الفصل الثالث

111 4 0
                                    

الاستدعاء أتى أسرع مما يتخيل، فقد اتصل به والده كي يلحق به بالنادي، فيلبي بتململ،
وحين وصل هناك وجده مع حماه العزيز، فيكبح تأوه حانق،
مُفكرًا بالرحيل ( لف وارجع تاني)

لكنهما لمحاه، يشير إليه والده ليتقدم،
فيبتسم ابتسامة بلاستيكية يهز رأسه بخفة، يتحرك اتجاههما،
وهو يرمق هيئتهما الكاجول المريحة، بهذا النادي الخاص جدا للنخبة، على مساحة خضراء شاسعة،
بها كل أنواع التسلية والترفيه والراحة بعضوية سعرها يفوق الخيال..

حين وصل إليهما يحييهما،
فيهتف والد نايا دون مقدمات:" إيه اللي عملته ده مع نايا يا أيهم؟.."

وأيهم يريد شتم نايا مع ذلك التوبيخ الذي بدأ يتبادل فيه الآباء الأدوار,
وهو ككرة بينهما
( كل واحد بيشوطه للتاني)

ووالده السيد عصمت,
يوبخه باستنكار:" إزاي تزعلها كده ولسه مكملتوش شهرين ونص جواز؟.. ده اللي زيكم يعتبر لسه بشهر العسل؟.."

والسيد شريف والد نايا يتسلم منه
ليكمل:" مكنتش فاكرك هتبقى كده
يا أيهم.. خذلتني.."
يتبادل كل من عصمت وشريف النظرات المخذولة،
وأيهم يكاد يبكي حنقًا، يحاول الحديث؛

لكن شريف يقاطعه بقوله
الممتعض:" تعمل كده مع نايا وتخليها تسيب البيت؟.. إنتِ عارف سوسو عملالي إيه بسبب اللي حصل ده!.."
وسوسو طنط سوزان والدة نايا شبيهة وصديقة والدته شريهان،
يبدو من نبرة شريف أنه حانق عليه،
وهو يضيف بشبه حدة:" يعني إنت متعرفش تصرف أمورك مع مراتك، وتسيب البيت, ييجي على دماغي أنا وسوسو تزعجني.. كنت فاكرك أذكى من كده.."

وشريف حانق على أيهم ليس لأنه جعل نايا تترك البيت،
لكن لأن سوزان تزعجه، تتشاجر معه بسبب فعلة أيهم, وما سيقوله من حولهما،
ويصبحون حديث الساعة،
كلما رأته تتحدث بصوتها الرفيع الذي يسبب له قشعريرة،
يحاول أن يسترضيها,
يتوعد أيهم أمامها أنه سيريه ويؤدبه،

وشريف يعود لأيهم يخبره بشفتين
ممتعضتين:" مش عارف تظبط أمورك وتاكل عقل مراتك شوية؟..
وأنا اللي فاكرك ذكي.."

يعبس أيهم مدافعًا بحنق:" أعمل ايه يعني؟.. أنا بروح الشركة واشتغل طول الوقت ارجع تعبان,
لأن عصمت بيه مقضيها في النادي وسايب كله على دماغي.."

وعصمت بيه نظر للجانب وكأن الحديث ليس له بل يكاد يصفر بلا مبالاة،
يلوح كل دقيقة لأحد المارة من أعضاء النادي بتحية،

زلزال (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن