24

11.8K 259 54
                                    




هنَالك الكثير من الظّلام في الخارج ويجب علينَا أن نُساند بعضنَا بقدر مانستطِيع البَشر لا يعنيهُم ما يحدُث بداخلنَا ولكن لِيث يعنِيه ما يُحدث بدَاخل أكابر

< موسكو ، روسيا >

يَارا : يا أكَابر ياحياتِي مايصير!
أكَابر : يارا تكفين والله مالِي في الجبيره لزُوم
يارا : العَفص اللي برجلك اذا اهملتِيه بيصير كسر!
أكَابر : المشد اللي عَلى رجلي يكفي وماراح اجهد نفسي ولا رَاح أمشي الا بعكَاز
يَارا : براحتك "طالعت قَرصه رقبتهَا" تعور ؟
أكَابر بإبتسامه : عاديه ، لا تشيلين هم

يَارا كانت بتحكي لُو لا دخوله المُفاجئ ألتفتُوا
الثّنتين وقال بصوته الرّجولي : كيف وضعك؟
أكَابر تنحنحت من عرفت انهَا المقصُوده وقالت: الحمدلله ، وما من خلاف
لِيث : طيب في مُوضوع بكلمك فيه
يارا عقدت حواجبها : موضوع ؟ بس انتُوا مابينكم شي صح ولالا؟
سكتت بتوتر من لمحت عيونه المنزعجه عليها وقالت بتصريف : عاليه لازم تقوم هالوَقت عن اذنكُم

طَلعت يارا بسرعه تَاركه اكابر اللي ماتمنت هاللحظه وانها تجمتع معه وبقمِيص نومها وبغرفته ! وانحَبست انفاسها من تقدم لهَا ورفعها من على السرير بهدوء وجلسها على الكرسي وجلس قدامهَا ونطق بجديّه : انتِ من حقك تعرفين اللي قَاعد يصير ولك حُريّه القرار

أكَابر اللي كانت منحرجه من قُربها له
ولكن شدّتها نبره صُوته الجديّه وقالت بإستغراب : وش اللي صَاير ؟ اي قرار تقصد؟
لِيث بثبَات : قرار اذا انتِ مستعده تقابلين ابوك

وَقع الجُمله عليها ماكان سَهل ابدًا وكانت شدِيدة العُمق وغير قَاده على استيعَابها
لاشعُوريًا اجتاحهَا شعُور الخُوف و القَلق
سيّطر عليهَا من عُقب كلمة "ابوك"
رطبت شفتاهَا تحت انظَاره اللي انشدت للكَرز اللي نطق : وش تَقصد بكلامك ؟ انا ما فهمت شي ! وكيف فجأه طلع ابوي من العدم

ليث تنهد واردف بملل ولطَالما عُرف انه شخص مُتملل وملول جدًا : ابوك رجع وقاعد يدورك
اكَابر زادت دقات قلبهَا : رجع وِين ؟!
ليث عقب حواجبه : انتِ عبيطه ؟ اقولك رجع
لحي المسَاعد وبيته المسكر بيرجع ينفتح ورجعت له مرتَه جِنان وبحر ولده اللي هو اخوك وولد جِنان واكيد انه بعد ما لم شمل اسرته بيدُور عليك لجل يرجعك



أكَابر بلعت غصتهَا واردفت : بَس؟
ليث اللي فهم على طُول انها تقصد اُمها رد :
الأولِويّه لك بعدين بندُور امك واضعف الإيمان لو رفضت ترجع لأبُوك ، بتصيرين تشوفينها بين يُوم و يُوم

سكتت وهي تهُوجس في الفراغ وتتسَائل عن اذا كَان هذا العُوض ؟ اذا كان هذا هو الجزَاء
والمكتُوب والقدر الطّيب والخير اللي بيجيهَا بَعد
كل ماصَار لها من تعب وحزن ومصائب؟
تعكر مزاجهَا بثانيه وهي تلف له وتقول : وارجع لهُم وانا متزوجه وبسبتك صح ؟!

رغم البراءة والحضور الطفولي الله مخلي كيدها في عيونهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن