ثَوْرَة ... شَعْبُهُ ثَائِر !!!

277 25 52
                                    

لِلثُّوّارِ الذّينَ فَتَحوُا أبْوَابَ المّلَاذِ الأَخِير :

السَّلَامْ :
أَتَعِي ماهُو السّلَام ؟!
السّلام الذِي لا يُولَدُ إلَا مِن رَحِم الرُكَام
وَذَاكَ السِرَاجُ الذِي يَنْتَظِر اضْمِحْلَالَ الدُجَى وانْبِلَاجَ الصُبْحِ لَعَلَّ السّبِيلَ يخلوا له كَي يُشرق
السّلام الذي لَا يُرى إلا من بَعْد عُمْيِ الحَرْب ..السّلام الذِي يُؤْخَذُ بِالدّمَاء ... السّلام الذِي لنْ يُعْطى هديَة قَطْ

الحّرْب
أَتَدْرِي ماهيَ الحَّرْب ؟!
الحَّرْبُ هِيَ أنْ تَرُومَ الحَيَاةَ فَلَا تَجِدُهَا حَوْلك
هِي أن يَتَواطَئَ المَوْت مَعَ الجلّادِين ...و أنْ يُسلبَ مِنْكَ أمان إطْمَأنَنْتَ إلَيْه
و أن تُؤْخَذَ مِنْكَ كَرَامَةٌ رَكَنْت إليها
و تَتَمرّغ في وَحْل المَهَانَةِ الذي ازْدَجَرته !
فَحِينَ طُبُولُ الوَغَى تَدُقّ
يُسْلبُ مِنْكَ يابن آدَمَ كُل حقّ
تَنسى مَعْنَى السّلام
فكَمَا قِيل : إِنّ طُبُولَ الطُّغَات لَا تَرِقّ

فَهُم طُغَاة.....يَسْتَكْثِرونَ عَلَيْنَا حَقّ الحَيَاة
وَلَا يَهُمُهمْ إنْ أَلقَوْنَا فِي الشَتَّات
ثُمّ يُسَارِعُونَ لِقَنواتِ الأخْبار...فيُعَنْوِنون

« مَاهِيَ إِلَا حَرْبٌ لِإِرسَاءِ السّلَام...فَالشّمْسُ لَا تَسْطَعُ عِنْدَكُم ُ إِلَا مِنْ رَحِمِ الرُّكَام »
وَيَتَخِذُونَ دَوْرَ الضّحِيَة
بِسْمِ السّلَام بِسْمِ حُقُوقِ الإنْسَانِ الفَانِي لَا المُبَجّل بِسْمِ المُقدّس
وَيَفُوزُونَ بِالقَضِيّة

و مَعَ كُلِّ ذِي المَعْمَعَةِ الحَاصِلة ، يبقَى السُؤَالُ الأَهَمّ
وَالذِي مَعَ الإِجَابَةِ عَنْهُ سَتُفْتَحُ أَمَامَ طَارِحِه أَبْوابٌ ظّنّهَا إثمًا ٱغلقَتْ أبَدًا
أَتَفْقَهُ كَنَّ الحُب ؟
أَتَعْلَمُ مَاهِيَةَ كُلِّ تِلْكَ المَشَاعِرِ التّي تَتَقَافَزُ نَاح فُؤَادك ، فَتغرِقُه في بَحْرٍ مِن العَسَلِ الحُلو ... و تُغرقُك أنْتَ أَيضًا في تِيهٍ لَذيذ
لكنّ الحُبّ خَطِر ، فاحذر !
طَرِيقُه الذِي تتَخِذُهُ قَدْ يَقودُكَ لآلاف من طُرُقِ التيِهِ و الضّلَالَةِ التِي سَتُرْدِيكَ ناحَ سَافِلِ الدُرُوب

أَتلْتَزِمُ بِقَوْلِ القَائِل ...

" الحُبُ أعَفُ ذَوِيهِ أنا...غَيْرِي بِالبَاطِلِ يُفْسِدُه"

نَثَرْتُ كَلِمي عَلَى سَجِيّتِهِ دُونَمَا تَمْهِيد ...حِبْرٌ عَلَى وَرَقْ .... وَقَدْ تَبْدُو بَسِيطَةً لَا تَحْتَوي أَيّ تَعْقِيد ......
لَكِنّ مَعْنَاهَا يَظَلُ مَجْهُول
وَلَرُبّما يَكُونُ مَنْسِيًا مَهْجُورًا عَلَى شَفَا الإِنْدِثَار

لَا أَقْصِدُ مَعْنَاهُ الحَرْفِيّ وَلَا حَتّى تَفْسِيرَه ... كَلًا
بَلْ أعْنِي تَاوِيلَه وَمَعْنَاهُ الخَفِي
وَالمَعَانِي التّي تَقْبَعُ خَلْفَ السُطُورِ وَالأَحْرُف  خلف السطور والاحرف
وَذَلِكَ التّفَارُقُ المَهِيبُ بَيْنَ طَوَايَا نُقُوشِهَا

لَمْ تَفْهَمْ مَقْصَدِي صِحِيحْ ؟!

لَا بَأْس.

لَكِنّ ، شَيْءٌ أخِيرْ
فَقَطْ ... لَا تَدَعِ الأَوْهَامَ تَجْرِفُك

لَطَالَمَا كَانَتِ الحَيَاةُ مُخَادِعَة ...تُوهِمُكَ بِأَنّكَ فِي غِنًى وَتَرّفُعٍ عَنْ مَصَاعِبِها
حَتَى تُفَاجِئَكَ بِضَرْبَةٍ مِن نَصْلِ سَيْفِهَا فَتُدّمِرَ وَهْمَكَ الذِي ظَنَنْتَهُ أَبَدِيًا 
لَكِنّ ؛ ...

إلَى أَيْن ؟! هَلْ ٱخَفْتُك؟!

انْتَظِر فَقِصَتُنَا لَمْ تَبْدَأ بَعّد...

هَذِهِ مُجّرَدُ مُقَدِمَةٍ فَلْسَفِيَةٍ بِمَا سَنَرَاهُ فِي طَوَايَاهَا
لِذَلِكَ ...
لَا تَتَسّرَع...
إِذَا نَفِدَ صَبْرُك مُنذُ اللّحْظَةِ فَعُدْ أدْرَاجَكَ وَأَقْفِلْ بَابَ المّلَاذِ الأَخِير
.
.
.
.
.
.
.
أَلَمْ تُغَادِر بَعْد ؟!
.
.
.
.
.
هَلْ أَنْتَ مِمَنْ لَا يَخْشَوْنَ المَجْهُول ؟!
.
.
.
.

.
أَهْلَا وَسَهْلَا بِكَ إِذَنْ
أَنْتَ مِنَ القِلَةِ الذِينَ أَصّرُوا عَلَى اسْتِكْشَافِ مَا يَقْبَعُ خَلْفَ الأَبْوَابْ
.
.
.
.
.
.
سُرِرتُ بِالتّعَرُفِ إِلَيْكُمْ أَيُهَا الأَشَاوِس
.
.
.
.
.
.
.
"فَلَا مَجَالَ للِتَرَاجُع"
وَتذَكّر" لَا تَدَعِ الأَوْهَامَ تَجْرِفُك "

دَارَت رُحَى الزَمّن وَشَاءَ الإِلَه أنْ تَضَعَ الحَرْبُ أَوزَارَهَا
حَرْبٌ ضَرُوسٌ طَاحِنة ...بَيْنَ حِنْكَةِ ذَكِيٍ و مَكْرِ دَهِي
بَيْنَ تُقَى الإِيمَانِ وَالهَدْيِ
يَتَزَعْزَعُ القَلبُ المُعّلَق ..بَيْنَ ضِحْكَاتِ الأطْفَالِ وَعَوِيلْ الشَيّاطِين..
بَيْنَ وُعُودٍ مَهْدُورَة وَدِمَاءٍ مُرَاقَةٍ وَأَرْوَاحٍ تُزّهَقُ فِي الغَدَاةِ وَالغَشِي

بَيْنَ أَمَانِ العَائِلَة وَحُلْكَةِ اليُتْم
وَبَيْنَ فُجُورِ الظُلْمِ و غَسَقِ المُعَاناةِ وَالقَهر
وَآنَاءَ السّمَرِ وَمُنَاجَاةِ البَحْرِ وَالقَمَر
بَيْنَ يَدَيْ رَبٍ وَاحِدٍ أَحَدٍ سُبْحَانَهُ جّل جَلَالُه
نَصْلُ الحَقِ لَابُدّ أَنْ يَظْهَر
بَيْنَ سَلَامٍ مَحْرُوق
وَحُلْمٌ مَشْنُوق
وَرِيحٍ نَافِجَة
فَمَالذِي سَتَحْمِلُه ؟

الـمَلآذُ الأٓخـِيرْWhere stories live. Discover now