..........تمرّ الأيام بسرعة كرشاقة غزال ، حيث قضتها السيدة كاميلا بالمستشفى تحت تشديد ايلا و جوليوس ، و اليوم هو موعد العملية الثانية التي ستقوم بها تحت إشراف ايلا و الطبيب ديميتري طبعا !
و كآخر عملية ، جوليوس كان متوترا ليس و كأنه زعيم مافيا ، فمهما خبأ مشاعره و كان شخصا باردا الا ان الامر عندما يصل للوالدين و خصوصا الام فهو يصبح موضوعا آخر .
....
تم إدخال السيدة كاميلا الى غرفة العملية تحت إشراف إيلا و الدكتور ديمتري ، مع بقاء جوليوس و ليو يتخبطان في مشاعر القلق و الخوف ، فهذه العملية هي عملية مهمة للجميع خصوصا السيدة كاميلا فهي لا تريد ان تعيش المزيد من فشل الاطباء حول حالتها و من جهة أخرى جوليوس فهو يريد ان يرى والدته تقف على ساقيها مجددا و من جهة اخرى كي يخف شعوره بالذنب فنحن جميعا نعلم ان سبب شلل السيدة كاميلا هو الهجوم الذي شنّ على قصر جوليوس .
....
كانت كل من ايلا و الدكتور ديميتري يبذلان قصار جهدهما رفقة الطاقم الطبي الممتاز الذي تم تجهيزه خصيصا للسيدة كاميلا .
السيد ديميتري كان يبذل قصار جهده خوفا على مهنته و حياته من جوليوس ، و هذا ما يفسره وجهه الذي يتصبب عرقا رغم عدم مرور وقت كبير على انطلاقها
على عكس ايلا التي كانت تعمل براحة كبيرة و هدوء فكلنا نعلم انها على عكس كل من عرفتهم من معارف السيد جوليوس فهي لا تخاف منه و انما كل همها الذي يشغلها داخليا هي ان تدخل السعادة لقلب السيدة كاميلا و تعيد البهجة لحياتها بتوفيق الله و رحمته في إعادة ساقيها للحياة .
مرت ساعتان من الوقت و حاليا الساعة تبلغ العاشرة صباحا .
وجه ايلا الذي تزينه الابتسامة و هي تخرج من غرفة العمليات ترمي القفزات في سلة المهملات أزالت نوعا ما ثقلا من على كاهلي ليو و جوليوس و خصوصا جوليوس .
جوليوس : اذا طبيبة ايلا ابشريني ، كيف كانت العملية ؟
ايلا : الحمد و الشكر لله الف مرة سيد كالفاري ، عملية السيدة كاميلا كانت ناجحة و جيدة .
ليو : رائع رائع ، لا اعلم كيف نشكركِ انسة ايلا انتي حقا قمتِ بشئ لن نستطيع أن نوفيكِ حقه
كالعادة نفت ايلا قول ليو تجيبه
ايلا : انا كنت سببا فقط من الله ، فالشافي و المعافي هو الله الواحد الاحد فهو من قد كتب للسيدة كاميلا عمرا جديدا ، المهم تهانينا مرة اخرى و الحمد لله على سلامتها .
ابتسامة جوليويس كانت تختصر كل الكلام الذي يريد قوله لايلا ، و هي قد فهمت هذا من نظرة عيناه التي لحد الان منذ اول لقاء لهما تسبب لها توترا كبيرا .
لكن جوليوس لم يكتفي بلغة العيون كما توقعت هي بل بادر بكلامه الذي نادرا ما يتحدث به
جوليوس : عزيزتي ايلا ...
ايلا : عفوا سيد كالفاري هل سمعت كلمة عزيزتي ام انا مخطئة ؟
تجاهل جوليوس سؤالها بإبتسامة استفزتها و اكمل كلامه المقاطع من طرفها
جوليوس : عزيزتي ايلا ، ايتها الطبيبة الملاك ، عبارات الشكر التي تخرج من فمي لن تستطيع وصف سعادتي بنجاح عمليتي والدتي و لن تصف سعادتي انكِ لم تفشلي بالعملية و كنتِ كما توقعتكِ قوية ، صادقة ، ناجحة لا تقبل الهزيمة ، انا حقا اشكركِ من أعماق أعماق قلبي و انا اخبركِ منذ الان اطلبي ما تشائين فلو طلبتي ايطاليا سأهديها لكِ .
كل كلمة من جوليوس كانت تزيد ايلا خجلا و هذا يظهر من احمرار وجهها و كل ما اكتفت بقوله هو
ايلا : هذا عملي و واجبي سيد كالفاري لا تشكرني و اعذرني الان لدي اعمال كثيرة سيخرج السيد ديمتري و يخبرك بتفاصيل اكثر ان كانت لديك اسئلة اسمحا لي الان .
و فورا ذهبت تهرول تاركتا جوليوس يقهقه و من ثم يعانق ليو .
ليو : واو يوس ماهذا الكلام الرومانسي الشاعري الذي سمعته منذ قليل لوهلة لم اعرفك و حسبتك شخصا آخر صدقني .
جوليوس : اخرس و هذه الكلمة الوحيدة التي ستسمعها مني ايها المتسكع الغبي انا على الاقل اعبر عن مشاعري بصدق
ليو : واو مرة اخرى يوس ، هل انت حاليا تبرر لي بكل جهد احسنت ايلا صنعا فعلا لقد غيرتك للأفضل اظن اننا سنسمع قريبا انك غيرت ديانتك .
جوليوس : اخرس مرة اخرى و الان شغل ذهنك في شئ آخر ، و هو بماذا يمكنني مكافأة ايلا على تعبها و عملها ؟
ليو : اممم ربما حفلة بعد خروج امي كاميلا
جوليوس : لا حينها يمكنها ان تعتبرها و كأنها بمناسبة خروج امي من المستشفى
ليو : هدية !
جوليوس : اممم هل اشتري لها سيارة جديدة فاخرة ، ما رأيك
ليو : يوما عن يوم اتيقن يقينا كبيرا انك شخص لا خبرة له في العلاقات و كيفية التعامل مع المرأة
جوليوس : ماذا ايها الوقح لو لم نكن بالمستشفى كنت فجرت رأسك الغبي هذا .
ليو : اسمع الانسة ايلا شخص محترم للغاية و لن تنظر للهدايا الباهظة و الفاخرة ابدا ، و فوق هذا هي شخص مسلم لذا فكر بشئ يناسبها
كل ما حلّ بعدها هو صمت بين الطرفين الى ان نطق ليو
ليو : امم هل تعرف يوم ميلادها ربما ؟
جوليوس : انه اليوم ، الرابع نوفمبر !
يتبع...

أنت تقرأ
من الصليب الى الإسلام | from the cross to Islam
Romanceمدينة اشتهرت بالمافيا ، بالطعام اللذيذ ، المعالم الساحرة ، و اخيرا و ليس اخرا بالحب ...انها ايطاليا ..... فتاة تمشي على عقيدة الإسلام ، كتابها المقدس هو القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة رجل ينتمي الى الرسالة النصرانية ، كتابه المقدس هو التق...