III

215 29 62
                                    

«أهذه أنتِ؟ »

أجبته و أنا أكتم بكائي :

«أخي؟ لا يعقل!»

اندفع نحوي بقوة فغمر وجهي داخل صدره الرحب و بدأ يربت على شعري الأسود الطويل .

تساقطت قطرات ماء على كتفي ، و ما كانت سوى دموعه ، فقال بصوت هادئ و ضعيف نتيجة بكائه :

«لقد بحثت عنك في جميع الأرجاء ، لكنني لم أجدك ، أردت أن نعيش معا لوحدنا دون أن تكوني ضحية لعنف أحدهم ، لكن لا تقلقي أنا هنا الأن ، ستكونين بخير »

التوى لساني ، فما دريت بأي كلام أوجهه إليه ، لذا شددت على العناق و تمتمت ب :

«إشتقت إليك كثيرا يا أخي»

«لن تبلغي مرحلة إشتياقي إليك يا صغيرتي »

عناقنا الطويل و الدافئ هذا جعلنا ننفصل عن الواقع ، و تناسينا وجود إيثان الذي بدأ بذرف الدموع مسبقا

«ما بك يا رجل ؟ »
أردف أخي جونغوون و هو يضحك ، و كم اشتقت لهذه الضحكة .

«لقد تأثرت يا صديقي ، أنا سعيد من أجلكما حقا »

يا لنقائه و برائته ، رؤيته تجعلني أعتقد أن العالم لا زال بخير.
_____________________________________

انضم إلينا أخي و بدأنا نشارك أطراف الحديث متناسيين مرارة الحياة ، كانت هذه المرة الأولى التي أضحك فيها بصوت عالي دلالة على سعادتي البالغة ، فتواجدهم بجانبي جعلني أشعر بمشاعر لم أستطع تجربتها طوال حياتي ، كل الفضل لإيثان .

«اوه ، لقد نسيت تماما تبادل ارقام الهواتف»
أردف إيثان فجأة من العدم .

«يا لسذاجتي ، انه أمر بالغ الأهمية »
أجاب أخي و هو يدعك جبهته ، مما جعلني أبتسم على لطافته .

أخرجت هاتفي القديم المهترئ من جيبي و انا محرجة.

الجميع يمتلك أجدد الهواتف بينما انا ؟ أملك هاتف بالكاد يعمل.

لاحظ إيثان إحراجي فربت على رأسي بحنان مرددا :

«لا بأس ، من يلقي بالا لهاته الأمور ، من يحكم على الأشخاص من هذا المنظور فهو شخص سطحي لا غير.»

كالعادة كلامه السديد ينجح في طمئنتي ، إنه الأفضل حقا.

تبادلنا الأرقام أخيرا ، لكنني لاحظت أن الساعة تأخرت ، و من الوارد أن والدي في المنزل الأن.

SPRING ربيع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن