حسناً حسناً
ها نحن ذا في معرض أكثر حديث أسيء فهمه عبر الأزمان و خصوصاً في هذا الزمن، خصوصاً في الواتباد، خصوصاً بين نعرات الذكوريين و النسويات، و زاد الصداع و قل الهدوء
كنت متكاسلاً عن كتابة هذا الموضوع دهراً حتى فاض الكيل، و لنرَ
هذا الحديث هو.......
احم
تجهزوا
فهذا هو المفضل لدى الكثيرين
أخرج الشيخان في صحيحيهما صحيح البخاري (1/68)، صحيح مسلم (1/86) واللفظ للبخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله ﷺ في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: "يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار" فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل" قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم"، قلن: بلى، قال: "فذلك من نقصان دينها"
دعونا نقف وقفات مع علم الفقه الاسلامي قليلاً، فهو جميل جداً، يختلف قليلاً عن علم الحديث، فعلم الفقه يحاول النظر إلى روح الحكم الشرعي و ما الحكمة منه و ما الفائدة منه، و على أساسه يحاول فهو الآية أو الحديث فهماً يتناسب مع ظروف الناس عبر الأزمنة، إنه لهذا السبب تتغير الفتاوى عبر الأزمنة حسب حاجة الناس، فمثلاً على عهد الإمام ابن تيمية، كان تعلم الكيمياء يدفع بالمرء إلى الإلحاد، فأفتى ابن تيمية بتحريم الكيمياء، ثم لما تغير الزمان و توعى الناس لم تعد الكيمياء محرمة، و قس على ذلك أموراً كثيرة.....
ما علينا......
من هذا المنطلق، و إضافة إليه، فالفقه الإسلامي يعامل الرجل و المرأة نفس المعاملة،و لا يخالف بينما إلا في أربعة أمور فقط
1. شهادة الشهود، شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل، و مع ذلك تقبل شهادتها كاملة فيما لا يطلع عليه الرجال
2. ترث المرأة نصف ورث الرجل، و مع ذلك توجد حالات كثيرة ترث المرأة أكثر من الرجل
3. في فترة العذر الشرعي لا تصلي و لا تصوم
4. النفقة واجبة على الرجل مطلقاً
أما كل شيء آخر، فالأجور و الحسنات و المعاملة هي نفسها بين النساء و الرجل، إذا كفرت المرأة و عملت سيئاً ستدخل النار، مثلها مثل الرجل، و إذا آمنت و عملت صالحاً فستدخل الجنة مثلها مثل الرجل.......
و سأذكر لكم عدة أمثلة غريبة قد لا تكونون تعرفونها أم لم يركز عليها بعضكم......
لنفرض أن رجلاً ينشر صوراً لجسده و يفتن الفتيات بهذه الصور، ألا يكسب إثماً من هذا؟ لم يؤمر بالحجاب، و لكن روح الفقه الاسلامي تعرف أن قصد الحجاب هو منع الفتنة، فلو فعلها رجل ما فهو آثم.
و لنفرض أن امرأة عرض عليها رجل الفاحشة فرفضته و صدته، أو كانت لها صديقة تناصحها في الدين، أو كانت تتصدق بالسر، هل ستدخل في حديث سبعة يظلهم الله في ظله؟ رغم أن الحديث يقول و رجل و رجل و لم يقل امرأة، نعم ستدخل في الحديث و لها الأجر لأن روح الحديث تتمحور حول العمل نفسه و ليس جنس من فعله......
حسناً لنعد إلى الحديث
هل النساء أكثر النار؟ نعم
لماذا؟ لأن الرسول عليه الصلاة و السلام ذكر صفتين تشتهر فيهم و هي نكران الجميل و طولة اللسان و الإسراع في ردات الفعل
هل تستطيع امرأة ما أن تتوقف عن هذه الصفة؟ نعم
إذاً ما دام الأمر بيد تلك النساء، فالحديث و كأنه تحذير و وعيد، و كأن الرسول عليه الصلاة و السلام يقول يا أيتها النساء احذرن من هذه التصرفات فهي تدخل النار
ثم لنفرض أن رجلاً كان متصف بهذه الصفة، هل سيدخل النار؟ نعم
رغم أن الحديث قال عن النساء؟ نعم
لأن روح النص و الفقه تتمحور حول التصرف و الأفعال بغض النظر عن جنس فاعلها
ثم......
هل النساء ناقصات عقل و دين؟
الحقيقة أن ردة الفعل الغاضبة قد تثبت هذا الكلام حرفياً، لا تنس أن قائل هذا الكلام هو الرسول صلى عليه و سلم، الذي لا يكذب أبداً، و لو قال أن جماعة من الناس هم حمير لوجب علينا تصديق ذلك (رغم أن حاشاه أن يقول هذا)
ليست من مشكلة في نقصان العقل، فالعالم كله كله كله مجمع على أن الأنثى هي كائن عاطفي (و لو صرح أحد أنها كائن مادي فأرجوك لا تفعل لأنك ستزيد الأمر سوءً على نفسك)
الأنثى دائماً تقدم العاطفة على المنطق و العقل، هي تركيبة خلقية خلقها الله هكذا و لا داعي من الاستعرار منها أو التسخط منها.....
و شرح الرسول عليه الصلاة و السلام في نفس الحديث أن نقصان عقلها إنما هو فقط في الشهادة لا أكثر
و قال عن نقصان دينها أنها في فترة العذر الشرعي لا تصلي و لا تصوم
هل نقصان العقل و الدين يحملها إثماً؟ لا
هل نقصان العقل و الدين ينقص من حسناتها؟ لا
حتى لو لم تصلي و لم تصم في فترة العذر؟ لا
لماذا؟
الأمر معلق بالنية، فهي لو لم تكن تحت العذر لصلت و صامت مثل الناس، و من قدر الله عليه عذراً يكتب الله له الأجر على قدر نيته، مثلما يكتب الله أجر الصدقة لفقير يتمنى لو أنه يتصدق، و يكتب الأجر لأعرج يتمنى لو أنه يخرج للجهاد.......
يا أيها الناس
نحن في هذه الدنيا لنسند بعضنا البعض، و نجبر بعضنا البعض، و نحب بعضنا البعض كأخوة في الدين و الانسانية
لا داعي لأن نصعب الأمور على بعضنا البعض تحت مسمى "هذه امرأة حمقاء" و "هذا رجل مقرف"
دمتم في رعاية الله
![](https://img.wattpad.com/cover/274160585-288-k77080.jpg)
أنت تقرأ
تساؤلات دينية؟ أحضرها هنا
Randomفي هذا الكتاب سأحاول استقبال أي استفسارات في أمور الدين سواء بشكل عام أو مخصص في أي موضوع