الفصل الأول: نجمة من أفق السماء { الجزء 1}

1.2K 37 0
                                    

كلما أشرقت شمس الصباح و رمت بأشعتها الطاهرة لتلامس سطح الأرض و توقظ جمال الطبيعة النائم و تحيي النفوس بالإلهام , تتحرك أقلام ملونة فتلون الحياة بالمشاعر و الخيال ، حيث يبدع الشاعر في قصائده حبا و إجلالا و يتقن الرسام برسم لوحاته ليجسد مشاعره بألوان خلابة و تربي الأم و تسهر على ولدها عطفا و حنانا و يحارب الجندي في سبيل وطنه و أرضه ليدافع عن رايته و رأيه ، فهي مجرد دقات قلب تنبض بالأحاسيس في داخلنا تدفعنا للإدلاء برغباتنا بطرق مختلفة ، فهكذا هم نحن و هكذا هو عالمنا نتنوع في أحاسيسنا كوننا بشر فالمشاعر التي تحملها قلوبنا تحفزنا للمسير قدما نحو أهدافنا و الإيمان بها و تجعلنا مميزين عن بعضنا البعض ، فالغيرة و الظلم و حب السلطة و التعصب أنجبوا الحروب والدمار بين الشعوب فكان الأمل و الشجاعة و البطولة و الحب دواء لهذه الجروح حيث بنت بيننا الألفة و التعاون و علمتنا معني الأخوة و الاتحاد ، فكل ما تحمله قلوبنا وتفيض به نفوسنا و تدفنه أعماقنا هو بكل اختصار المعنى الحقيقي للحياة .

على مر الزمن و العصور على مر المسافات و الأميال و في ابعد نقطة في السماء و جدت لأحكي عن قصة لم تروى بعد ، هنالك في تلك الأرض الصغيرة التي تطوف في السماء وكأنها جوهرة نادرة تحدت الجاذبية ولدتُ و كبرتُ ، فرغم أن البعض لا يؤمن بوجود كائنات في الفضاء لاعتقادهم بأنها مجرد أحلام أطفال لكنني حقا كائن يسكن الفضاء ، إنه كوكب غريب يشبه النجوم لقربه من القمر و لهذا نسميه نجمة "نَوَا" النجمة التي أعيش عليها و عاش عليها أجدادي من قبلي ، ادعى "لؤلؤ" احد سكان نجمة "نَوَا" هي ارضي وعالمي هنا أفقت و نشأت تحت ضوء القمر و بين مناراتها العالية المضيئة ، لقد تعلمت الاعتماد على نفسي منذ صغري فهنا نتبع قوانين محددة للعيش في تناغم مثالي يسوده الهدوء و النظام بعيدا عن الحروب التي يشنها البشر فيما بينهم ، فحتى الآن لم يتوصلوا لاكتشاف وجودنا بعد لأننا نحمي "نَوَا" بحاجز يحجبها عن أنضار الغرباء و هذا بفضل تطورنا و ذكائنا الذي يفوق تكنولوجيا البشر بقرون كاملة.

عندما أرفع رأسي لأتأمل جمال الكوكب الأزرق المليء بالخيرات وأتذكر كيف أن البشر يدمرونه كل يوم و يشوهون هذا الجمال بحروبهم و جشعهم أتحمس أكثر فأكثر لليوم الذي سنغزو فيه الأرض لنحرره من أعداء الطبيعة ، إنه الهدف الأسمى لكل فرد من سكان "نوا" و هذا ما يخطط له قائدنا الأعلى "ناي" منذ سنين ، حيث أننا نختلف عن الآدميين كثيرا فلا أحاسيس نملكها لا حب و لا كراهية بيننا لا رفض للأوامر و لا عدوان هذا أساس بناء حضارتنا و أجيالنا ، لقد أنشأ القائد فكرة غزو الكوكب الأزرق ونماها حتى أصبحت ثابتتا في أذهاننا نعمل على تحقيقها كل يوم ، فكل مولود جديد في "نوا" يربى على هذا الهدف و كل فرد يدفن في "نوا" يكون قد مات في سبيل تحقيق هذا الهدف و كل لحظة تمر علينا نشعر بأننا اقتربنا أكثر فأكثر لغزو الأرض .

مذكرات من عالم آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن