إذهبي من ه...هن...هنا حسابك ليس معي"

لم تجبه للحظات وبدل ذلك بدأت تطرق على الباب بهدوء...هدوءها هو أكثر شيء مرعب فيها أرعب من غضبها و صراخها تمنى لو كانت غاضبة منه الآن لو أنها دخلت قصره بدبابة رفقة رجال مسلحين و رشاشات و رصاص يتطاير في السماء ولا تدخل عليه هكذا لوحدها دون حراسة و دون سلاح فقط سكين مطبخ أخذته من مطبخه هو فهاته هي "سفاستيكا عروسة النبيذ" أو إسمها الحقيقي "توفانا ليون" المرأة الساحرة... المرآة الفتنة... المرآة المتحررة... المرآة القاتلة تاجرة الأسلحة و المخدرات و زعيمة المافيا لطالما كان الإجرام يسير في دماء عائلتها لكن هي...هي بالذات كانت مختلفة عنهم جميعا كانت أكثرهن عقلانية و أكثرهن هدوءا وأكثرهن فتكا

كالنبيذ الأحمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن