٧. قِصة

40 7 19
                                    

ضربتْ كفيها ببعضها واستقامت عن الأسلاك: «انتهيت.»

وضعتُ اللمسات الأخيرة ثم طالعتُ المنزل برضا، أتمنى ألا تنزعج مني سيد جوناثان.

- «سأنتظرك مساءً لتشرحي ما يحدث، وأخبريني مبكرًا إن كنت أحتاج لخياطة فستاني.»

- «ما رأيكِ أن تجري الاتصال وتركلي نفسك خارجًا؟»

لوّحت بلا مبالاة بينما تلقط حقيبتها: «سأفعل، اقتطعتُ يومًا من إجازتي السنوية لأجلك فلا تنسيّ أن ترسلي رقم شركة التنظيف الممتازة هذه.»

فتحتْ الباب لتخرج فصحت: «شكرًا كلوي!»

أدارتْ رأسها نحوي بملامح مشمئزة: «قوليها مجددًا وسأصفعك.»
وأغلقت الباب خلفها.

هذه الفتاة..

توجهتُ إلى المكتب وتركتُ بابه مواربًا وجلستُ على الأرض أضمُّ ركبتاي إلى صدري وأسندت ذقني عليها، وما علي الآن سوى الانتظار...

كم أغبطك ماثيو..

لم تمضِ نصف ساعة حتى أجفلتُ لصوت الباب الذي دُفع بقوة!

- «من اللص المغفل الذي يقتحم منزلًا في حيٍّ كهذا؟ وأين الشرطة بحق خالق السماء!»

مزاجه عكر بالفعل! سمعت خطواته تقترب من غرفة المعيشة فأخرجت هاتفي بسرعة وضغطتُ أيقونة التشغيل ليغمر المكان صوتٌ متحشرج رغم محاولة صاحبه لجعله ساخرًا: [«طريقة مثيرة للشفقة للوصول إليك صحيح؟ لكن أيقنت أن أعصابك لا تحتمل رؤية وجهي وسماع صوتي معًا...»]

همس محدثًا نفسه باستنكار: «ما الذي؟»

[«...اطمئن؛ لن أطلب مسامحتك، ولا أطمع أن نعود للعيش كعائلة، أقصى أمنياتي هو أن تسمعني فقط...»]

- «هل تخاف مواجهتي لدرجة استخدام مكبرات الصوت؟ أنت حقًا مـ...»
انقطع صوته كما خطواته بمجرد وقوفه عند غرفة الجلوس، دنا نحو الطاولة القصيرة يطالعها بتعجب..

[«...انتهت مقدمتي الطويلة التي تكرهها وسأدخل في صُلب الموضوع؛ أتذكُر عندما أخبرتني قبل سفري أنني فاشل ولن أحقق شيئًا؟ حسنًا، أنت محق بني.»]

اختتم جملته بنبرة ساخرة مريرة وتنهد بفتور: [«بدايةً لقد كذبتُ عليكما؛ أرتديتُ قناع المراهق الذي بلغ الثامنة عشر للتو وقرر ترك منزله ساعيًا خلف أحلامه في حين أنني كنت أواري خجلي منك! نعم بني كنت محرجًا منك للغاية ولازلت! تمزقني عيناك هذه! كرهتُ نفسي كلما دخلت المنزل بفخر لأخبركما عن مشاريعي وأرى التماع عينيك بسعادة لتسرد قائمة أمنياتك من ألعاب وثياب ثم أجيء بعدها بفترة وجيزة لأخبركما أنني خسرت فتُطأطئ رأسك بحزن سرعان ما تمحوه لترسم ابتسامة مشجعة وتخبرني أنني سأفعلها المرة القادمة، بدل أن أكون من يرفع معنوياتك ويدفعك للأمام؛ كنت أنت من يقوم بهذا الدور لي!...»]

رغبةُ جُثَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن