نجمة من أفق السماء : عيون تسع السماء

569 21 2
                                    

في مثل هذا التاريخ تم توحيدنا من قبل القائد "ناي" علي فكرة واحدة و كلمة واحدة ،" فمنذ بداية حضارتنا اكتفينا بالعيش على نجمة صغيرة لم تعد تسعنا اليوم تاركين كوكبا ازرق ضخما في أيدي بشريين لا يعرفون قيمته ، انه ما نحتاج إليه و علينا أن نعمل على نيله فلنحرره من أيدي المدمرين و المبذرين الذين دمروا خيراته و أضرموا فيه نيران الحروب ، أما نحن فبذكائنا و حكمتنا و قوتنا سنغزوه يوما ما و نأخذ ما هو من حقنا و هذا اليوم قريب أكثر مما تتصورون فاستعدوا له و تجهزوا "، هكذا كانت كلمات القائد و أوامره و منذ ذالك اليوم بدأنا التنفيذ و هاهي ألذكره التاسعه ليوم التوحيد في "نوا" و ككل سنة نتجمع ببزاتنا العسكرية و نترقب كلمت القائد "ناي" التي يلقيها علينا لإطلاعنا على الأعمال الجديدة التي قام بها من اجل الغزو ، إن مهمتي الأساسية هو التكفل بإنارة نجمة "نَوَا" فأنا أقوم بتشغيل المنارات المضيئة وفق زمن محدد وبطريقة منظمة ،فالشمس لآ تطل علينا لقربنا من الأرض التي تحجب عنا النور لضخامتها لكن سكان نَوَا إخترعوآ ثلاثة منارات تنير عالمنا الصغير و تعمل بالتناوب و مهمتي تشغيلها فقط لهذا لم يكن في مقدوري الاستماع لكلمة القائد كلها فسرعان ما باشرت بالعمل واتجهت نحو المنارة الثالثة لتشغيلها ، و أنا في طريقي إذ أبصرت شهابا صغير الحجم قادما نحوي مباشرة و في لمح البصر ارتطم الشهاب بنجمة "نَوَا" و على بعد أقدام من المكان الذي كنت فيه سقط الجسم الغريب مخلفا ورائه هزة خفيفة و الكثير من الدخان المتصاعد ، لم أتحرك ولم ابدي أي هلع بل وقفت ساكنا أتأمل المنظر ، كان الدخان المتصاعد من الشهاب يملأ المكان و بعد أن تلاشى تبين بأنه مكوك قديم الطراز و فجأة فتحت باب المكوك و ظهر كائن لم اشهد له مثيل . كان طفلا صغير الحجم برتبت رضيع . أخد يحرك شفتيه بابتسامات و ضحكات لم أرها من قبل حيث أضفي علي المكان إحساس غريبا و دون أن ادري وجدت نفسي أقترب منه و كأن شيء ما يجذبني بقوة نحوه ، حملته بين ذراعي دون إدراك مني كانت أول مرة يخفق فيها قلبي بشكل غير منتظم و كأن علة ما أصابتني ، نسيت حينها ما حولي و من أكون و كأنني نقلت إلى عالم أخر توقف فيه الزمن ، كان الصغير يبتسم و يتحرك و عيناه الكبيرتان الزرقاء تحملان في جوفهما كل نجوم السماء و كأنني أري الكوكب الأزرق بضخامته مخبأ في عيني هذا الصغير ، أراني هذا الكائن في بضع لحظات ما لم ترني إياه حياة "نَوَا" المتطورة يوما ، رغم تلك اللحظة المذهلة إلي أن القائد "ناي" أعادني إلى الواقع المظلم قائلا :" إنه آدمي من الكوكب الأزرق" ، لم يخفني ما سمعته أكثر من النضرات المذعورة الموجهة نحوي ، تلك التي تقول إنه يحمل وحشا بين يديه ، كان جميع السكان ملتفين حولي لم أشعر بقدومهم ،هل لسرعة المراكب ؟ أم لسحر هذا البشري الذي جعلني أنسى ماحولي ، و لأول مرة في حياتي تأخرت عن ساعة العمل فأظلمت "نَوَا".

مذكرات من عالم آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن