حَسِبتُ يَومًا مِقدَار مَا عَهِدتُه مِن الهُراء البَشَري، فَـ إذْ بِي أتَأملُ كَم أنّهُم كَبشَر لَا يُجِيدُون سِواه.«لَكِن أغلَبَ الحَمقَى يُؤمِنون بِما تُسَمى القِيم الإنسَانِية المُثلَى، فَهَل هَذا جزءٌ مِما تَدعُوه هرَاء بَشريّا؟»
مَن يَدرِي؟ لَا يُوجَد أحَد يَألفُ هَذِه القِيمَ الغَرِيبة غَيرهُم، وَحَتى أنفُسهُم غَيرِ قَادِرين عَلَى الالتِزَام بِمُعتَقداتِهم- يَغرقُون فِي أكَاذيبِهم المُطلَقة.
«مَع أنَّني أرَى هَذا تحَيّزًا واضِحًا، إلّا أنّه لَا يَسَعُنى سِوَى الاتفَاق، ومَع كَامِل الأسَف».
عَزِيزِي نُوس،
لَا تُدخِل الأسَف بِحَالات اتّفاقِنا النّادرَة، فَـ فِي النّهايَة، مَا كَان العَقلُ سِوَى لَوحَة جَوفَاء وَقتَ المِيلَاد، ثُم أفسَدهَا وَبَاء الإنسَانِية.«أرَاكَ بَدأتَ تَمِيل لَهم يَا رَفِيقِي، أفهَمُ مِنكَ أنّكَ تَختَلِق الأعْذَار لفَسَادهِم؟»
أنَا؟ وهَل أجْرُؤ عَلى الانحِطَاط لِتلْك الدّرجَة؟ أضْحَكتَني حَقّا يَا عَزِيزِي، فَـ أنَا لَا أسْرُد غَيرَ الحَقَائِق الجَلِية، وَهِي أنّهُم كَائِنَات مُلوّثَة تَنشُر نَفسَ العَدوَى لأبْنَاء طِينَتِهم مع كُل دَقِيقَة تَمُر فِي حَيَاتِهم القَصِيرَة.
«...إذَا كَان هَذَا مَا تَراه، فَليَكُن.»
.
.