أماليـا

57 3 4
                                    

كان الصباح يغمر العالم بهدوءٍ نادر، حيث امتدت الغيوم الرمادية في السماء، تنذر بيوم شتوي بارد. أشجار الصنوبر الشاهقة كانت ترتدي عباءتها البيضاء، متزينةً بطبقات من الثلج الذي تساقط طوال الليل. الهواء كان مشبعًا برائحة الصنوبر المنعشة، ممتزجةً برائحة المطر الذي بدأ يتساقط بخفة، مشكّلًا قطرات تتلألأ على أغصان الأشجار وكأنها ألماس متناثر.

على الأرض، كانت آثار أقدام صغيرة تظهر على الثلج النقي، تعكس حياةً غير مرئية في هذا الصباح البارد. صوت الرياح كان يهمس بين الأغصان، كأن الطبيعة تروي حكايةً قديمةً نسجتها بين هذه الغابات الصامتة. كان الجو مثاليًا لبداية يوم جديد يحمل في طياته أسرار الشتاء.

كان الصباح الشتوي في هوجورتس يغلف كل شيء بهالة من السحر والجمال، حيث امتدت أشجار الصنوبر المكسوة بالثلوج البيضاء على امتداد الأفق. جلست أماليا تحت إحدى الأشجار الضخمة، تحاول التركيز على دراستها، بينما قطرات المطر الخفيفة تتساقط برفق على أطراف وشاحها. الهواء البارد كان يحمل معه رائحة الصنوبر العطرة التي تمتزج بنفحات الطبيعة.

لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا. من بعيد، كان هاري يراقب شقيقته وهو يختبئ تحت عباءة الإخفاء الشهيرة. ابتسامة ماكرة ارتسمت على وجهه وهو يخطط لمقلب جديد. بخطوات حذرة، اقترب منها وهمس تعويذة خفيفة بعصاه، مما جعل أغصان الشجرة ترتجف، قبل أن تسقط كتلة صغيرة من الثلج على رأس أماليا.

شهقت أماليا وهي تمسح الثلج عن شعرها بغضب، ثم نظرت حولها لتبحث عن الفاعل. "هاري! أعلم أنك هنا! أخرج فورًا!" صاحت بصوت مرتفع، لكن ردها الوحيد كان صوت الرياح الباردة التي تعصف بخفة بين الأشجار.

في تلك اللحظة، قرر هاري أن ينتقل إلى الخطوة التالية. رفع عصاه مرة أخرى وهمس تعويذة أخرى، جعلت كتابها، الذي كانت تركز عليه، يطير فجأة من بين يديها ويبتعد عنها. وقفت أماليا بسرعة، تحاول الإمساك بالكتاب الذي بدا وكأنه يسخر منها وهو يطير عاليًا ثم ينخفض بخفة كلما اقتربت منه.

"هاري جيمس بوتر!" صرخت بغضب، وهي تحاول مطاردة الكتاب الذي يتلاعب بها. لكن هاري، الذي كان يقف على مسافة آمنة، لم يستطع كتم ضحكاته وهو يشاهد شقيقته تتخبط في محاولاتها الفاشلة.

لم تكتفِ أماليا بالمطاردة، بل رفعت عصاها لتطلق تعويذة تُبطِل ما فعله، لكنها فوجئت بكرات صغيرة من الثلج تبدأ في التحليق حولها وتطاردها كأنها مبرمجة لاستهدافها. حاولت تفادي الكرات، لكن إحداها أصابتها في كتفها، ثم تلتها أخرى على رأسها.

من بعيد، لم يستطع هاري التوقف عن الضحك، مما كشف مكانه. استدارت أماليا بسرعة ورأته واقفًا بجانب إحدى الأشجار، نصف مختفٍ بالعباءة، لكنه كان واضحًا بما يكفي بسبب صوته المليء بالضحك.

- The curse of the sunsetWhere stories live. Discover now