" الحرب والحل "

54 26 9
                                    

منذ ما يكثر عن سبعين عامًا وفلسطين داخل حرب، حرب صريحة تمامًا بمدافع اليهود، وحرب مناوشات بأحجار المسلمين، لكَ أن تتخيل أن الحجر ضد المدفع!، أتخليت ؟، ورغم ذلك فمعظم العالم مقتنع بأن الأحتلال اليهودي هو المظلوم، لأن العرب يأكلون لحم البشر تقريبًا.
إن قمنا بزيارة أي دولة عربية فستعرف تمامًا أنهم لا يأكلون لحم البشر، صدقًا ، لا يفعلون، فغسيل الدماغ ... تفهمني أليس كذلك ؟.
حتى إن رأى أحد اليهود طفلًا مسلمًا يلقي حجرًا على رجل بالغ مسلح برشاش على صدره ومسدس وبدلة واقية للرصاص جالسًا في دبابة نعتَ الطفل بالقسوة، بل ويردد أن المسلمين متوحشون أطفالًا وكبارًا.
إنني أرى الإحتلال حقيرًا حقيرًا حقيرًا حقيرًا حقيرًا، اليهود نفسهم ناقضو عهودِ منذ نشأتهم، حتى أخوة يوسف كذبوا على أبيهم وكادوا يقتلون يوسف، وعاهدوا موسى أن لا إله لهم إلا اللّٰه بعدما شُقَ البحر لهم، غاب عنهم نبي اللّٰه أربعين يومًا فقط، كانوا كافين ليكفروا باللّٰه، بل ويتجرؤوا على طلب رؤية وجه اللّٰه، بل وعبدوا العجل، لقد تركوا إجلال من أنقذهم من فرعون وشَق لهم البحر خصيصًا ليعبدوا عجلًا، واللّٰه يا عزيزي القارئ لدي صديقة إذا ما وفقها اللّٰه لإجابة سؤال في الإمتحان بطريقة صحيحة ظلت تحمده وتتباهي بكرم اللّٰه عليها حتى ينقضي العام، فما بالك بشق البحر نفسه.
غاب عنهم نبي اللّٰه شهرًا وعشرة أيام فكفروا فكيف وقد غاب عنهم آلاف السنين، أقول لكَ كذبوا على نبي وأرادوا قتل الأخر، وهم على عهدهم منذ ذلك الحين، نقض العهود هو العهد الوحيد الذي حافظوا عليه.
حين قَدُمَ اليهود إلى أرض الزيتون، كانوا يطلبون الأمان، يسألون أهل الزيتون الأمل، قالوا أنهم هربوا من أوروبا لأن أهلها قساة القلوب، وكل منهم يحمل جواز سفر تبرز كلمة " فلسطين " عليه، وبعدها قليلِ أعوامٍ، قتلوا أهل الزيتون، نفس الشعب الذي استقبلهم، رحب بهم، أمنهم، لقد قتلوهم!، اخرجوهم من ديارهم، بل ويخبئون جواز سفرهم الفلسطيني ويقولون أن فلسطين لم تكن موجودة.
إنهم وحتى هذه اللحظة يقتلون أهلَ أرضِ الزيتون، أرضُ الزيتون التي لا يعرف أهلها رائحة الزيتون، يحتجون بأنهم يحاربون الإرهاب، إن اليهود هم نفسهم الإرهاب، هم يكررون بالضبط ما فعله الأوربيون بهم قبل أن يأتوا لفلسطين، ويكررون ما فعله أجدادهم مع موسى، يأمنون أهل الزيتون ثم يقتلونهم، لعلكَ سمعت عن المستشفى التي ماتت ، أي تهديدٍ لأمن اليهود موجود في مستشفي للمرضى والمصابين والمشرفين علي الموت ؟!، لعلكَ أيضًا عرفت أن اليهود أمروا أهل الزيتون أن يتركوا أرضهم ويتوجهوا إلي مكان أمن، ثم قتلوهم وهم مغادرون، ما ذنب الأطفال وعائلاتهم ؟!، ألأنهم وثقوا في ناقضي العهود ؟!.
لو سمع صلاح الدين بأسر الأقصى لأرسل رجالًا يجلبون له رأس آسرها، ولو سمع عمر بن الخطاب بنقض عهده مع صفرونيوس لأتاه جيش أوله عنده وآخره عند عمر، ونحن الآن نكتفي بأن نشاهد مذابح أرض الزيتون علي الفضائيات، هل يجب أن يُبعث صلاح الدين حيًا لنفكر بالأمر ؟! .
أنت أيها القارئ كيف تجرؤ !
كيف تجرؤ علي أن تحيا وهم يموتون؟!
كيف تجرؤ على أن تدرس وهم يُقتلون؟!
كيف تضحك مع عائلتك وأصدقائك وهم يُخرجون من ديارهم؟!
كيف أجرؤ أنا على البقاء هنا لأتلو لك قصة موتهم؟!
كيف تجرؤ يدي على سطر الخطوط وتشكيل الحروف بينما ترتعش أيديهم خوفًا من المدافع؟!
كيف نأكل الطعام وهم جوعى؟!
كيف تسأل عن مستشفى جيد بينما تنزف مستشفياتهم دمًا ؟! تبًا لي ولكَ أيها القارئ.
لا تتحجج بالبكاء، فلتبكِ حتى تغرق في دموعك، ماذا سيفيدهم هذا علي أي حال، لا أحد يحتاج استعطافك، لكنهم في أشد الحاجة لأفعالك.
إذن ، أنجاهد؟، بالطبع نجاهد، أهذا سؤال !، لا شرف إلا في الجهاد، لكن نجاهد بماذا ؟، بروحك ، وخذ روحي معكَ.
ولكن مهلًا مهلًا ، أنا لست عالمًا سياسيًا ، لكن ماذا سيحدث لو تدخلت أحد الدول العربية ؟، هناك احتمالات
- الأول : ستفني إسرائيل،  إن لم تساعدها صديقاتها ، وهذا احتمال مستبعد.
- الثاني : ستقاوم إسرائيل إن ساعدتها صديقاتها . في هذه الحالة سيتوجب على باقي الدول العربية قطف الزيتون من شجر السم بدمائهم، و سيقضي اللّٰه أمره، وإن لم يفعلوا فسحقًا لقوم قسمهم ( حددهم بمعني آخر ) عدوهم.
ستكبر الحرب أيها القارئ، وقد تصبح الحرب العالمية الثالثة، وربما تكون حرب أخر الزمان، ماذا ستقول للّٰهِ حينها ؟، وهل سيتجرؤ لسانك وينطق أساسًا، بماذا ينطق ؟، هل سيقر بخذلانك !.
لذا يا أخي، أنا لا أطلب حربًا، أنا وكل فلسطيني نطلب أرضًا، أرضنا من الأساس يا هذا، حقنا في الأساس، لا نريد حربًا تسفك فيها دماء أكثر، لكن علي الأقل اوقفوهم عن قتلنا، امنعوهم عن سفك دمائنا نحن، وارتجعوا الأرض والحق.
سبقَ وقلت لكَ يا صديقي أنا لست محللًا سياسيًا، لكن أخي، صديقي، قارئي، إن اتيحت لك فرصة للجهاد فخذني معكَ، أرجوك، لن أذكركَ بخير ما حييت أن سمعت أنك فضلت نفسك علي، وتركتني هنا اسمع نبأ استشهادكَ دوني.

زيتون الأقصىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن