Part 6 / تهـدّم

558 34 15
                                    

كالمعتاد
هيَ بغرفتها ، هو في عمله
كأي يومٍ شاق يمرُ به ويعود لها كي يُفرغ ما لديه عندها
وكي تحتويه هي الأخرى بالطبع
عندها فقط عندما القت الشمسُ بوَداعِها
وذهبت لتغفو
واتى القمر مع نجومهِ المبعثره هنا وهناك
تقدمَ بخطواته المُجلجلة¹ لغرفتها
عندما فتح الباب
استغرب انه لم يجدها
بالطبع عندما سُمح لها بالخروج  ، كانت دائما ما تخرج من الغرفة تتجول في انحاء القصر ، لكن كان شرطاً ان يكون معها اذ ارادت الخروج خارجهُ

اغلق الغرفة بهدوء ضناً منهُ انها تتجول
كانَ حائراً هي لا تخرج مثل هذا الوقت من الغرفة
بعد دقائق.. بدأ بالتوتر ، حين لم يجدها بالأرجاء
بدأ قلبهُ يخفق وكأنه سيخرج من مكانه
عاد لغرفتها
هذه المره دخل وبدأ البحث بزاوايا الغُرفه
ورقه.. صغيرة
بخط احتاج دقائق حتى يفهمهُ
ما كان مكتوب
كانت كلمات بشعه.. آذت بقلب الواقف جداً
انتزعت قلبه من مكانه لم تؤذيه فقط..

*اسفه ، حان وقت رحيلي*

اربع كلمات كانت كفيله بأن تُمزقهُ أرباً
تجعلهُ يتخبطُ يميناً ويساراً
لم يكُن مُصدقاً ، بخطواتهِ السريعة بات يهفو² هنا وهناك
ترك الورقه تدبر نفسها وهي تنزلق من يدهِ للأرض
انطلق تاركاً الباب والنافذه مفتوحتانِ
انطلق ليبحث عن من هرب منهُ
عن من سكن فؤادهُ فسرق عقّد التمليكِ وهرب

خطواتي ثقيله.. غير مُجدي الركض
انا اهفو ، مُثقل بكلماتٍ لم استطع قولها
قدماي.. لا تعيناني
‏"قلبي وعيناها والأيام بينهما
‏دربٌ طويلٌ تعبتُ من مآسيهِ
اهٍ يا حلوتي وتهربين مني؟
مني؟.....

ايقظَ اخوه الاصغر ، وحينها بدأو بأرسال مجموعة من الناس للبحث حول القصر
استغرب الاصغر وحاول السؤال
لكنه رأى الكبير ملتهٍ بما يجول بعقله فسكت..
يسيرُ ولا يعلم اين يمضي
غريبٌ دارهُ قيد ضيعَ بعضهُ
ينتضِرُ كلمةً ممن كان ضمن فريق البحث خاصتهِ
ربما يجدها ويعود له قلبهُ

حلت مشارق الشمس ولم يكن لها اثر
تلونت ما تحت عيناه بالأحمر المسوَد
ربما من دمعٍ تناثر على حبيبٍ مضى
او من ساعاتٍ خابت ولم تأتي

من يقنع الليل انها كانت ملجأي ومنجأي³؟
من يقنع الصباح انها كانت نوري وشمسي؟

ذهب لتلك الغرفة الموحشه ذات الضلام الدامس في اروِقتِها
جلس على نفس الأريكه
في مكانها المعتاد وجلستها المعتاده
يتلقى الهواء الهابّ من الخارج

‏نافذتي ذوّت
‏قل لرياح العابثاتِ تمتعي
فأنها رحلت
ما لي حبيبٌ لا بل زاد سُقمي

مرت الليلة الاولى..
كانت ليلة اشبه بسواد تغلغل فؤادي
لأول مرة...
اندم على كُل ذنبٍ ذنبتهُ بحياتي
لَيله أُخرى بارده ، تُجلِج القَدمين
قمرٌ مُضيء ، نجُومٌ متلألأه
تَجلى الهوى بين اضلعِ رُحت الملم شُتاتي
في دُجى ليلي
هل ستعود ؟

مضى ثلاث ايام بالضبط..
في ليلةِ اليوم الثالث
مع وجههِ العبوس المُتكتم
خرج يلقط الهواء من الخارج
يمشي في الشوارع المُضلمه
على امل ان يلتقيها

ربما.. تاهت ، ربما مرت هنا ، او تضن اني لن استيقظ ليلاً فعادت تتمشى
ربما قررت العودة ، نعم ربما قررت العودة وستراني انتضرها تحت اناره الشارع المتدنيه⁴
وتتفاجئ وتعتذر مني ونعود
حينها لن افلت يداها مره اخرى
لكن ،
هل ستعود ؟..

ألهي ... طالَ ليلي من دونها وذُرفت الدموعُ وفاضت الافكار وعشقي يزيدُ
والان.. ان الأرض لا تحتملني من ضجّري!
اهِمُّ أن اسأل الشوارع المُصاحبه⁵
اين حبيبتي ؟
تتلوى الأرض وتجيبني
بـربما قد غابت
حتى الأرض خانتني حينها...

حينها ، رفعت هاتفي لأرد على اتصال
من الاصغر
لم احتمل نفسي لكن بأعجوبه أجبت
كان الآخر صوتهُ عالي ابعدت السماعه عن اذني قليلاً
لم اصدق نفسي حينها فقط وجدت نفسي اركض بأقصى سرعة حين سمعته يتكلم بشيء يخصها
وصلت نعم وصلت لحجري!!

امسكت اخي من كتفيه وبدأت اهزه بقوه منادياً لهُ بأن يُعلمني ما يجري

ابعده الصغير عنه وبدأ بتهدئته
«خائن ،، او خائنان ، خادمه ومُساعد ،،
نفس الخادمه التي كانت تخدمها
والمُساعد الاشقر ،
الخادمه من كتبت الرسالة..
والمُساعد في الليل اختطفها
كلاهما قد هربا
ولكن علمنا موقعهما ، جهز نفسك!»

تسمر في مكانه ثم جهز نفسه على احر من الجمر
ثوانِ حتى قد كانوا ركبوا السيارة منطلقين إلى الموقع
ما إن حطت قدمه على الأرض حتى ركض الى البنايه شبه المهدّمه
ركل الباب مُجلجلاً البِقاع المُحيطه⁶
انصدم من كان هناكَ حتى استقاموا مُتفاجئين
دخل من كان معهُ من خلفه يقاتلوا من كانوا هناك بينما هو استمر في التقدم
نبّش الغُرف كُلها غرفة غرفة
ولم يدع شخصًا ما إن شوَّهَ وجههُ
اخيراً
كانت هناك بالغرفه بالطابق الثاني
حولها رجلان علّت اصوات ضحكهما
بينما هي كانت مُربطه ومُغطيه العينان
مركونه بالزاوية

تصاعدت انفاسه بعلوٍ بينما فزعَ الاثنان
تمسك بحديدةٍ طويلة بكل ما يملك من اعصاب
وإنهال على الاول ضرباً قوياً حتى تهدم رأسهُ بالكامل

ارتعب الآخر وهو يحاول الهروب من النافذة
تقدم بسرعة إليه وامسكه من رقبته من الخلف
وبطحهُ على الأرض
ثبت نفسه امام رأسه وبدأ بالضرب حتى حوّل رأس الثاني الى فُتات

ما إن رمى الحديده حتى اسرع الى القطه الصغيرة في الزاوية
كانت مُخدره ربما مغمى عليها فهو لم يكن يستوعب ما بها بتلك الحاله
حملها مُسرعا الى السيارة
تبعهُ من كان خلفهُ حين شاهدوه قد قبض على غنيمته
ركب السيارة..
والوجهه كانت تلك الغرفة..

ستضيء مره اخرى
بالتاكيد!
تلك الورده الصغيرة التي ذبلت
ستعود للحياة حين تراها
_______________
¹ خطواته المجلجله: معناها اثر خطواتها تكون ذات وقع او صوت عالي
²يهفو : يعني يروح يمين ويسار وهو ما عنده قوه لهذا الشيء ويحاول جاهداً يمسك نفسه
³ملجأي ومنجأي : تقريبا لهم نفس المعنى وهو المكان الي يحتوي الشخص
⁴ اناره الشارع المتدنيه: يعني عطلانه تفتح وتسد
⁵الشوارع المصاحبه : يشكو مع نفسه انو الشوارع صاحبتني وانا اشكيلها همي
⁶مجلجلا البقاع المحيطه : يعني سوى فوضى بالارض الي مشى عليها
____________
وبسسس ،
رأي ؟
انتقاد؟
اضافه ؟
بايي😔🤍🤍🤍

بين الجموع || ران هايتانيWhere stories live. Discover now