2

5.2K 56 2
                                    

~
~
تشدّ على عبايتها الثقيلة - الشتويّة - من شدة برودة المطار بأكمله ، هو فعلا أبرد من الجو الخارجي ، التفتت مباشرة لنبرة هتون الخافتّة من جنبهآ : أمي تدق الأكيد انها تهاوشت مع أبوي وبتحط اللّوم علي أنا ، التفتت لحور مباشرة تمد الجوال لجهتها وتنطق : كلميها أنتي حور تكفين ، هزت رأسها حور مباشرة وهي تنفث أنفاسها الحارة على كفها لعلها تدفّى ، ميلت فمها هتون بورطة : وش أسوي أنا طيب ، نطقت حور بنبرة خافتة : سوي الي تبيّن المهم ما تردينها .. أمك هذي ! ، تنهدت هتّون تستجمع قوتها لأنها هي فعلاً كلها خوف من هالمكالمة ، وجاوبت خلال ثواني قليلة : سمي يا يمه ، غمضت عيونها بقلق من صوت أمها الغاضب : تسيرين من مطار لين مطار واخر من يعلم أنا ؟ .. وأدري بعد من سنابات حورّ ماهو لا من صوبك ولا صوب أبوك ؟ ، بلعت ريقها تنطق بصوت هادي : أبوي قال لا تعلمينها الا لما توصلين ! ، فعلاً هي فزّت من مكانها تغمض عيونها بشدة من وصلها صوت أمها الغاضب : حسابك أنتي و أبّوك عندي .. والحين عطيني حور بسرعة ! ، تنفست الصعداء وهي تمدّ الجوال لجهة حور الي أعتدلت بجلستها تأخذ الجوال وتتركه على مسمعها : سميّ خالتي ، نطقت أم هتون بنبرة غاضبة رغم أنها حاولت بتخفضيها : البنت يا أمي بأمانتج أنتي وبهاج .. أنتبهوا لها ترا مناعتها ضعيفة يمكن الي يسمّى حمود ما بلغكم ! ، هزت حور رأسها بالايجاب تنطق : تامرين يا خالة ، قفلت الأتصال لأنها ما تود تجرحّ بنتها والسبب كمية الغضب المكبوتة داخلها من - حمود طليقها - ..

، مدت حور الجوال لهتون الي نطقت بتساؤل : هاوشت ؟ ، هزت حور رأسها بالرفض : لا بس توصي ، هزت هتون رأسها بالايجاب وهي ترد ظهرها على الكرسيّ ، بينما حور ابتسمت تنطق بمحاولة لتخفيف قلق هتون الواضح جدًا : تدرين ؟ تصويني عليك يعني حتى لو اسلوبها حاد ما يحقّ لك تزعلين دام في أحد يسأل وراك ، أبتسمت هتون تومئ برأسها على كتف حور الي نطقت بهمس : هتون بردّ بردّ ! ، ولكن ما كان لهتون ردّ لأن حور أبتسمت بحب من لمحت بهاج يقترب منهم وبيديه القهوّة الحارة الي يرجي أنها تدفي ثلاثتهمّ من برد هالمطار الشديد ، وزع القهوة عليهم وجلس جنب حور وسرعان ما مدّ يده يتركها تستقر على كتفوفها وهو ينطق بنبرة حانيّة : أجيب لك جاكيت يا عمي ؟ ، هزت رأسها حور تبتسم له وتنطق : تكفيني هالقهوّة الي بتبدل الفصول عندي !
~
~
فتح حاتمّ عيونه بأنزعاج من صوت رمِاح الي يكرر قوله : لا اله الا الله .. ماشاءالله لاقوة الا بالله ! ، يسمع صوت آخر من هزاع الي نطق بعجلّ : أقفلوا جوالاتكم يا رجال أقفلوهم
، فز حاتم من مكانه بعد ما أستوعب الوضع ، بعد ما أستوعب أن حولهم تعصفّ عواصف رعدية شديدة ، قام بعجل من مكانه يمشي لجهة البوابة عن بيت الشعر ينطقّ : هذا مطر ؟ ، كان سؤاله أشيه بالسؤال - الغبي - ولكن هو ما ينلام كون ان المطر يهطل بشدة يحجب عن أنظارهم الرؤية بأكملهآ ! ، ضحك رمِاح وهو يهز رأسه بأسى ويضرب كتف حاتم الي كان متلحف بمفرشه من شدة البردّ حولهم : لا ياخالي هذا جامح جايب الوايت ويمزح معنا على اساس أنه مطر ! ، هو كان بيصدق لولا الرعدّ الي دنى على مسامعهم بشكلّ قوي ترك ألسنتهم تردد فقط - سبحان من سبح الرعدّ بحمده والملائكة من خيفته - ، التفت حاتم حوله ينطقّ بتوجس : جامح وينه ؟ ، نطق هزاع المشغولّ بجواله : راح يشوف الحلال ، هز رأسه حاتم بالرفض وهو ينطق بسخرية : هذا الي مصحيني من نوميّ اقفلوا الجوالات ؟ طفّه لا أكسره على راسك ! ، هز رأسه هزاع بالرفض ينطق بتركيز يراقب الرداد الخاص بالطقس : تدريّ أن هالسحب مالها أول ولا تالي ؟ يعني خذها من الحين لبكرا وهي أمطار ديميّة ! ، تنهد رمِاح براحة وهو ينطق : يعني اليوم مافيه ردّة للمدينة ، هز هزاع رأسه بالرفض وهو يقفل جواله ويبتسّم ويضرب كتفّ رمِاح بلحظة حماس وهو ينطقّ : سُحب هاليومين بتخلي ديارنا أول ديار تربع بأذنه ، كشر رمِاح بملامحه وهو ينطق : كتفي يالغالي ترا أبيه !

عذبة الأطباع واكثر أنتِ يالعف الخجولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن