زلــزال
حيث كل ممنوع مُباح,
والتبرير,
كله في الحلال, ولكسر الروتين الذي يُصيب الملل,
لنخرج عن المألوف في إطار الممنوح..
*
*
(ملحوظة)
هذه النوفيلا هزلية, بلا هدف مُحدد سوى كسر الملل, وترطيب الجو الحار..
أي محب للحِكم, والأهداف السامية المخفية بين السطور..
بهذه النوفيلا.. لن تجد ما تريد..
(وربما تجد.. لا أحد يعلم)
هذه النوفيلا كقطعة مثلجات بيوم صيفي حار..
كثير من الهلس..
كثير من الفرفشة
وشعارنا الأوحد هنا..
عايز أطلع مصيف وأصيّف وأشوف البحر
وابقى في روقان وافصل من الحر,
عايز أعمل tan
وابعد ع الناس واشرب أناناس
وأجيب نظارة أقعد في الشمس ياه ع الإحساسواقضّيها (بلبطة، بلبطة، بلبطة(
أقضّيها (بلبطة، بلبطة، بلبطة)
********بتلك الجلسة المُملة بالنسبة إليه, يرى الكثير من الوجوه, والتي يبدو أغلبها مُسن, يتحدثون,
وكل منهم يحاول أن يُظهر مهاراته, كي يريهم خبراته التي اكتسبها على مر السنون, انجازاته الضخمة, وما حققه,
فيُبهر به من حوله, ويزيده رغبة في تفخيم عمله, وإن كان كذبًا..
وبلغته..
(كل واحد عايز يعلي على التاني)
زفر بقوة, يحرك رابطة عنقه بضجر أكثر منه ضيقًا..
ألن تنتهي هذه الليلة المُملة؟..
عالم رأسمالي ينتمي إليه حياتيًا, وطبقيًا بالولادة, رُغم أنه يُشعره بالضيق, بسبب تلك الأضواء المُسلطة عليه,
لكنه ينهل منه بقدر ما يستطيع, ويحاول عدم الاكتراث لما به من معوقات اجتماعية..
يكاد يتأفف, وهو يرى ذلك النادل الذي يتحرك بينهم, يقدم ذلك السيجار الكوبي الضخم, والذي يبدو كجزء لا يتجزأ من فخامة الجمع..
(منظرة فارغة)
وهو يفضل لفافة تبغ محشوة بما يعدل الدماغ, فيبتسم بالتواء مشتهٍ,
تجذبه بعض الضحكات المتصنعة, ثم يرنو بعينيه, لمن بجواره تتحدث مع إحدى النساء
(عجوز شمطاء بدزينة من المجوهرات, وتصفيفة شعر محكمة من ثلاثينيات القرن)
يمط شفتيه للجانب, قبل أن يعود ليبتسم بتصنع, يهز رأسه بلا استماع لمن يحدثه, يتأفف داخليًا,
قبل أن تلتمع عيناه البنيتين بتفكير عابث, يهون عليه ما يعانيه بذلك الحفل الجنائزي..
حيث تلك التفاصيل التي يرسمها عقله لجسد فاتنته,
تمايلها بالرقص, وخاصة إن كانت بذلة رقص تُظهر بسخاء جيدها, ومنحنياته الخلابة..
يكبح تأوه يعض باطن شفته السفلى, تفكير يخص به تلك التي تجلس بجواره تتصنع الرزانة, وتتحدث بلباقة,
وهو يود سحبها والهرب من المكان..
فيميل عليها شبه ميلة ملحوظة، يقطع استرسالها بالحديث, عيناه تنظران لمن أمامه,
يسألها بعبث دون أن يفقد وجهه الوسيم
جديته:" بقولك ايه سيبك من الهري دي كله.. بتعرفي ترقصي؟.."
نظرت إليه بعينين سوداوين واسعتين مرسومتين بحرفية, وحاجب أنيق مرفوع دهشة،
لكنها جارته بابتسامة مشاكسة:" المهم إنتَ بتعرف تطبل؟.."
التوى ثغره بابتسامة مقيمة، يرد عليها
بهزل نبرته:" عيب ده أنا مطبلاتي قديم.."
_عندك ولا عندي؟..
وسؤالها بهمسه المغوي، دون أي اعتراض, أو تمنع ولو لمجرد الدلال,
تراقصت له مخيلته، بلمعة عينيه،
قائلاً ببطء:" عندي.. وجاهز.. زلزال..
ده احنا هنعمل زلزاااال يا غزال.."
**
أنت تقرأ
زلزال (مكتملة)
De Todoزلــزال حيث كل ممنوع مُباح, والتبرير, كله في الحلال, ولكسر الروتين الذي يُصيب الملل, لنخرج عن المألوف في إطار الممنوح..