part 16

8 3 0
                                    

مرت أيامي ...
كنت على تواصل دائم مع أليس
أبقتني على إطلاع دائم بما يخص حالتها
وكذلك قررت وأخيراً إنهاء روايتي وستكون النهاية سعيدة على غير المعتاد
ولا احتاج الان إلا بعض الليالي حتى أنتهي منها
كما أني امر بحالة مزرية من الانعزال والوحدة وهذا كان نتاج التحفيز المؤقت الذي جلبته لنفسي عندما قررت أن أتغير
وادركت الان بنفسي أن كل ما حدثونا به في علم النفس كان منطقاً مجرداً من العواطف
وأن لا قدرة للانسان أن يتعافى من لا شيء ...لكن قدرٌ ما قد يغير ذلك حتماً...
*********
السبت !
السابعة صباحاً
هلعت من حلمي الغريب ذاك وانا متيقظ تماماً
وشعرت أن جسدي يخلو من الكسل بالكامل
معتادٌ انا ايها التحفيز المؤقت ...واعلم كم الدموع سأدفع ثمناً لهذه الدقائق المتعافية
على نحوٍ غير معتاد ...
كنت اشعر بالجوع ...ولدي شهية كاملة حتى لآكل
خرجت من غرفتي وبداخلي طاقة تكفي لاعيش حياتي بالكامل حتى ...
انا ! الذي كان كل يوم يأكل جزءاً من طاقتي كإنسان
طرقت الباب على أمي
إعلاماً لها بإستيقاظي
"وكما كنت أفعل سابقاً"
وأقسم يا  انا واني هذه المرة
لا أجبر نفسي على المواصلة بل اشعر برغبة كبيرة في الحياة ..حتى أني اشعر به ..قلبي الذي ينبض مجدداً
_مُلهم ؟...قالت امي مستغربة
_اعتذر على ازعاجكِ لكني كنت اتسائل إن كانت لديكِ الرغبة بإطعام هذا الشاب الجائع
وعندها ابتسمت وكانها على وشك البكاء
ليته هذا الشعور لا يختفي ..ليتني امضي حياتي متعافياً هكذا
تناولنا الطعام جميعاً
وكنت منسجم وللغاية وانا اتحدث واضحك
أيا نفسي البعيدة
هل حقاً قد عدتي إلي؟
ذهبت للخارج وانا احدث ابي بينما نتمشى
وكنت اشاركه اهتماماتي
اجل وكما يبدو واضحاً
أني اُعرّف ابي من اكون انا واشاركه أفكاري
وعندها تقدم الي ووضع يده على كتفي وتحدث وعيناه تملؤها الدموع
_ لطالما شعرت أني أب سيء واني غير قادر على فهمك ...كلفني ذلك ليالٍ طوال سهرتها وانا افكر ...أي طريقة قد تعيدك لوالدك يا ولدي ...ومن أكثر ما تمنيت ان تجالسني كما اليوم وتشاركني عقلك ...ولعلني بعد اليوم  تسطيع روحي ان ترقد بسلام

يا مُلهم البعيد ...إستيقظ!...إستيقظي أيتها الروح الغارقة
فكفوف الوالدين تود لو تنبت زهراً بكِ

اتصلت على ساهر ..وطلبت ان نخرج سوياً

.......
قضيت وقتاً ممتعاً هناك
وانا حاضراً ومستحضراً روحي بالكامل هناك
لقد مر وقت طويل يا ضحكتي المتناسية
وها قد حل الربيع على قلبي أخيراً
قد كان هروبكِ يا روحي عني متعباً
وكنت آملاً وغير متيقناً عودتكِ الي آخراً
حتى ان السماء اليوم أشد زُرقةً
وأني ارى ساهر ايضا يزداد وسامة
اشعر بالجوع ولدي شهية كاملة للطعام
وبعد يومٍ متعب حتى اني اشعر بالنعاس ...لن نسهر اليوم ياعيني بل سننام مطمأنين و ويملؤنا الشعور بالحياة
إنسانٌ غدوت يا نفسي وها انا مجدداً على قيد الحياة....

غريبٌ حيثُ أنتمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن