"لا يدُوم الرّبيع .. يومًا"

9.2K 221 50
                                    



يهمنِي كثير تركزُون بكل كلمه اقولهَا لأن كل الاحداث مُترابطه ببعض وفيها توضيحات للخبايا السّابقه

.
.
.

بعد مُعاناة صقر وحُزنه من رحيل جوانَا ، وقف لآخر مرّه قدام المرايَا بذاك اليوم واللي تنهد فيه تنهيده طويله من بعد ما اطلق لنفسه العِنان بالحُزن طول هالايام ، ولكن اليوم ؟ انتهت مُهلة الحُزن والأسى الإنكسار ، من اليوم بيوقف على رجُوله الثّنتين ويحاول ينسى همّه على الاقل قدام بحر ولده ، وأكابر بنته .. ولأجلهُم
بيكون القوي والصّابر والهادئ والمُبتسم ، لأجلهم..

بَعد يوم قضوه المسَاعد بطريقه هادئه ومُمله وبعد سهر وفجر وضحك وأخذ وعطى
وتحديدًا السّاعه ثنتين فجر ، لبست أكابر عبايتها وطرحتهَا وطلعت من البيت وهي تمشي بهدُوء وعلى أطرَاف أقدامهَا ، متوجهه للباب الخلفي وليس الرّئيسي لجل تطلع بدون ما ينتبه  لها أحد

وقدَرت تطلع من البيت بدون مايشوفهَا أحد
وبدأت تمشي بخُوف وتتلفت حولهَا ووصلت الحديقه اللي ابدًا ما كانت حديقه !
كَانت مُجرّد تراب والقليل من العُشب ، كانت مُجرد أشجَار ذَات أغصَان يابسه ! بلا إضَاءه وبلا أوادم وأرواح ، ولها نصيب من الهجر والسكون

أنتظرت عشر دقائق وهي على أعصابهَا ، ولوَهله توقعت انه خدعهَا وماراح يجيهَا اصلًا
ولكنها لمّحت زول شخص ضخم الجُثه قادم لهَا من بعيد ، ومشيته عرجَاء مُترنحه أثارت رُعبها لدقيقه ، ولكنها تمالكت نفسهَا

تقدم و وقف أمَامها وإبتسم إبتسامته الصّفراء كالعَاده ومد ظهر يده بمعنى "قبّليهَا يا أكابر"
كشّرت اكابر ودّفت يده وقالت : انا جيت لجل أسطرك كف وماتوقعتك بجيح للدرجه اللي تخليك تطلب من وحده مُحرّمه عليك بأنها تبوس يدك!
رد عليهَا إياز : بسم أنا مب غريب ، أنا خالك

حياتهَا ليست شيئًا يُضرب به عَرض الحَائط
مشاعرهَا ليست نَبته تُقتلع من من أرضٍ وتُزرع في أرضٍ أُخرى وتعُود كما كانت
لا فَائده فقد حَدث ما حَدث..
لا فَائده فقد جُمعت أكابر مع إيَاز بواسطة قدرهَا
لا فائده ، وَقعت صغيرتِي بين قبّضتيّ أخبث مخلُوق على وجه الأرَض
لا فائده ، حَان أوان الوداع .. بَدأت النّهايه




صفعت أكابر وجه إيَاز بكل قوتهَا وأردفت بصُوتٍ مُرتجف من الغَصه والدموع المُتجمعه في مُقلتيّها : هذا الشيء حساس عندي ياقذر ما اسمح لك تلّفق فيه وتكذّب

حك إياز خده بألم ورد : هذي الحقيقه اللي توجع واللي اخفوها عنّك أهلك ، لكن لو تتذكرين اسمي اللي قلته لك بالبدايه ، مع اسم امك اذا كانوا قايلينه لك

سكتت لثوانِي وهي تحاول تستذكر
بأول يوم لقاء لها معه وبالوقت اللي سألته عن أسمه
كان ردّه " إياز جُوبان "
وبأول لقَاء لهَا مع ليث وتحديدًا قدام المستشفى
وبَعد تعب امهَا نَجلاء .. قال لهَا ليث عن اسم امهَا وكان " جوانَا جُوبان "
وهو وقليل جدًا من كان يعرف ان اكابر اسم امهَا جوانا جُوبان

رغم البراءة والحضور الطفولي الله مخلي كيدها في عيونهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن