أعماق الذات

صفعات الحياة

و مازالت الحياة تصفعني
و رياحها القوية العاتية تدفعني...
أن أجاريها و أُغَيِّر من الواني
و أكون كل شيء لا يُشبهني
أُصِرُّ أن أعاند التيار و اسبح ضده
و يُصِرُّ التيار بدوره أن يجرفني
وًمع ذلك عنادي يجعلني كصخرة
يعجز أي سيلٍ أن يسحبني
أنا لا أريد أن أكون شيئا غير نفسي
و أعلم جيدا أن ذلك سوف يتعبني
انا لا اجد سعادتي في التظاهر بما لا اشعر
و حتَّى أَفخَرَ المظاهر لا تُبهرني
ما يُسعدني حقًّا لا تشتريه اموال الدنيا
بساطةٌ بالصدق و النقاء تلمسني
روحٌ لا خبث فيها ولا شر
تحوم حولي و كأنها نصفي الذي يُكملني
ما يسعدني لا يمكن ان يكون سطحيا
لأني لا انخدع بجمال صورة لا عمق فيها يأسرني
اتمسك بكل قواي بتفكيري و اختلافي
رغم ان قسوة الحياة تُجبرني ...
إمَّا ان أكون نرجسيا يمتص طاقات الآخرين ليعيش
أو عاطفيا ضعيفا مستسلما لكل من يدعسني
و انا لا هذا و لا ذاك ...
في داخلي نخوة و عزة و عدالة تجعلني ...
أكون في قمة الأدب و التواضع
مع كل اصيل يحترمني
و اكون كابوسا مرعبا لكل من
ظن أن طيبتي غباء، فحاول ان ينهشني
و رغم قسوة الظروف و الزمن
و الخيبات التي ما تنفك تكسرني
لن أقفل ابواب فؤادي ، لن استسلم للظلام
سوف اعيش بقلبٍ كله شغف بالحب و الحياة
و سوف أؤمن دائما بوجود نورٍ مثل النور
الذي يملأني......