صوتو تقديرا لتعبي في الكتابةيقول جوسلين : (( أرى أن العقبة الرئيسيـة . . . هي الأعتقاد السـائد من أن العمال الشاق يتـطلّب شعوراً بـالجهد وإلاّ لا يمكن انجازه بشكل جيّد )) .
وهكذا نحن نقطب عندما نفكّر ، ونرفع كتفينا ، وندعـو عضلاتنـا للتظاهر بالجهد ، الأمر الذي لا يساعد الذهن على العمل أبداً .
هنا حقيقة مأسـاوية مذهلـة : إن ملايين الناس الذين لا يحلمـون في فقد المال ، يتّجهون إلى فقـد وهدر طـاقتهم دون اكتـراث يوازي عـدم إكتراث سبع بحّارة سكارى من سينغافورة .
فـما هو إذن الجـواب لهذا الإرهـاق العصبي ؟
الأسترخـاء ! تعلّم أن تسترخي أثناء قيامك بعملك !هل هذا سهل ؟ كلا . فربّما عليك أن تقلب عادات حياتك رأسـاً على عقب . لكن الأمـر يستحق هذا الجهد ، لأنه ربمّا يحرّر حيـاتك ! قـال وليم جايمس في مقالته : (( رسالة الاسترخاء )) ،
(( إن التوتّر المتزايد والسرعة وشدة المعاناة لدى الأمريكي . . . هي عادات سيئة لا أكثر ولا أقل )) .
إن التوتّر هـو عادة . و الاستـرخاء هو عادة . والعـادات السيئة يمكن القضاء عليها واستبدالها بعادات جيّدة .
كيف تسترخي ؟ هل تبدأ بذهنك أم بأعصابك ؟ يجب أن لا تبدأ بأي منهما ، بل ابدأ بعضلاتك !
دعنا نحاول ذلك . لنفترض أننا بدأنا بعينيك .
اقرأ هذا المقطع بتمعّن ، وعندما تقترب من النهاية ، استلقِ واغمض عينيـك وقـل لهـما بهـدوء : تـوقّفـا عن التـوتـّر ، تـوقفّـا عن التقطـيب .
أسترخيا )) .ردّد ذلك مراراً وببطء لمدة دقيقة . . .
ألا تلاحظ بعد مرور ثـوان قليلة أن عضـلاتـك عينيـك بـدأت في الاسترخاء ؟ ألا تشعر وكأن يداً مسحت عنهما التوتّر ؟
(( جربوها واخبروني كيف شعوركم !! ))
حسناً ، يبدو ذلك غير معقول ، لقـد فعلت ذلك ذلـك خلال دقيقـة واحدة وعـرفت مفتاح سـرّ فنّ الاسترخاء . تستطيـع أن تفعـل ذلـك مـع فكّـك وعضلات وجهك وعنقك وكتفيك وجميع جسدك . لكن العضـو الأهم هو العـين .
يقول الدكتور إدمون جاكـوبسون من جـامعة شيكـاغو اذا كنت تستطيع إرخاء عضلات عينيك ،
تستطيع أن تنسى جميع متـاعبـك ! وسبب أهمية العين في إزالة توتر الأعصاب يعود إلى كونها تستهلك ربـع الطاقـات العصبية التي يستهلكها الجسد . ولذلك أيضاً يعاني الكثيرون ممّن يتمتّعون بنظر جيّد من (( توتّر العين )) . فهم يوتّرون عيونهم .تقول فيكي بوم ، الـروائية الشهيرة ، إنها حين كـانت طفلة ، التقت برجل عجوز علمها أحد أهم الدروس التي تعلّمتها في حياتها .
اذ سقطت وجرحت ركبتها وأصيبت في معصمها .
فـالتقطهـا الرجـل العجوز الذي كان يعمل في شبـابه مهـرجاً في السـيرك ، وأزال عنها الغبـار. والأوساخ ، ثم قال : (( إن سبب إصـابتك وجـروحك هـو أنك لاتعـرفين كيف تسترخي . يجب أن تتظاهري أنك رخـوة مثل جـورب قديم . تعـالي لأريك كيف تفعلين ذلك )) .هـذا العجـوز علّم فيكي بـوم والأطفـال الآخـرين كيف يقعـون ويتشقلبون . وكان يصرّ دائماً على القول : (( فكّر في نفسك وكـأنك جـورب قديم ، عليك أن تسترخي دائماً ! )) .
يمكنك أن تسترخي في لحظات الفراغ ، وأينمـا كنت
لا تبـذل أي جهد لـلأسترخاء . فالاستـرخاء هـو غياب لكـل التوتـر والجهـد . فكّـر بهـدوء وإسترخاء . إبدأ بالتفكير باسترخاء عضـلات عينيك ووجهـك ، ردّد دائماً : لنبدأ بالاسترخاء . . . )) .تحسّس الطاقة المتـدفقة من عضـلات وجهك إلى وسط جسـدك ، فكّر بنفسك متحرّراً من التوتر كالطفل .
هـذا ما اعتادت غـالي كـورسي Calli----Curci , مغنّية الأوبـرا العظيمة ، أن تفعله . فقد أخبرتني هيلين جبسـون Jepson أنها اعتادت أن ترى غالي كورسي قبل الغناء ، جالسة على كرسي وجميع عضلاتها مسترخية وفكّها الأسفل رخواً . إن هذا تمرين ممتاز - فهو يجنّبها التـوتّر العصبي قبـل دخولها المسرح ، ويبعد عنها الإرهـاق .
هنا خمسة مقترحات تساعدك على الأسترخاء :
1-إقراء أحد أشهر الكتب التي تدور حول هذا المـوضوع : (( التحرّر من التوتر العصبي )) تأليف الدكتور دايفيد هارولد فينك .
2- استرخي في لحظات الفراغ ، اترك جسـدك يسترخي تمـاماً هـل التقيت قطة صغيرة تنام في الشمس ؟ إنها رخوة تماماً كصحيفة مبلّلة . حتى أن اليوغين ( الذين يمارسون لعبة اليوغا ) في الهنـد يقولـون إذا أردت أن تجيد فنّ الاسترخـاء ، تعلّم من القطة . فـأنا لم أر أبـداً قطة تعبـة ، أو قطة مصابة بأنهيار عصبي أو تعاني من أمراض نفسيـة ومن القلق أو من قرحة المعدة . ربما يمكنك تجنّب هذه المصـائـب اذا ما تعلّمت كيف تسترخي مثلما تفعل القطة .
3- اعمل في وضع مريح . تـذكّر أن التوتّر الجسـدي يسبّب ألما في الكتفين كما يسبّب الإرهاق العصبي .
4- تفحّص نفسك أربع أو خمس مـرّات في اليوم ، قل في نفسك : هل أجعل عملي أكثر إرهاقاً ممّا هو عليه ؟ هل أستخدم عضلات لا دخل لها في العمـل الـذي أقوم بـه ؟ إن هـذا يسـاعدك في تكوين عادة الأسترخاء .
5- اختبر نفسك ثـانية في نهاية اليوم ، وذلـك بالسؤال : (( هل أنا تعب ؟ فأذا كنت تعباً ، فليس هذا بسبب العمل الـذهني الذي قمت به ،بل بسبب الطريقة التي اتبعتها للقيام به )) .
يقول الدكتور دانيال و. جوسلين : (( لا أقيس منجزاتي بمقدار تعبي في نهاية النهار ، بل بالكميه التي لا أشعر بها من التعب . فعندما أشعر بالتعب في نهاية النهار ، أو حين أشعر بتعب أعصابي ، أعرف تماماً أن نهاري لم يكن ذو فعالية بالنسبة للنوعية والكميّة )) . لو تعلّم كـل رجل أعمـال في أميـركـا هذا الدرس ، لانهفضت نسبة الوفيّات التي سببها التوتّر المتزايد خلا ليلة واحدة . كما أننا سنتوقف عن ملء مصحّاتنا ومعتقلاتنا برجال قضى عليهم الإرهـاق والقلق .
وهنا ننتهي من الفصل الثالث
انتظروا الفصل الرابعفي أمان الله 🍓
لاتنسو التصويت تقديرا لتعبي في الكتابة
لم اراجع الفصل في الاملاء
أنت تقرأ
كَيـفَ تَتعَامَل مَع الـنَّـاسِ
Historical Fictionصدقوني سوف يغير حياتكم بأذن الله أقرؤه ولن تندموا لقد قرائتة واحببت ان اشاركم ما ينفعني للكاتب دايل كارنيغي