part 14

3 3 0
                                    

بعد الظهر ...
الجو اليوم شاحب ومغبر كثيراً
انهيت كتاباتي وانا افكر متى سأنتهي من كتابة هذه الرواية آخراً
الساعة الرابعة عصراً
خرجت من البيت .. متجهاً الى ساهر .. كان يود ان التقي به ونأكل في مكانٍ عام كما كنا نفعل سابقاً...
كنت شارداً في طريقي وانا انظر الى الاسفل حيث ذلك النهر ...
كم سأصمد على هذا الحال يا تُرى وأي قدرٍ ينتظرني وهل سأغدو نفسي يوماً وسأتخطى هذه الحرب واعود ملجأي حتى تلتئم جروحي
كنت سارح في تفكيري حتى لمحتها !
كانت أليس..ماذا تفعل عندها؟
ركضت اليها
_أليس
ابعدت يدي عنها
_انتِ مجنونة !!!
وسحبتها إلي
"أي وهمٍ جعلك ايها النور تود لو غادرتنا"
_أنزلني حالا
انزلتها على الارض .. وبدأت تبكي بصوت واضح
كما الاطفال
_ مالذي دهاكِ ..هل اصابكِ الجنون أم ماذا
رفعت رأسها وقالت لي وعيناها تملؤها الدموع
_ وددت قتلك بدل قتلي لنفسي ...لكني سأنفجر ولم  اعد احمل طاقة كافية لأنتظر
نظرت اليها
كانت ترتجف
هذه الفتاة ...والان اعي حقاً ماجعل إيلينا تختار أن تصوبها كسلاح نحوي
"فعقدة المظلمين أن يشع النور مضيئا ما اظلموه "
نزعت سترتي عني ...
ووضعتها عليها وانا اربت على شعرها ....فقد يشعرها ذلك بالامان
_ اود الاستماع حقاً لكل ما ستتحدثين عنه فأنا جيد حقا في الانصات
نظرت الي وعيناها تمتلئ بالدموع مجدداً
ووضعت رأسها على صدري ...لتخفي وجهها العابس عني
وعندها سألت نفسي سؤالاً
ألا يجب أن ينبض قلبي الان ؟!
الا يجب ان تدفعني غريزتي لاقع في الحب او استشعر إرتباكاً كأقل الخسائر حتى ؟!
وعندها شعرت بدموعها التي اخذت تجري
_سأصاب بالجنون يا مُلهم ...
وعندها أقامت رأسها ونظرت الي والخوف يرتسم في ملامحها
_تكاد لا تفارقني حتى !..عندما آكل او ادرس حتى عندما انام هي معي وتكبت على انفاسي حتى أني أصبحت أختنق والهواء يملئ المكان...تلك الكوابيس لم تعد تراودني في نومي فأنا أراها امامي في يقظتي ..وتخبرني أنها ستنتزع نوري مني وتتركني ظلاماً دامساً ... ولقد اصبحت  اخاف ان  أبدأ يومي حتى
_ ألم تحدثكِ بشيء اخر ...؟
_ هي تردد اسمك على مسامعي دوماً..وتخبرني أنها تود لقاءك
....
لقائي؟
ألا يكيفها اني أصبحت اسيرها ولمدى الحياة !
_أسمعيني يا أليس !..وركزي جيداً بما سأقوله ..تذكري دوماً وشدي بتركيزك انه نسج من الخيال لاغير ..ولا تسمحي لها بأن تعاملكِ مسكن لظلامها ..أنتِ هي الحقيقة وهي ليست الا وهم وكذبة تضعفكِ لتمتص منكِ حقيقتكِ وتغدو روحاً مظلمة تسكن في جسدٍ متعافٍ ..هل تعقلين ذلك؟
_ حبيبتك ؟
عندها تنهدت واومأت لها برأسي
_ كيف انتهى بها المطاف روحاً تحارب اجسادنا لتستكن ؟!
وعندها اعادني سؤالها ..الى النقطة البعيدة من اسوء ذكرياتي ...

غريبٌ حيثُ أنتمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن