بِـدَايـةّ | 1

749 30 9
                                    


كيف يستطيع الإنسان أن يعود حرًا؟

"هذا كان رائعًا!! يا إلهي.. أماليـا، أقسم إنني لو رأيت هذا الجزء من الفِلم طيلة حياتي لن أمل."

قالت إيفلين وهي تصرخ بمرح كعادتها في كل مرة تشاهد فيها فيلم هاري بوتر وسجين أزكابان.

ضحكت أماليا على صديقتها التي دمعت عيناها في كل مرة ترى فيها هذا الجزء.

"آه، إيف، أتمنى لو كان ذلك حقيقيًا."

قالت أماليا وهي تُسند ظهرها على الأريكة وتتصفح هاتفها. وفجأةً، سحبت إيفلين الهاتف من يد أماليا ورمته على الطاولة وهي تنظر إليها بدهشة.

"لكن أماليا، ماذا لو كان ذلك حقيقيًا؟ ماذا لو كان كل شيء موجودًا ونحن مجرد عامة؟ أشعر أن ذلك محزن. أو ماذا لو أنني ابنة سيريوس بلاك ومارلين ماكينون؟ أعني، انظري، أنا أشبه سيريوس بشعري الأسود القصير المجعد تقريبًا. وحتى عندما قمت بعمل لحية لنفسي في ذلك البرنامج، هل رأيتِ كيف كنت أشبهه؟"

قالت إيفلين وهي تتنفس بسرعة بسبب حماستها. نظرت أماليا إليها ورفعت حاجبها على كلامها، ثم أجابتها:

"حسنًا عزيزتي، أتفق معك، لكن لا، لا أظن ذلك. كما تعلمين، ربما نعم وربما لا. أعني، ربما إنه مجرد شبه. الجميع يتشابهون."

أنهت أماليا حديثها، رافعة حاجبها تحت نظرات إيفلين العابسة بسبب كلماتها.

بعد ساعة، عادت أماليا إلى منزلها بعد أن ودّعت صديقتها. وحلّ الليل حين نزلت إيفلين من غرفتها لتتناول العشاء مع أسرتها.

جلست على طاولة الطعام أمام والدتها، وهي تنظر إلى والدها الذي تُلقبه "المزعج"، متمنية أن يمر العشاء بسلام.

ابتسم والدها لها، فرفعت حاجبها واستغلت فرصة مزاجه الجيد لتتحدث معه:

"أبي، أريد شراء زي سليذرين وعصا، وأريد شراء الروايات. أرجوك. ألست ابنتكم الوحيدة؟"

ساد الصمت على طاولة الطعام لثوانٍ، بينما تبادل والداها النظرات، ليكسر والدها الصمت بضرب يده على الطاولة، مما أفزعها. نظرت إلى وجهه الذي امتلأ بالغضب، بينما جلست والدتها متجمدة في مكانها.

"كم مرة قلت لكِ ألا تجلبي سيرة أفلامك التافهة هذه أمامي أو تطلبي مني شراء هذه الأشياء الغبية؟ وكم مرة قلت لكِ ألا تشاهدي هذا الفيلم الغبي؟ هل اشتقتِ للضرب أم ماذا؟"

صرخ والدها بغضب، ثم رمى الملعقة نحوها، فأصابتها في عينها. لكنها صمتت ونظرت بعيدًا، فقد تعبت من الجدال، لأن هذا ما يحدث كل مرة.

صعدت إلى غرفتها، وألقت نفسها على السرير وهي تبكي، وأطفأت الأضواء، وبدأت تقارن حياتها بحياة الفتيات الأخريات اللواتي يحصلن على كل شيء.

أما هي؟ فهي مجرد خادمة. لم يسمح لها والدها بإكمال دراستها، ولم يدعها تخرج سوى إلى منزل أماليا. كان يضربها ويشتمها باستمرار، ولا يفعل شيئًا سوى إصدار الأوامر وتناول الطعام طوال الوقت.

تمتمت وهي تدفن وجهها في الوسادة، ودموعها تسيل على خديها:

"كيف يستطيع الإنسان أن يعود حرًا؟ كيف يستطيع أن يعيش حياة طبيعية؟ حياة هو يختارها، وليس تحت رحمة أبٍ أحمق لا يعلم كيف يتعامل مع أطفاله، ويتفاجأ بكرههم له؟"

────────✧────────

في اليوم التالي، أشرقت الشمس مُعلنة بداية يوم جديد. استيقظت إيفلين، استحمت، وتناولت إفطارها. غسلت أطباقها وذهبت لتجلس في الصالة. فجأة، سمعت جرس الباب يرن. فتحت الباب لتجد أماليا وعائلتها واقفين.

بعد أن دخلوا، طلبت والدة أماليا من الفتاتين أن يصعدا إلى غرفة إيفلين، لأن هناك أمورًا "للكبار" تريد التحدث عنها.

ذهبت إيفلين وأماليا إلى الغرفة، وكالعادة، لم يخلو حديثهما عن دراكو، ثيودور، وعالم هاري بوتر الذي يتمنيان وجوده.

"اسمعي أماليا، سأذهب لجلب كلاير وأعود بسرعة."

نهضت إيفلين بسرعة لتذهب لإحضار قطتها. وبينما كانت على وشك النزول للطابق الأرضي، سمعت شيئًا لم تتوقعه.

كان حديثًا بين عائلتها وعائلة أماليا. أصاخت السمع، وبدأت العبارات تتضح:

"حسنًا، كريستوفر، أنت تعلم أن سيريوس وجيمس لا يزالان يبحثان عن إيفلين وأماليا. إذا وجدوهم، سيقتلنا اللورد فولدمورت. الأسوأ أننا قد نصبح طعامًا لتلك الأفعى. أنا أحاول السيطرة على أماليا وعلى قواها السحرية التي بدأت بالظهور منذ كانت في السادسة. والآن، وهي في السادسة عشرة، أحاول منعها من الشك بشيء. إذا اكتشفت الأمر، انتهينا. وإيفلين... تلك الفتاة الـ..."

ركضت إيفلين عائدة إلى الغرفة. أغلقت الباب وأقفلته، وأمسكت أماليا من كتفيها، وجعلت صوت التلفاز عاليًا كي لا يسمعهما أحد. جلست أماليا على السرير وهي تنظر إلى إيفلين بذهول، بينما كانت الأخيرة تتحدث بسرعة وتهمس وهي ترتجف.

تسللت أماليا وإيفلين واسترقا السمع من فوق الدرج. توسعت عينا أماليا من الصدمة عندما سمعت كل شيء: عائلتهما ليست حقيقية. إنهم أتباع فولدمورت.

عادت الفتاتان إلى الغرفة، وفجأةً، سمعوا طرقًا على الباب...

- The curse of the sunsetWhere stories live. Discover now