فائدة ٩

35 5 7
                                    

هل صحيح البخاري صحيح؟

حسناً حسناً ماذا لدينا هنا؟

لدينا سؤال مستهلك قديم مكرر من إحدى أعضاء الواتباد الشيعيات و هو السؤال الموجود في العنوان و الذي ظللت أضحك بيني و بين نفسي لثلاثة أيام، و قد خيرتها بين الإجابة المختصرة و الإجابة الطويلة فاختارت الطويلة، و قد تأخرْتُ في كتابة هذا الفصل لظروف أمر بها في الواقع لا يعلم بها إلا الله...

عموووووماً

لو توقفنا و سألنا كيف وصلت إلينا المعلومات من الماضي؟

بالكتابة؟

كيف وصلت إلينا نظرية أينشتاين النسبية؟

كيف وصلت إلينا نظريات فيثاغورس في المثلثات؟

كيف وصلت إلينا مؤلفات و كتب ويليام شكسبير و لم يسقط منها حرف؟

كيف عرفنا أن هناك حادثة تسمى الهولوكوست أو محرقة اليهود على يد النازيين؟

كيف عرفنا أن هناك شخص اسمه أدولف هتلر؟ جون كينيدي؟ توت عنخ آمون؟

كيف وصلت إلى الشيعة كتب مثل الكافي و بحار الأنوار و نهج البلاغة؟ نهج البلاغة بالذات...و الكافي بشكل أخص....

كل هذا له إجابة بكلمة واحدة فقط قد لا يفهمها الكثيرون...

مصطلح اسمه التواتر

و ما هو التواتر؟

لتقريب فكرة التواتر، لنفرض أنك لا تسكن في اليمن (و هذا شيءٌ رائع أيها الغبي) غير أنك تسمع عن دولةٍ ما تسمى اليمن، و أنت الآن مؤمن ايماناً لا يخالطه الشك بأن هناك بقعة جغرافية في مكان ما تسمى اليمن يعيش فيها الناس و لو لم تذهب إليها و لم ترها و لم تربطك أي علاقة بها و لا قابلت يمنياً قط لا في الواقع و لا في الانترنت، إذاً ما سر إيمانك المطلق بها؟ لماذا تنعت شخصاً ينكر وجود اليمن بالجنون؟ هل يعقل أنك صدقت ما نقله الناس إليك عن وجود بلاد تدعى اليمن؟

حسناً يا صديقي، هذا هو التواتر

أن يتناقل الناس الخبر حتى لا يعود هناك مجال لتكذيب الأمر و لا يجوز الشك في ذلك.

ينطبق هذا المثال على جميع الأمثلة السابقة المذكورة في بداية المقال.

صحيح البخاري، الذي عنوانه "الجامع المسند الصحيح من سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أيامه و غزواته" ، واسم مؤلفه "محمد بن إسماعيل البخاري" قد اعتمد مؤلفه على نفس المنطق الذي اعتمد أصحاب و ناقلي الأمثلة الموجودة في أعلى هذا المقال.

إن المشكلة التي يعانيها مشككوا صحيح البخاري هو المدة الفاصلة بين الرسول صلى الله عليه و سلم و بين بداية تأليف الكتاب المقدرة بـ 250 سنة تقريباً، و هل يعقل أنه استطاع محمد بن إسماعيل تأليف هذا الكتاب بالكم الهائل من المعلومات التي فيه في الفترة التي ذكروها و التي هي 16 سنة؟ و هل يعقل أنه لم يخطئ أبداً و لا في حديث واحد؟

تساؤلات دينية؟ أحضرها هناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن