: أسمعي يا بنية .. روحي ورا الأسطبل وانا بظلمّ هذاك المكان لجل تبعدين وتجين مخيم ابوكّ من ورا .. دون لحد يلمحك فهمتيني ؟ ، هزت رأسها بالرفض وهو دون لا يشوف لمحّ فقط هز رأسها و ردّ يكرر كلامه بنبره ساكنة رغم ان عطرها الي لا زال يحسّه ما ترك له فرصة للثبات : أسبقيني للأسطبل ان كان هالشي يريحك مار لا تطلعين من هنا يلمحونك ! ، كان ينطق بقوله وعينه تراقب ارتجاف كفها الي ماعاد يثبتّ الغتره على وجهها ونصف شعرها ، ترجف لدرجة ظن أن غترته خلال اي لحظة بتسقط وتكشفّ له باهي ملامحها للمره الثانيّة وهو لو نشدوه عن سقوط غترته من عليهآ ؟ بيقول وده وده لجل يلمح ناعس رمشّها ولو أنه حفظ كل ملامحها مايحتاج اللمح الا لامنّ بغى يتأمل بأريحية دون عجل ، وده هو ولكن شرع ربه يردعه لين بات يحمد خالقه أن - العبد ما بيُحاسب عن حديث النفس الداخلي -
أحتقنت ملامحها الحمرّه الي توقع فوق أنفها وتحت عيونها لأنها تكبح البكاء بشكل شديدّ ، وقلبها ؟
قلبها تفجرتّ كل عروقه من شدة رثع النبض وسط صدرها وما كانت رجفتها الا بسبايب قلبها الي ترك أنفاسها تضيق بشكل مهول لدرجة همست بصوت يتقطعّ فيه الإتزان : القى أحد ؟ ، ما صعب عليه فهم مضمون قولها وسرعان ما هز رأسه بالرفض ينطق بهدوء وهو يصد بالنظرّ عنها : ما بدبابك نورّ محد يدري بك.. روحي انا الحقك هناك وأظلم المكان ، كان موقعهم خلف بيت الشعرّ الي يقابله مخيم أبوها ، هي لو تعدت بيت الشعر بتشوف مخيمّهم مباشرة ، ولهالسبب كان الجامح يودها تروح للأسطبل علها تروح من خلفه و تبتعد لين محدّ يشوفها وتجيهم من البعيد الي ما يتضح لهم أنها كانت بحدود مخيمات ال سآلم ، ما كان بيديها الا أنها تهز رأسها بالايجاب توافق على كلامه وتتبع كل قوله ، وهي تمشي بدبابهآ لناحية الاسطبل الي كان خلفهم بعيد عنهم بمسافة شبه طويلّة ، تمشي ولسانها ما يكرر الا كل الشتائم لعقلها الي تركها في هالموقفّ الي لا زال كامل جسدها يرجف خلفه ، عضت شفتها وهي مبتعده عنه بدبابها وبين اللحظة والثانية تلتفت له وتراقب ثباته و وقوفه بمحلّه ، ثم ترد انظارها لدربها وهي تاركه شماغه فوق رأسها بشكل اشبه بالطرحة الي تحاوط شعرها الي ينافس شديد سواد سماهم هالليلة : يارب مايشوف .. يارب لو تعميه بس ما يشوف ، توقفت حور خلف جدران الاسطبل الواسعة والممتدّة امامها بشكل كبير ، وهي من شدة الدمع تخالطتّ اضاءة المكان امامها ، صارت دنياها مشوشة لأن دمعها وده ينحدر لكنها تكبحه وتنتظر إنعزالها عن هالمكان وبتعطي الموقف حقّه ببكاها ، كانت متشبثه بغترتهّ بشدة تتركها فوق شعرها وكل عينها تجول بالمكان تنتظر فقط الظلمّة الي بيصدرها جامح لجل تهرب .. تهرب وتحلف إنها ما تعود هالموقف !-
'
مشى جامح لناحية الأسطبل ومن دخل لداخله اقترب لحدود طبلون الكهرباءّ الخارجي المخصص للأسطبل فقط المختلف عن طبلون المخيم البعيد ، ثم فتحه بشكل سريع يغلق كل الانارات الي داخل الأسطبل وخارجه من حوله ، وبلحظة وحدة فقط ، تعالى صهيل خيوله وعلى راسهم خيله عتيّق .. الي لمح وجود جامح وصهلّ المره الاولى لجله ، والثانية ؟ صهل من شدة ظلمة المكان الي ما أعتادها ، ولأول مره يصهل عتيق لجامح ويتركه خلفه ويخرج بعجلّ ، لأول مره ! ، استعجل بخطواته للخارج لأنه يدري بان صهيل الخيّل العنيف وقع على سمعها وتهادى بشكل يمكنّ خوفها ؟ ارعبها ؟ ..
ما يعرفّ الحاصل لكنه مشى بخطوات سريعة وعجلة لخلف الاسطبل وكل مناهّ انها بمحلها .. ما يعرفّ وش هالمنى الغير عقلاني ، لكن مناه انها واقفة تنتظر إشاره منه !
، بينما الحوّر ما خفى عليها الصهيل لانها شهقت للمره الرابعة هالليلة تلتفت بشكل عجّل حولها وهي تظن الخيول دونها من شدة علّو الصوت ، لكن الواضح انها خلف الجدران بجنبها ، وهي من أظلمت دنياها ؟ ما أنتظرت لو ثانية حتى اسرعت تمشي بدبابها ناحية البعيد ، اسرعت لدرجة ان جامح سمع الصوت وهو لا زال يمشي خلف الجدار .. ما لمحها لأنه سمع الصوت يبتعد ويختفي بالتدريج وهو من وصل للمكان الي كانت واقفة فيه حتى سكن صوت دبابها بشكل ترك داخله يتوحشّ اللحظة !
، سكن صوت دبابها لانها ابعدت بشكل كبيّر وهو لازالت عيونه تطول كل الأماكن يبي يلمحها .. لكنه ما يلمحّ حتى ضوء دبابها لانه هو بذاته اخر من اغلق انارته ! ، حرر نفسه من الموقف وهو يلتفت لناحية أحسان ويصرخ له بقوله بنبرة عاليّة : أرجع قفل انارات المخيمات ولا تشغلها لين تعدي ربع ساعة ، عقد احسان حجاجه ينطق باستغراب : متأكد ياعمّ ؟ ، هو جامح نطق بكملته الاولى قبل لحظات وصد يمسح على ملامحه بصبّر و مداراه ولكن تباطي إحسان استفزه وهو التفت لناحيته يرمقّه بشكل مخيف ، مخيف لدرجة ان إحسان هز رأسه بالايجاب يصد ويركض لناحية الطبلون من جديد لجل يغلقّ الكهرباء بمثل ما يودّ جامح
، كانت الحركة منه مقصوده لغرض واحدّ ، هو ما بيضره بقائهم لربع ساعة دون كهرباء كثّر ماهو مهتم ان حور توصل لاهلها والدنيا ما فيها خفيف الضوء ، لان هي عليها غترته وهو يبي يجنبها الموقفّ الحرجّ الي بيحصل لهآ .. وما اختار من الوقت ربع ساعة - حتى لو انها كثيرة - الا لجل يضمن انها تدخل للمخيم وتترك الغتره بمكان بعيد عن انظار عمها وأبوها .. هو أهتم لهالتفصيل حتى لو انه بوقت كان الضغط به شديد ما يمديّ عقله يدور للعقلانية طاري ، لكنه هو جامح أهتم ، مشى لناحية بيت الشعّر وما كان نيته الدخول لهزاع كثر ما كانت نيته يتوقف بمحله يلمح وصولها للمخيم ، ما يعرفّ كيف بيلمحه لكنه بيلمح ، سكنت ملامحه بأريحية لحظية من اظلمت المخيمات من جديد ومن اتكئ على بيت الشعر يجلس جلسة - القرفصاء - حتى سمع هزاع ينطق بأضطراب من داخل : علموني انتم ما تبوني اخلص هالقضية ؟ او تصرفوني ؟ صارحوني ما ازعل ولا اشره
، لآح لعينه ضوء دبابها قريبّ من حدود مخيمهم المظلم الي هو بنفسه ما يلمحه لكنه - على حسبّ معرفته بالوجلان - عرف انه امامها وهي قريبة بالحيل منه ! ، وايقن انها عرفتّ تشغل الاناره بنفسها من ضمنت بعدها عن مخيماتهم وأبتسم ابتسامة جانبية يخرج باكت الدخان من جيبّه ويترك سيجارته بين شفتيّه وبالكف الايسر هو شغلّ الولاعة تحرق السيجاره لين اشتعل لهيبها ، والتفت لجانبه يلمح خروج هزاع الي نطقّ : افا .. ماهوب لجل انه دخان ما تعزمني .. ترا ماهوب عيبّ !
، نفث جامح الدخان من فمه ينطق بسكون : قلت انك تركته ، هز هزاع رأسه بالرفض يجلس بجانب جامح ذات الجلسة ويخرج باكت من جيبّه ترك كل انظار جامح تتجه صوبه ونطق بهدوء : بديته معك تذكر ؟ وما أتركه الا معك .. تقولي الموتّ ياولد اقولك مشينا يمه ، كان كلام هزاع يتهادى على سمعه وهو معهّ بالصوت لكن أنظاره ممتدة ناحية دباب حور الي صار بجانب المخيم الي يلمح ان نور دبابها التم مع نور فلآش حديهم ، واستراح خاطره من ناحيتها ثم التفت لصاحبه ينطق : الروّح ماهيب رخيصة ، رفع حاجبه هزاع بذهول بعد ما اشعل سيجارته ونطق باستنكارّ : ارواحنا غالية لكن روحكّ تهون يعني ؟ ، هز جامح رأسه بالرفض ينطق بذات الهدوء : روحي هالليلّة غلت - صارت غالية -