United Kingdom- london
الثامنة مساءً
يتجول في أرجاء المنزل متأملا زواياه وتفاصيلة
تحاصره زوبعة أفكار تعوم بعقله كادت ان تقوده للجنون
يحاول تشتيت تلك الأفكار قدر المستطاعاكمل طريقة تحت كومة الضوضاء العالية والأغاني الصاخبة والصراخ الصادح في زوايا المنزل ينظر الى أصحابه وهم تحت تأثير الكحول وكيف ساد عليهم الجنون وكونه لايقل عن الفتيات اللواتي بصحبتهم
لم يحتمل الكم الهائل من تلك الفوضى وقرر ان يذهب للمطبخ وأن يأخذ له احد المشروبات
يبحث عن مكان هادئ حيث قادته قدماه لفناء المنزل
اولج رأسه من خلف الباب ينظر للمكان متسائلًا اذ كان يوجد أحد ام لاتباشرت ملامحه بابتسامة عريضة حيث بلغ مُراده وكان خالي من الأنفس البشرية ولايوجد به سوى صوت الهواء وحركة الأغصان أكمل خُطاه ليجلس على كرسي شبه متهالك
يحتسي مشروبه بهدوء ظاهر وصخب باطن
كان يصاحبه الجو هدوء غائر
لايُسمع سوى صوت مرشات المياة على العشب
حنى رأسه للخلف متأملًا السماءأخذ يتأمل ويفكر متسائلًا كيف كان وكيف أصبح ؟
محملًا بمشاعر غريبة كومة هائلة من تضارب الأحسايس واضطرابه الهائل لا يعرف كيف له أن يصفها او يعبّر عنها ..قطع سبيل أفكاره صوت حركة حيث انتصب ظهره بفزع باحثًا بعينيه عن مصدر الصوت
سقطت أنظاره على الجسم الانثوي القابع تحت الشجرة متصنما غير مدرك كيف لم ينتبه لها
وجدها منغمسة بالقراءة بغير إدراك لما يجول حولها
كان ينظر اليها غير قادر عن الحراك يتساءل كيف له لم يراها أو يشعر بتواجدهاالهذة الدرجة كانت هادئة ، أخذ ينظر لها وهي تقرأ متسائلا هل هي أيضًا هاربة من ضوضاء الحفلة ؟ ، انحفر طيف ابتسامة وهو ينظر اليها كيف لم تدرك وجوده لحد الآن
حمحم صوته متعمدا للفت انتباهها مما أدّى ذلك الى فزعها وخوفها حيث أغلقت كتابها بسرعة وفزع متمسكة به على صدرها
بريث نظرات الدهشة والإستغرابانصعق لردة فعلها فهو لم يكن ينوي إفزاعها
حك مؤخرة رأسه وتمتم معتذرًااخذت تنظر إليه وهي مقطبة حاجبيها
أعادت جسدها للوضع السابق متجاهلة لوجوده وقامت تستأنف قرائتها وبدأت تندمج من جديد مع الأحداث وتتشكل ملامحها مع كل حَدث تقرأهتارة تبتسم وتارة يعبس وجهها ، وكانت تنسدل بعض خصلات شعرها على وجهها وكأنه يتعمد تخريب اندماجها حيث تقوم بإرجاعه خلف أذنها في كل مرّة
كل ذلك كان يشهد عليه بصره
