«لِهذَا السّبَب إيجَادُ الحُبّ أصْعَبُ بِالنّسبَة لَك مُقَارنَة بِالبقِيّة.»عَلَى رِسلِك قَلِيلًا، ألَم نَكُن نَضحَكُ ونَسخَرُ مِن نُوس مُنذُ وَهلَة؟ كَيفَ آلَ الحَدِيثُ إلَى التّمَحوُر ضِدّي؟!
«إنّكَ الجَانِي عَلَى نَفسِك حِينَ تَنعَتُ أقرَانَك بِفاسِدِي العُقُول.»
لَكِنّنِي مُحِق!
«مُحِق أمْ لَا، إنّ تَفكِيرَك مُجرّد، يَغلبُه المَنطِقُ الأعْمَى عَمّا هُو سَائِد.»
أرَاكَ أمَلْتَ الدّفّة لِشَخصِي لَا لِحَديثِنَا،
وَرُغمَ أنّي لَا أفهَمُ عِلَاقَة هَذَا بِإقحَامِ الحُبّ فِي الأمْر، لَكِن لِأتمَاشَى مَعَك، فَـ كَيفَ لتَفكِيرِي أنْ يَحُولَ بَينِي وَبَينَ الحُب؟«سَتُسعِدنِي إجَابتُك إنْ اسْتَمعْتَ لِي بِحيَادِية، فَـ هَل تَتَكَرّمُ وَتُفكّر فِي حَدِيثِي قَبلَ مُهَاجَمتِي بَعدَه؟»
فَقَط قُل مَا لَدَيك.
«إنّكَ يَا رَفِيقِي تُرضِي غُرورَك بِالتّفَاخُر، لَدَيكَ الأسلُوبُ وَالأحلَام، وَالكِبرِيَاء اللّازِم لِتَسيِير كِلَيهِمَا عَلَى هَوَاك، لَكِن دَهَاءَك صَوّرهُ لَكَ كَـ فِعلٍ نَبِيل بَدَلًا مِن الوَعْي أكْثَر بِتَهوّرِك اللّفظِيّ تِجَاه رِفَاقِك.»
لَكِن لَا أحَدَ أعْرَب عَن هَذَا سَابِقًا، لِذَا أَلَا تَظُنّه مُجَرّد تَوهّم مِنك؟؟
«الجَمِيعُ يَخشَى لِسَانَك الحَادّ، لِذَا لَا يَجرُؤُون.»
بِمعنًى آخَر، فَهُم جُبَنَاء خَائِفُون.
«وَالبَعضُ يَرَاكَ غَيرَ جَدِيرٍ بِالعَنَاء فَحَسبَ، وَأوافِقُهم بِهَذَا لِأنّ غُرُورَك لَا يَقبَلُ النّقَاش، وِدّيًّا كَان أمْ غَيرَه.»
...أتَسخَرُ مِنّي؟
«إنّك غِرٌّ سَاذَج، لَازِلتَ وَسَتبْقَى إنْ لَم تَتَخلّص مِن غَطرَسَتِك المُتعَالِية هَذِه.»
ستُورچِي، أيّهَا العَجُوز الوَقِح!
«رُبمَا أكُون عَجُوزًا، لَكِن لَدَي عَقلٌ حَادّ كَالشّفرَة، هَوَ الذِي جَعلَكَ تَأتِينِي، ظَنًّا مِنكَ أنّ بِمَقدُورِي مُجَارَاتَك بِنِقاشَاتِك المُثيرَة... أوْ كَمَا تَعتَقِدُها كَذَلِك.»
أَلِأن عَقلِي بَدَأ يَرَى مَا جَاوَز الحُدودَ أبكَرَ مِن البَقِية، مُدرِكًا عُنفَ البَشَرِيّة المُبدِع؟!
«ألِهَذَا السّبَب فَقَط تَظُن نَفسَك عَبقَريّا فَذًّا مُتفَوقًا عَلَى بَقِيّة نُظَرَائِك؟»
بِالطّبعِ لَا!
«وَمَن تَخدَعُ الآن؟ أنَا أمْ نَفسَك؟ ...عَلَى كُلٍّ، لَا أنصَحُكَ أنْ تَختَالَ بِنَفسِك، فَمَا زَالَ الطّرِيقُ طَوِيلًا أمَامَك لِتسلُكَه، وَسَيُثبِتُ الوَقتُ وَحدَهُ قَدْر سَذاجَتِك.»
...
عَجُوز خَرِف، لَن آتِيكَ مُجدّدًا!
«نَعَم، بِالطّبعِ لَن تَفعَل.»
.
.