تَشَتُّتٌ، صَدْعٌ عَقلِيٌّ مُتَهَالِك.فَرَاغٌ لَاحَ يَغْزُو مَرْأَى البَصَر، لَا ضَوْءَ، لَا حَرَكةَ،
لَا حَيَاة.صِرَاعٌ صَامِتٌ يُقَامُ بِبُقْعَةٍ مَا، لَا صَوْتَ لَه، وَلَا دَلَالَةَ عَلَى وُجُودِه، إلَّا أنَّهُ يَعْرِفُ.
يَعْرِفُ أَنَّهُ هُنَاكَ عَلَى بُعْدٍ مَا تَقْبَعُ مَلحَمَةٌ شَرِسَة، لَا مُنتَصِرَ مَعلُومٌ بِهَا، فَالغَلَبَةُ هُنَا لَا تُحْتَسَب.
هُنَا حَيْثُ الانْتِصَارُ غَيْرُ مُلَائِمٍ لِمُرَادِفِه، فَانْتِصَارٌ لَا أَثَرَ لَهُ يَكُونُ كَفَشَلٍ آخَرَ، وَأَلَا يَجْعَلُهُ هَذَا غَيْرَ جَدِيرٍ بِالمُسَمَّى؟ وَلَكِنَّهُ يَرْسُمُ خَيْطًا خَفِيًّا رَقِيقًا بَيْنَ أرْوِقَةِ الظَّلَامِ، تَتَنَوَّعُ فِيهَا أَلْوَانُهُ بَيْنَ الشَّكِ وَالتَّرَدُّدِ.
صِرَاعُ الظُّلْمَةِ يَبْنِي بَيْنَ مَتَاهَاتِه الخَفِيَّةِ سَرَادِيبَ مَجْهُولَة، تَتَخَلَّلُهَا الفَوْضَى وَالتَّشَتُّتُ.
العَقْلُ المُتَهَالِكُ يُجْبَرُ عَلَى تَقْدِيمِ تَفْسِيرٍ لِمُفارَقَاتِ الوُجُودِ، وَالفَرَاغُ الَّذِي لَا يَتَحَمَّلُ وُجُودَ الضَّوْءِ يَسْتَمِرُّ فِي خَنْقِ مَعَانِي الحَيَاةِ.
هُنَاكَ تُوجَدُ رَغْبَةٌ فِي التَّغْيِيرِ وَخَوْفٌ مِنَ المَجْهُولِ، صِرَاعٌ لَا يَعْرِفُ النِّهَايَةَ حَيْثُ تَلْتَقِي النَّفْسُ وَالأَفْكَارُ فِي حَرْبٍ دَاخِلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّة.
.
.