حقيقة مُبطنة

236 50 20
                                    

يا أهل غزَّة
نحن لا نبكي عليكم
من مَات منكم ماتَ شهيداً
ومن عاشَ منكم عاشَ عزيزاً
نحنُ نبكي علينا...

(أدهم شرقاوي)

سأحكي هذهِ المرة قصة قصيره
قصيرة جداً في السرد كبيرة جداً في المغزى

كانَ يا مكان وفي سابق العصر والأوان....
كانت هُنالك بلدة جميلة فيها قُبةٌ ذهبية وناس ملائكية واطفال سماوية ونساء ذات قلوب وردية

في يوم من الأيام خلفَ بابً خشبي تتعالى
ضحكات كلمات ودفئ العائلات
وروائح شهية

انطرق الباب مرة مرتان ثلاث
فَتح الاحباب الباب، وكانوا يقفون أشخاص نصف عُراة عيونهم غائرة بسماتهم شائكة اصواتهم كفحيح الافعى حركاتهم متلونة الأشكال مثل الحرباء

دمعت عين الأحباب وملئوا ايدي العراة ثياب
عانقوهم راعوهم اعطوهم من ارضهم وكسوهم

وها هنا هي القضية...!!

تمركزوا تمكنوا نفشوا اشواكهم وتطرقوا بخناجرهم
استعمروا ارضاً ليست لهم وعاثوا فيها فساداً وتفلسفوا انها تاريخهم انها قُبتهم انها امةٌ هي لهم

اعترضوا الأحباب وصرخوا بكُل أياب انها ارضهم انها عرقهم انها قدسهم انها تاريخهم

فقصفوا قتلوا تهدموا ماتوا جوعاً عطشاً
برداً تفجيراً ترهيباً

كانوا يرمون الحجارة ليدافعوا عن ارضهم فتعود لهم رصاصاً قنابلاً ارضاً كانت او جواً....

هل قلتُ كان يا ما كان في سابق العصر والآوان..؟!!
فإنني اعتذر عن تلك (سابق الآوان)

فهو حصل ومازال يحصل حتى هذهِ الأيام
فزمن هذهِ الحكاية هو أكثر طراوة وحقيقة من ما كان قبل سنين طويلة

انها الفلسطين المُحتلة الحبيبة
تُعاني تُجاهر بإن تُنقذ بإن يتم نجدتها لكن ما من سبيل
حُكامنا حمير وان كنتُ مُخطئة في التعبير فإنا اعتذر لقوم الحمير
فهم أكثر خيبة واكثر من مُحطمين للضمير

انهم ميتين أكثر حتى من الموتى الفعليين...!!
لا يُحرك مشاعرهم غير ذالك الكُرسي المتين

آه يا فلسطين آه يا غزة آه يا ارض باتت شبيهة بأرض الاشباح بيضاء سوداء ماتت فيها الحياة...

فلسطين المُحتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن