خبايا الذات

27 2 2
                                    

التعرض لتجارب حياتية فاشلة وصفعات خذلان متوالية فاما تصقل الانسان لتحوله الى حديد فتولد من رحم معاناته حافز ودافعية للاستمرار ليسمو الى القمة واما تبطحه الى الحضيض لتهشم اوصاله كقطع من الزجاج والانسان الفطن يستقبل رساءله بوعي ويعتبر كل من استقطب بمساره الحياتي كجندي من جنود الله فالاشخاص الذين نصادفهم في حياتنا هم يحملون لنا في جعبتهم رسائل كونية اما شفافة او مشفرة والغرض منها اما قيادتنا للتشافي من جرح طفولي او لتسليط الضوء على مواطن الضعف ودورنا ياتي في تلقي الرسالة وفك شيفرتها وفهم الدرس

اذا أقفلتَ قلبك ، انعدمت بصيرتك ...
القلب هو مصدر الحب ، و الخير و العطف و التسامح و البذرة الطيبة ..لكن خلال الحياة يتعرض القلب الطيب للأسف للكثير من الطعنات و الجراحات و الخذلان ، رغم ذلك هو مختلف عن باقي القلوب ، لأنه لا يصبح أبدا مثل من خدعوه أو جرحوه ...عندما يتغير هذا القلب ، لا يؤذي و لا يتحول إلى مخادع أو خبيث ، بل ربما يبتعد و يحمل بعضا من
الغضب ، يقسى نوعا ما ، لكنه أبدا لا يصبح موطنا للشر ...
كثير من الناس في مراحل الحياة القاسية تفقد الصلة بقلوبها تماما ، و تعيش بكبريائها و ترسباته ، هذه الناس تصبح خبيثة ، ماكرة ، متلاعبة ، و لا مانع لديها في الكذب و المراوغة و أذية الآخرين أو خداعهم من أجل المصلحة، شعارهم في الحياة : البقاء للأقوى و الأخبث و ليس للأطيب و الأنقى ...
لكنهم لا يعلمون ، أنهم بتخليهم عن قلوبهم ، تخلوا ايضا عن البصيرة ، و هي قوة الوعي و الإدراك التي يخصها الله لأصحاب القلوب الطيبة ...
فلا عجب عندما تسمع بأذكى رجل أو امرأة تم خداعهم أو النصب عليهم ، أو عندما ترى أشد الأشرار و النرجسيون تعنتا سقطوا ضحية لمكر ناس أقل منهم جبروتا و دهاء..
مهما كان الانسان الخبيث ذكيا أو ذا جاه أو سلطان ، سهل جدا التلاعب به من اصحاب الطاقات المشابهة له في الخبث و لن يتمكن أبدا من كشفهم لأنه معمي البصيرة..و سهل جدا أن يقترف هذا الإنسان أخطاء غبية تهوي به إلى مصير مشؤوم لأن كبرياءه يخبره أنه فوق الجميع و غير قابل للاختراق.
قلبك ، هو جواز سفرك إلى عوالم الشفاء و النور ...جراحه التي اتعبتك و ابكتك طوال حياتك هي بصيرته بعد الشفاء ...عندما تُشفى تلك الندوب التي حملتها معك لسنوات ، تصبح كمرشدين من النور ، يرشدونك إلى كل ما تستحقه ...حافظ على قلبك نقيا مهما حصل ...قاوم رغبتك في أن تكون مثل الجميع حتى تنجح في الحياة ...
مهما ضِعتَ في الأخطاء و الذنوب و قسوة الناس و الزمن ..أَبقِي فقط تلك البذرة الجميلة داخلك ...لأن يوما عندما تقهرك الحياة ، سوف تتوهج تلك البذرة لتعيدك لأصلك ...فأنت البذرة الطيبة قبل أن تسيء اليك الحياة...
و بعد الشفاء ، سوف ترى كيف تصبح غير قابل للاختراق ...ليس لأنك قوي أو ذكي ...بل لأن بصيرتك ترى دواخلا لا يراها البصر .

أعماق الذات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن