|4|تَوْقٌ وَ لَوْعَة

67 11 76
                                    

"فقيد الأرض قد ضيعت مجدي
شريد السير لست أدري أين أمضي "
                                     لقائله...
ملاحظة بسيطة:
كل ما أكتبه في المقدمة وبين السطور من تأليفي الخاص ولا أسمح بأي نشر أو صياغة أو أخذ إلا بإذني الخاص أو يدرج تحت الكلام إسمي مع صيغة منقول
أما إذا ما استدليت بشعر في كتاباتي فإني ٱشير بأنه ليس لي وأنه منقول
والسلام عليكم....
......... .......... ......... ........ ........

منزل صامت...الريح تلعب بأركانه... ودرج البيت المهجور
يهتز وحده...متخيلا خطوات قديمة.

ٱسَامَة....ابن خالتي الكبرى... والأخت الوحيدة لأمي ، زهراء...اللتان ترعرعتا معا الواحدة منهما تونس الأخرى، تزهران معا... تحميان نفسيهما من الذبول ... وتحرسان بعضهما بعضا ؛ كتف لكتف ، ظهر لظهر..وقلب واحد..

على وجه الخصوص و حينما بلغت امي العاشرة ، توفي جداي في حادث سير ...لذلك ومنذ تلك الحادثة..تكفلت خالتي التي تكبر أمي بسبع سنوات برعايتها ...حتى انها لم تكمل دراستها ، واشتغلت في العمل من مكان لآخر لتوفير بضعة دنانير تغنيهما عن العيش الذليل تحت منِّ الناس ورحمتهم
و قبل سنوات قليلة افتتحت مشغلا للصناعات التقليدية للنساء .. تكسب منه رزقا إضافيا تعيل به نفسها
وعكسها ، أصرت خالتي على ان تكمل أمي دراستها...وهاهي ذا مُدَرِّسَة أدب عربي

وحدث أن تزوجت خالتي يوما وبعدها بسنتين فعلت ٱمي
فانجبت أسامة إبنها البكر
و وُلِدّتُ أنا...

وكما علاقة أمي بأختها الكبرى وطيدة...علاقتي بإبنها البكر أوطد

ولدنا معا.. وشربنا من نهر الصبا سويا... من يدري ، لعل رحلتنا تستمر حتى نبلغ منبعه ونرتشف منه ما قُدِّر لنا ، نخلي الطريق للجيل القادم بعدنا لكي يتشربوا نهر الشباب والعنفوان حتى الإرتواء كما فعلنا... ، كنا كالإخوة وأقوم صلة .. الواحد منا يحرس الآخر كما يرعى نفسه ... والفرد منا يداري الآخر كظله ... من الوتين إلى الوتين
أنشأت منا تلك القرية جِبالا راسية .. تخرجنا من مدرستها الثانوية وانظممنا لمعسكر المجاهدين في الجزء الغربي من العاصمة ... لنرعى شعبا ونفدي أرضا...
وبعد تخرجنا من المعسكر عُدنا لإتمام دراساتنا العليا
حيث أتممت دراسة الهندسة الميكانيكية ، إلى جانب الكيمياء العسكرية التي تطرقت إليها في فترة مكوثي مع العساكر
اما هو فأتم علوم الحاسوب والتكنولوجيا معي.
...........................................
...........................................

"لا أصدق انني التهمت كل ذلك!، آنى لي الاستيقاظ باكرا في الغد؟" قال اسامة يحرك يده ويطبطب بها على رأسه قبل أن يرتمي فوق الاريكة بجانبي

" ما عهدتك إلا بَرَما قَرونا * ... قل الحمد لله واصمت...لم يجبرك احد على الاكل بشراهة وكانها اخر مرة تاكل فيها.." ردت عليه امي باقتضاب من تذمره اللاضروري بينما تغسل الصحون

الـمَلآذُ الأٓخـِيرْWhere stories live. Discover now