4

772 36 2
                                    

في ظلمة الليل الهادئ، كانت حسناء تحبس أنفاسها بينما تسير بحذر عبر الممرات الفاخرة لقصر دياب، تحمل يد أختها الصغيرة سيلا بإحكام. لم تكن تخطط للهرب بهذه السرعة، لكن شعورًا داخليًا دفعها لذلك؛ إحساس بالاختناق تحت تملك دياب وتحكمه.

حسناء (بهمس):

سيلا، امشي على أطراف أصابعك، ما فيش صوت، ماشي؟

سيلا (بصوت طفولي مرتبك):

إحنا هنهرب فعلاً؟ الأمير مش هيغضب؟

حسناء (بصوت حازم):

إحنا لازم نرجع لبيتنا، سيلا. الأمير ولا غيره مش هيوقفنا.

استطاعت حسناء بخطتها الذكية أن تستغل تغيير الحراس عند الفجر وتجاوزت البوابات الكبيرة دون أن يلاحظها أحد. كانت تعرف جيدًا ممرات الشقه وأوقات استراحة الحرس فقد عملت لمده مع والدها، واستفادت من معرفتها تلك للهرب.

---

مع شروق الشمس اليوم التالي، عاد دياب إلى الشقة بعد مكالمة أخبرته أن حسناء وأختها ليستا في غرفتيهما. عيناه كانتا مشتعلة بالغضب، ودخل الشقة بخطوات ثقيلة أرعبت الجميع.

دياب (بصوت صارم وهو يمسك أحد الحراس من رقبته):

فينها يا غبي؟!

الحارس (يرتجف):

م... مش عارف، سيدي. كانت هنا بالليل... وبعدين فجأة... هربت.

دياب (يضغط على رقبته بقوة):

هربت؟! وأنت بتعمل إيه؟ نايم ولا بتلعب؟!

الحارس (بصوت متقطع):

غفلت عيني يا سيدي... وأنا آسف، لكن هتكون عندك قبل غروب الشمس!

دياب (بغضب عارم يترك الحارس بعنف):

قبل غروب الشمس؟ لو ما لقيتهاش، هتموت بدالها!

يوسف (يدخل المشهد محاولًا تهدئته):

دياب، اهدى شوية. إنت كده هتخوف الدنيا كلها منك و البنت هتهرب تاني .

دياب (بنظرة حادة):

متقوليش أهدى، يوسف. لو ما لقيتهاش، كل الحي هيتقلب رأسًا على عقب.

يوسف (يبتسم بسخرية):

بجد؟ كل ده عشان بنت الغفير؟ اسمعني، يا دياب... حسناء زي أي بنت. مش لازم تعمل كده.

دياب (يتقدم نحوه بخطوات ثابتة، يمسكه من ذراعه بقوة):

يوسف، آخر مرة أقولك... حسناء مش زي أي بنت. مش بس عشانها.....أنا ممكن أقتل أي حد. فاهم؟

يوسف (يرفع يديه باستسلام):

تمام، يا سيدي، فاهم. بس بردو، ما تحرقش الدنيا كلها عشان واحدة هربت منك ليلة واحدة.

ابن الوزير و بنت الغفير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن