٥. حُلم

39 9 10
                                    

كانت السماء قد تزينت بنجومها وقت وصولي، تناولت عشائي بسرعة وصعدتُ غرفتي، وبمجرد أن أخرجتُ ورقة وقلمًا رنَّ منبهي مُعلنًا أن الساعة قد انقضت، فاتصلتُ فورًا بكلوي، رن الهاتف لثوانٍ حتى جاء صوتها بعيدًا قليلًا بنبرة متفاجئة سعيدة وحولها بعض الضجيج: «أمهلوني دقائق، يا إلهي آسترِد! مضى زمنٌ طويل!»

همست باستنكار: «عمَّ تتحدثين؟ ألم تقو...»

قاطعتني ضحكاتها المرحة: «أنا أيضًا اشتقت إليك، ما سر الاتصال المفاجئ؟»

- «هل انتهت صلاحية ذاكرتك؟»

جاء صوتها مستنكرًا: «كشف حساب لماثيو؟ على شقيقك الاتصال بنفسه كما تعلمين.»

شقيقي؟

أجفلتُ لشهقتها المتفاجئة: «يا إلهي هذا فظيع! أين ومتى حدث هذا؟»

قلت بتبرم: «أنتِ تهذين بلا شك، سأعاود الاتصال بكِ عند...»

- «سحقًا للأوغاد! هاتفه ومحفظته! وسط المدينة أصبح حقلًا مُلغمًا بالنشالين بالفعل، خدمة طارئة يا رفاق.»

صاحت جُملتها الأخيرة ثم سمعت طرق حذائها العالي بينما تقول: «هل استخرجتِ له بطاقة اتصال جديدة؟»

يا لحماقتي إنها تُمثل! اختلقت حوارًا لتجعل الأمر يبدو وكأنها تقدم خدمة سريعة لإحدى الصديقات!

سمعت صوت عجلات الكرسي وقد تنهدتْ بارتياح: «جيد، سأتأكد من حسابه الآن، حديثيني لمَ انقطعت أخباركم؟»

التزمتُ الصمت؛ لا أعرف كيف سأجاريها، أخشى مسايرتها بطريقة حمقاء تشتت أفكارها.
صوت لوحة المفاتيح والفأرة إضافة إلى همهمتها وكأنها تستمع لحديثي مقنع بالفعل!

دقائق حتى زفرت ضاحكة: «أبناء جوناثان هاول لا يتغيرون حقًا!»

هذا الاسم.. يبدو مألوفًا جدًا! أين سمعته؟
أبناء جوناثان هاول؟ أي أنه اسم عائلته!

ماثيو جوناثان هاول.
سارعت بكتابته على الورقة بينما أتمتم بإعجاب: «أعترف؛ أنتِ أذكى مما تَبدين.»

يمكنني الشعور بها تُدحرج عينيها أن 'بالطبع أنا كذلك' بينما تعاتب: «مازلتُ مستاءة منكِ بالمناسبة؛ لم تخبريني بأنكِ انتقلتِ من منزلك!»

العنوان قادم..

همهمتْ بتفهم: «لقد حدث كل شيء بسرعة بالفعل، إذًا؛ أين يقع منزلكم الآن؟»
قبضتُ على القلم جاهزة لأكتب حين تذمرت: «غرب المدينة! هذا بعيد جدًا!»
تأوهتْ مستدركة: «المنزل الثالث عشر في الحي الثامن والعشرين إذًا، ليس بعيدًا عن وسط المدينة كثيرًا»

رغبةُ جُثَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن