نجمة من أفق السماء : النهاية

164 19 3
                                    

لم تتوقف دقات قلبه عن الخفقان بعد و إنما تثاقلت كما أن الرصاصة لم تخترق الجزء المهم من دماغه لهذا لا يزال على قيد الحياة ، نقل إلى المستشفى و تركني واقفا في مكاني حزينا عليه لم استطع لحاقه لم أكن قادرا و لم املك القوة حتى على الاطمئنان عليه ، إنه جزء مني فهو يحمل قلبي معه لأنه علمني معنى الحياة و أعاد النبض إلي و إلى جميع شعبي لقد كانت"نجمة نوا" كوكبا لنا لكننا لم نتساءل يوما كيف وصلنا إلى تلك النجمة البعيدة ، أما "شهاب" فقد أعاد إحياء قلوبنا لتنبض دون توقف لهذا نحن ندين له بذلك ، و أنا منحته قلبي كعهد أن اعتني به و أبقى إلى جانبه مدى حياتي ، ولدي "الشهاب الأزرق" .

مرة ثلاثة أشهر كاملة و "شهاب" لا يزال فاقدا الوعي في المستشفى ، شيء فشيء اندمجنا مع البشر و صرنا شعبا واحدا لا يمكن التفرقة بيننا فشكلنا واحد بل نحن في الحقية بشرييون تعرضنا للخداع بعد أن خطط أحد العباقرة بإجراء تجربة العيش في الفضاء ، حمل معه مجموعة من الناس و باشر تعمير أرض إصطناعية تطوف في الفضاء قد كان هو مخترعها و صانعها ، شيء فشيء و ضع أنضمة و ربى جيلا يخلوا من المشاعر و لقنه العمل و وجهه إلى الغزو فقط ، كان هذا القائد "ناي " و كنا نحن جيله الآلي و بسبب كل الدراسات و المعلومات التي أجبرنا على تلقيها نحن نعلم لغة البشر و نمط عيشهم ، لهذا لم يكن صعبا التواصل معهم

قام رئيس منظمة الدفاع عن المجرة بحمايتنا بعد أن تعاهدنا على السلام و مع الوقت تلقينا مساكن جديدة و عملا جديدا و صار أغلبنا يدَرس و يساهم في تطوير الأرض مستعملين ذكائنا و حبنا للعمل و الإجتهاد الذي ولدنا عليه و في الأخير تخلينا عن عالم الفضاء المرهق تاركين وراءنا "نجمة نَوَا" مخفية في السماء لا يعلم أحد عن مكانها ، أما جراحي فلم تلتئم بعد على غياب "شهاب" فكونه في غيبوبة بين الحياة و الموت يجعلني أتألم كثيرا ، لكنني وجدت من يواسيني فعندما أرفع رأسي نحو سماء الأرض الزرقاء الصافية أتذكر جمال عينيه و كلما أرى براءة الأطفال أتذكر ابتساماته و كلما أرى تناغم الناس و حيويتهم أراه هنا بين ذراعي كذلك اليوم الذي حملته لأول مرة ، فهو لا يزال معي أينما ذهبت في قلبي و بين ذكرياتي ، إنه الشخص الذي يحمي الأرض و بكلماته الصادقة يصنع المعجزات ، سأغادر الآن المستشفى لأواصل الدرب الذي بدأته باحثا عن قلوب تحتاج إلى فرصة للحياة لكن لن أودعك لأن لقاءنا سيتجدد حتما

سأترك لك ما كتبته كل هذه المدة في روايتي الساحرة و كلي أمل انك ستستفيق يوما لتقرأها و ترى جمال الكون الذي صرنا نعيش فيه بجمال عينيك و أنا سأبقى أعترف بجميلك في كل لحظة يدق فيها قلبي بحب ، هكذا انتهت كلماتي و جف حبري و لم تبق لدي أوراق أخرى لأملأ بها روايتي فل تكمل كتابت بقيتها من أجل قلوب أخري تحتاج لأن تنبض ، فمهما واجهتك الصعاب تذكر بأنك أسطورة عشت يوما على نجمة من أفق السماء .

مذكرات من عالم آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن