" لا تنسَ "

38 18 6
                                    

الأيام وتشابهها هي علة اختلال الذاكرة، مع تكرارها ننسي، نعتاد نعتاد، مع الوقت سيصبح كل شيء مألوفًا وستنسى، أنتَ ستنسى؛ لأنكَ عادي، أنتَ مجرد إنسان نمى والزيتون حوله، لم يخاطر ويقطفه أبدًا، لذا إذا أخبركَ أخوك عن كم مشقة قطف الزيتون، فلِأول مرة ستتعجب، وتظل تُنادي بقوته على تحمل حَمل الزيتون ونقله، لكن في المرة الثانية وحين يروي لكَ أخوك قاطف الزيتون عن مشقته ستنبهر أقل، ثم أقل، ثم أقل، حتى لا تجد أي ... أي... أي ماذا ؟ شفقة !، حماس !، انبهار ! .... لا كلمات عندي، لا كلمات تصف، ولا ملايين الصحائف تفي، وماذا تكون أحاسيسك أمام ما يقاسيه قاطفو الزيتون! 
إنك وإن نسيت ونسيت عائلتك، ونسيت مدينتك، ونسى العالم أجمع، وحُرِفَ التاريخ كله، لن تنسى أم يُوسف ، لن تنسى أرضها، ولا يوسف، إنكَ إمرؤ عادي، لست كأم يُوسف، هي ليست إمرأة عادية، هي لا تنسى.
أما إن كنت - عزيزي القارئ - قد نسيتَ أمر أرض الزيتون، وظننت أنها كانت مجرد " ترند " وذهبت مع الزمن فلستَ عزيزيًا أبدًا، إن فلسطين  أرض الزيتون  لم تكن أبدًا - يا هذا - قصة عابرة، ولا أحداث تنتهي، ولا قضية نتبارى في تأييدها، إنها عُمر، إنها تاريخ كاملٌ إنها كل شيء، إن الكون المحصور بين البحر المتوسط والأحمر والميت هو كل ما يُهم، ألا لا حياة إلا في الأقصى، ألا لا نور إلا في الأقصى، ألا لا شرف إلا في الأقصى، ألا لا أحرار إلا في الأقصى.
فلا تنسَ، لا تنسَ، وإياكَ أن تنسى، إياكَ أن تظن أنكَ مجرد فرد، لا تفيد ولا تضر، أأنتَ أحمق ؟! ، إن كنتَ لا تفيد ولا تضر أفكان اللّٰه خالقك ؟! ، أحقًا تعتقد أن من خلق حشرة صغيرة لتمنع موتَ جنسٍ كامل كان سيخلقكَ بلا فائدة ؟! ، أتدري ما العجيب فعلًا ؟، العجيب فعلًا أن أربعة مائة وخمسين مليونِ فردٍ يكررون في وقت واحد أنهم بلا فائدة.
فلا تنسَ، لا تنسَ، وإياكَ أن تنسى، اشحن نفسك، اشحنها ليوم تلقى يهوديًا صهيونيًا كافرًا قاتلًا محتلًا مختلًا سارقًا، ماذا عساكَ تفعل ؟، تُرى هل الموت حلال فيه ؟، إنني لست مجرمة أو قاتلة، وهو ليس بريئًا، هو قاتل، والقتل قصاص.
الرسول - صلى عليه اللّٰه وسلم - اعتمد مبدأ:" لكم دينكم ولي دين " ولا يحق لأي بشر أن يؤذي أمرئ على غير دينه بدون ذنب، أوتدري عزيزي القارئ ماذا فُعل في بني قريظة حين خانوا العهد ؟،  في الإسلام العقاب حلال، أما الافتراء حرام، وقتل يهودي بدون ذنب حرام، أما قَتلُ يهودي قَتلَ مسلمًا واحدًا فهو حلال.
فلا تنسَ، لا تنسَ، وإياكَ أن تنسى مقاطعتك، جهادك، نشرك، حبك، أهلك، قُدسك، أيها المُسلم.
ما هي أرضُ متنازع علي أصلها، هي فلسطين، وما هم موتى، هم شهداء، وما هي دولة، هم احتلال، لا موطن لليهود منذ عهد موسى ولا في عهد محمد، ولا في عهد أي أحد، لا موطن للكفار الكاذبين خائني العهود قاتلي المرسلين شاربي دم الأطفال.
عزيزي القارئ
أُريدكَ أن تعرف - وإن كنتَ بالفعل تعرف - أن أموالكَ التي تنفقها في شراء كل ما مصنوع بواسطة اليهود في أراضي فلسطين المسروقة من أهلها، أو في دولة الإرهاب الأولى -أمريكا - ، سواء اشتريت طعامًا أو شرابًا أو حتى "صابونة " أو وقود سيارات هي حرام تُسأل عنه يوم الساعة، فأنت -إن فعلت - يهودي صهيوني يتحدث العربية، خاصةً وإن كنتَ تعلم أن نقودكَ هذه تُنفق في جلب الأسلحة القاتلة لأصحاب الأرض الأصليين، أو سرقتهم أو إطعام القتلة، أو حتى مداواتهم.
إياكَ أن تكون يهوديًا صهيونيًا يتحدث العربية.
فلا تنسَ، لا تنسَ، وإياكَ أن تنسى أن فلسطين هي كل شيء، أهم مما يشغلكَ عنها، ألا لا تأكل، ولا تشرب، ولا تستحم، ولا تركب سيارة، ولا تعش حتى، إن كنتَ ستطعم بمالكَ يهوديًا قاتلًا، وستروى بدم طفل فلسطيني واحد هو أكبر عمرًا من ما يسمونه الاحتلال كله عطش يهودي محتل، أو تُسهل طريق خاطف يهودي إلى بيت عائلة فلسطينية، أو ستحيي يهوديًا سارقًا ليسرقَ شبرًا من أرض فلسطينية زيتونية خالصة.
فلا تنسَ، لا تنسَ ، وإياكَ أن تنسى، ألا لا تنسَ، ثم لا تنسَ،  هلا لا تنسَ، كلا لا تنسَ قُدسك أيها المسلم .
‏لا تُصالح
‏على الدم، حتى بدمٍ لا تُصالح
‏و لو قِيلَ رأسٌ برأسٍ
‏أكلٌ الرؤوس سواء ؟!
‏أقلب الغريبِ كقلبِ أخيك ؟!
‏أعيناه عينا أخيك ؟!
‏و هل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟
‏لا تُصالح
ولو منحوك الذهب
‏أترى حين أفقأ عينيك
‏ثم أثبت جوهرتين مكانهما ؟
‏هل ترى؟!
‏هي أشياء لا تُشترى.
( لأ‏مل دنقل )

زيتون الأقصىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن