تابع الجزء الثالث

20 5 0
                                    


صوتو تقديرا لتعبي في الكتابة

يقول جوسلين : (( أرى أن العقبة الرئيسيـة . . . هي الأعتقاد السـائد من أن العمال الشاق يتـطلّب شعوراً بـالجهد وإلاّ لا يمكن انجازه بشكل جيّد )) .

وهكذا نحن نقطب عندما نفكّر ، ونرفع كتفينا ، وندعـو عضلاتنـا للتظاهر بالجهد ، الأمر الذي لا يساعد الذهن على العمل أبداً .

هنا حقيقة مأسـاوية مذهلـة :  إن ملايين الناس الذين لا يحلمـون في فقد المال ، يتّجهون إلى فقـد وهدر طـاقتهم دون اكتـراث يوازي عـدم إكتراث سبع بحّارة سكارى من سينغافورة .

فـما هو إذن الجـواب لهذا الإرهـاق العصبي ؟
الأسترخـاء ! تعلّم أن تسترخي أثناء قيامك بعملك !

هل هذا سهل  ؟ كلا .  فربّما عليك أن تقلب عادات حياتك رأسـاً على عقب . لكن الأمـر يستحق هذا الجهد  ، لأنه ربمّا يحرّر حيـاتك ! قـال وليم جايمس في مقالته : (( رسالة الاسترخاء )) ،

(( إن التوتّر المتزايد والسرعة وشدة المعاناة لدى الأمريكي . . . هي عادات سيئة لا أكثر ولا أقل )) .

إن التوتّر هـو عادة . و الاستـرخاء هو عادة . والعـادات السيئة يمكن القضاء عليها واستبدالها بعادات جيّدة .

كيف تسترخي ؟ هل تبدأ بذهنك أم بأعصابك ؟ يجب أن لا تبدأ بأي منهما ، بل ابدأ بعضلاتك !

دعنا نحاول ذلك . لنفترض أننا بدأنا بعينيك .

اقرأ هذا المقطع بتمعّن ، وعندما تقترب من النهاية ، استلقِ واغمض عينيـك وقـل لهـما بهـدوء : تـوقّفـا عن التـوتـّر ، تـوقفّـا عن التقطـيب .
أسترخيا )) .

ردّد ذلك مراراً وببطء لمدة دقيقة . . .

ألا تلاحظ بعد مرور ثـوان قليلة أن عضـلاتـك عينيـك بـدأت في الاسترخاء ؟ ألا تشعر وكأن يداً مسحت عنهما التوتّر ؟

(( جربوها واخبروني كيف شعوركم !! ))






حسناً ، يبدو ذلك غير معقول ، لقـد فعلت ذلك ذلـك خلال دقيقـة واحدة وعـرفت مفتاح سـرّ فنّ الاسترخاء . تستطيـع أن تفعـل ذلـك مـع فكّـك وعضلات وجهك وعنقك وكتفيك وجميع جسدك . لكن العضـو الأهم هو العـين .

يقول الدكتور إدمون جاكـوبسون من جـامعة شيكـاغو اذا كنت تستطيع إرخاء عضلات عينيك ،
تستطيع أن تنسى جميع متـاعبـك ! وسبب أهمية العين في إزالة توتر الأعصاب يعود إلى كونها تستهلك ربـع الطاقـات العصبية التي يستهلكها الجسد . ولذلك أيضاً يعاني الكثيرون ممّن يتمتّعون بنظر جيّد من (( توتّر العين )) . فهم يوتّرون عيونهم .

تقول فيكي بوم ، الـروائية الشهيرة ، إنها حين كـانت طفلة ، التقت برجل عجوز علمها أحد أهم الدروس التي تعلّمتها في حياتها .

اذ سقطت وجرحت ركبتها وأصيبت في معصمها .
فـالتقطهـا الرجـل العجوز الذي كان يعمل في شبـابه مهـرجاً في السـيرك ، وأزال عنها الغبـار. والأوساخ ، ثم قال : (( إن سبب إصـابتك وجـروحك هـو أنك لاتعـرفين كيف تسترخي . يجب أن تتظاهري أنك رخـوة مثل جـورب قديم . تعـالي لأريك كيف تفعلين ذلك )) .

هـذا العجـوز علّم فيكي بـوم والأطفـال الآخـرين كيف يقعـون ويتشقلبون . وكان يصرّ دائماً على القول : (( فكّر في نفسك وكـأنك جـورب قديم ، عليك أن تسترخي دائماً ! )) .

يمكنك أن تسترخي في لحظات الفراغ  ، وأينمـا كنت
لا تبـذل أي جهد لـلأسترخاء . فالاستـرخاء هـو غياب لكـل التوتـر والجهـد . فكّـر بهـدوء وإسترخاء . إبدأ بالتفكير باسترخاء عضـلات عينيك ووجهـك ، ردّد دائماً : لنبدأ بالاسترخاء . . . )) .

تحسّس الطاقة المتـدفقة من عضـلات وجهك إلى وسط جسـدك ، فكّر بنفسك متحرّراً من التوتر كالطفل .

هـذا ما اعتادت غـالي كـورسي Calli----Curci , مغنّية الأوبـرا العظيمة ، أن تفعله . فقد أخبرتني هيلين جبسـون Jepson أنها اعتادت أن ترى غالي كورسي قبل الغناء ، جالسة على كرسي وجميع عضلاتها مسترخية وفكّها الأسفل  رخواً . إن هذا تمرين ممتاز - فهو يجنّبها التـوتّر العصبي قبـل دخولها المسرح ، ويبعد عنها الإرهـاق .

هنا خمسة مقترحات تساعدك على الأسترخاء :

1-إقراء أحد أشهر الكتب التي تدور حول  هذا المـوضوع  : (( التحرّر من التوتر العصبي )) تأليف الدكتور دايفيد هارولد فينك .

2- استرخي في لحظات الفراغ ، اترك جسـدك يسترخي تمـاماً هـل التقيت قطة صغيرة تنام في الشمس ؟ إنها رخوة تماماً كصحيفة مبلّلة . حتى أن اليوغين ( الذين يمارسون لعبة اليوغا ) في الهنـد يقولـون إذا أردت أن تجيد فنّ الاسترخـاء ، تعلّم من القطة .  فـأنا لم أر أبـداً قطة تعبـة ، أو قطة مصابة بأنهيار عصبي أو تعاني من أمراض نفسيـة ومن القلق أو من قرحة المعدة . ربما يمكنك تجنّب هذه المصـائـب اذا ما تعلّمت كيف تسترخي مثلما تفعل القطة .

3- اعمل في وضع مريح . تـذكّر أن التوتّر الجسـدي يسبّب ألما في الكتفين كما يسبّب الإرهاق العصبي .

4- تفحّص نفسك أربع أو خمس مـرّات في اليوم ، قل في نفسك : هل أجعل عملي أكثر إرهاقاً ممّا هو عليه ؟ هل أستخدم عضلات لا دخل لها في العمـل الـذي أقوم بـه ؟ إن هـذا يسـاعدك في تكوين عادة الأسترخاء .

5- اختبر نفسك ثـانية في نهاية اليوم ، وذلـك بالسؤال : (( هل أنا تعب ؟  فأذا كنت تعباً ، فليس هذا بسبب العمل الـذهني الذي قمت به ،بل بسبب الطريقة التي اتبعتها للقيام به )) .


يقول الدكتور دانيال و. جوسلين : (( لا أقيس منجزاتي بمقدار تعبي في نهاية النهار ، بل بالكميه التي لا أشعر بها من التعب . فعندما أشعر بالتعب في نهاية النهار ، أو حين أشعر بتعب أعصابي ، أعرف تماماً أن نهاري لم يكن ذو فعالية بالنسبة للنوعية والكميّة )) . لو تعلّم كـل رجل أعمـال في أميـركـا هذا الدرس ، لانهفضت نسبة الوفيّات التي سببها التوتّر المتزايد خلا ليلة واحدة . كما أننا سنتوقف عن ملء مصحّاتنا ومعتقلاتنا برجال قضى عليهم الإرهـاق والقلق .

وهنا ننتهي من الفصل الثالث
انتظروا الفصل الرابع

في أمان الله 🍓

لاتنسو التصويت تقديرا لتعبي في الكتابة

لم اراجع الفصل في الاملاء

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كَيـفَ تَتعَامَل مَع الـنَّـاسِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن