إمبراطور ضد ملكة

8.1K 325 100
                                    

محاولة إيقافي كمحاولة إشعال شمعة تحت البحر

------------

توقفت يده بجانب فمه قبل يشرب من قهوته فور أن سمع كلماته ليشد على فكه بقوة وينظر له بتمعن للحظات ربما كان إختياره لهذا العقاب خطأ ليقف من حافة الأريكة و يتقدم ناحية زجاج الشقة الذي لطخته قطرات المطر ليضع يديه في جيوب سرواله و ينطق

"هل أنت مدرك لما تفوهت به للتو؟..."

سكت سيباستيان للحظات يحاول معرفة رأي آلاريك من الموضوع فقط من نبرة صوته ولكنه يجيد التحكم في ردات فعله جيدا ليقف هو أيضا و يتقدم منه واقفا بجانبه

"أجل...أعلم أنك لن تسمح لأي إمرآة بأخذ مكان ماريا في قلبك و لكن..."

"إذا لا تتحدث هكذا ثانية عمي و إلا سأغلط في حقك"

كاد يجيبه لولا صوت فتح باب أحد الغرف جذب إنتباههم ليلتفت كلاهما إليه وظهرت لهم تلك الملاك الصغير التي تشبه والدها كثيرا فتاة في الثالثة من عمرها نرتدي ملابس نوم وردية وتدعك عينها اليمنى بيدها وفور أن رآت والدها تقدمت منه بسرعة بخطواتها الصغيرة

"أبي ..."

لتمد يديها لآلاريك الذي إبتسم بسعادة وحملها بين ذراعيها و قبل خدها بعمق فوضعت هي رأسها الصغير على كتفه وكأنها بين ذراعي الأمل و الأمان و السلام ...آلاريك روف رئيس الخندق حاكم جميع رؤساء المافيا رجل في 41 من عمره و نصف عمره ذهب عندما ماتت زوجته ماريا عشقه و حبه و هيامه توفيت عند ولادتها لآنجل ذهبت و أخذت نصف عمره ولكنها في المقابل تركت له سببا ليعيش لأجله هاته الملاك الصغيرة وهو دائما مايحاول أن يكون سندا لها و أن يبقى بجانبها دائما وأن لا يشعرها بفراق أمها

"ما بها ملاكي؟...لا تزال نعسة؟..."

"لا...أنا ذائعة..."

"هههه تقصدين جائعة"

لتحرك رأسها بإيماءة خفيفة وهي تضع رأسها عند رقبته ليبتسم و يرفع نظره لسيباستيان الذي إقترب منه و ربت على رأس آنجل ثم قال له

"آنجل تكبر كل يوم وهي بحاجة لأم و توفانا أحسن إختيار"

-------------

مدت يدها المزينة بخواتم ذهبية رقيقة و دفعت ذلك الباب الخشبي ثم دخلت بخطوات هادئة لتجد نفسها في قاعة آوبرا


وضعت كلتا يديها في جيوب سروالها حتى تخفي رجفتهم لكنها لم تقدر إخفاء إضطراب تنفسها و لا الآلم الذي إجتاحها كل مرة تدخل فيها الى هذا المكان تخنقها الرائحة المنتشرة هنا و ذلك اللون الأحمر هنا يصيبها بالصداع تقدمت تنزل من الدرج وتمر بصفوف الكراسي و ذكريات تداهم عقلها بسرعة أصوات ضحكات همسات قبلات لمسات و إعتراف بالحب و عرض زواج توقفت على خشبة المسرح وفي الحقيقة لم تكن خشبا إنما زجاج كلما مشت عليها أصدرت صوت قوي....نظرت للأرجاء بأعينها الخضراء حتى وقعت أنظارها على ذلك البيانو الذي لطالما عشقت العزف على أوتاره و الآن لا تستطيع حتى نطق إسمه

كالنبيذ الأحمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن