آه...
كَم أشتَاق إلَى صَديقِنا لُودُوس الصَّغِير،
كَان الجَوّ لِيُصبِح أكْثَر حَيوِية بَدَلًا مِن هَذهِ الاجتِمَاعَات المُمِلة.«أوَتجْرُؤ عَلَى ذِكر اسْمِه بَعدَ مَا فَعلتَ؟»
أتَقصِد تَطَوعِي حَسَنَ النِّية لإخْبَارِه حَقِيقَة العَالمِ الفَانِي؟
«تَقولُ حسَنَ النّية، لَكِن دَوافِعكَ الحَقِيقِية أبْعَد مَا تَكونُ عَن الحُسْن.»
لَكَم أنتَ جَاحِد يَا صَدِيقِي، تَتهِمنِي بِكَمّ الجُرأة السخِيفِ الذِي تَمتَلكُه. إنْ لَم أكُن بِمزَاج طَيّب لَما مَرّرتُها لَك.
«قُل مَا تَقُول، إلّا أنّه مِنَ القَسوَة صَدمُه بتِلكَ الطّرِيقَة.»
أوه، تَعنِي نَفيَ وُجُود مَا يُسمّى بِالحُب العَفوِيّ؟ إنّ الصّغِير لُودوس سَاذجٌ بِطبْعه وَإن كَانَ وُجُودًا قَائِمًا عَلَى البَرَاءة ذَاتِها، شَكَكتُ أن يُنكِر الحَقِيقَة التِي تَخشَاهَا ذَاتُه المِسكِينَة فِي المُستَقبَل، لِذا ارتَأيتُ عَدمَ وُجودِ ضَرَر مِن تَنوِيرِه مُسبَقًا.
«إنّكَ لَوقِحٌ بافْتِراضِ مَا لَا يَعنِيك، كَمَا أنّ عَرضَك لِلوَاقِعة بِهذَا الشّكْل يُخفِض مِن هَولِها بِشكْل كَبِير.»
بَل أنتُم مَن تُنكِرُون امْتنَانَكُم حَتّى اللّحظَة يَا عَزِيزِي، لَا أحَدَ مِنكُم يَملِكُ الشّجَاعة الكَافِية لِيُواجِهَه عَاجِلًا أمْ آجِلًا، وحَقِيقَة البَشَر القَذِرة سَتَصدِم كِيَانًا بَريئًا كَـ لودُوس الصّغِير، لِدرَجَة قَد تَجعَلُه وحْشًا خُلِق مِن عَبقِ تِلكَ البَرَاءة.
كَمَا أنّ الحَقَائِق التِي تَترَسخُ فِي أذْهَانكُم تَقبَل دَورِ الشّريرِ الذِي أتْقِنه، تَمامًا كاتّفَاق رَفيقِنَا نُوس مَعِي فِيمَا فَعلْت؛ كِلانَا يَعتَرِف أنّ هُنَاك دَومًا حَاجَة لِلظّلامِ ليُبرِزَ هُرَاءَكُم المُعمِي،ثُم تَتَجرّأ أنتَ عَلَى أنْ تَلومَنِي مُقابِل القِيَام بِدَورِي؟
«...»
هَذَا مَا تَوقّعت.
.
.