II

137 13 30
                                    

تنهيدة ثقيلة فرت من ثغرها ، عيونها الزرقاء تبوح بالكثير عكس فمها الذي يظل مغلقا دائما ، وكأن أحدهم خيطه بإبرة..

لا تزال أعينها الزجاجية معلقة بصورة زواجها الشكلي ،

تنزلق القطرات الكريستالية الشفافة على بشرتها الشاحبة ببطئ شديد ،

إذا حدث و جمعت كل الدموع التي سقطت من عينيها خلال السنوات الخمس الماضية، لكانت قادرة على ملء حوض السباحة إلى أن يفيض

وفي هذه اللحظة بالذات أدركت ساندرا أن الجروح التي غطتها بالابتسامات المزيفة والايماءات المطيعة ،

إنفتحت مجددا

و بشكل أكثر ألما ووحشية ..

رفعت يدها اليمنى لتمسح الدموع الساخنة التي غلفت وجهها ،

وبلا وعي وجدت نفسها تحدق بتركيز في خاتم زواجها الفضي ،

الخاتم الذي أضاعه زوجها منذ ثلاث سنوات مضت ..

حينها سألته ساندرا عن سبب ضياعه ، كيف ومتى ولماذا ؟ ،

سألته بالرغم من أنها كانت تعلم الاجابة مسبقا ، لكنها لم ترد سماع الاجابة الذي كانت تعرفها ،

أرادت سماع شيء أخر ، شيء أكثر دفئا و عاطفة ،

حتى لو كانت كذبة مختلقة ، فستقبلها بكل رحابة صدر ..

صوبت بصرها نحوه ، كانت عيونها الزرقاء تترقب رده بعدم صبر ، وقلبها مكدس بالأمل المهتز والوهمي ..

إبتسم هو إبتسامته المزيفة المعهودة ،

وأخبرها بنبرة هادئة ، مستفزة وصوتٍ جليدي لا هوادة فيه ،

" ليس مهما ، مجرد قطعة مجوهرات يمكنني أن استبدلها بأخرى ،

أليس كذلك ؟ "

رفع حاجبه الأيمن ،

إبتسامته المزيفة والقسرية تزداد حجما تدريجيا ..

ضربت الحقيقة الباردة أمال ساندرا وتوقعاتها عرض الحائط ،

سمعت ما كانت تتوقعه لكنها لم تسمع ما كانت تريده ..

بالنسبة لساندرا خاتم الزواج لم يكن مثل أي قطعة مجوهرات أخرى ،

كان الخاتم هو الرابطة الأبدية بينها وبين سالفاتور ،

وبمثابة تذكير ملموس بالوعد الذي قطعوه لبعضهم البعض،

SANDYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن