5 : حديث صامت

480 29 0
                                    


أعود إلى صورك القديمة كلاجئ يفتح باب وطنه
تعود الذكرى ، تعود التفاصيل، وأنت لا تعود


" مارفن هل هذا أنت "


قالتها لوسيانا عندما رأته واقفاً عند النافذة بجسمه الرياضي و شعره المرتب مبرز عضلات ساعديه و ذاك الوشم الذي كانت كثيراً ما تتأمله وشم الميزان الذي كان على ساعده

أشعل سيجارته و هو ينظر للخارج لتعيد لوسيانا سؤالها بطريقة أخرى و صوت نبضات قلبها كانت أعلى من أي صوت

" مارفن هل تسمعني لما لا تنظر تجاهي هل ما زلت غاضب مني أجبني أرجوك "

لكنه لم يحرك ساكن ولم ينظر تجاهها أبداً بقي واقفاً في مكانه و سيجارته بيده و لكنها لمحت على شفاهه طرف ابتسامة باهته عندها وقفت لوسيانا و اتجهت إليه بهدوء و هي ترتجف و حين وضعت يدها على ساعده تلاشا طيفه من أمامها كما كل مرة

بأنفاس متسارعة و نبض مبعثر استيقظت لوسيانا من نومها لتنظر حولها تبحث عنه لكنها لم تجده و مهما بحثت فلن تجده أبداً حينها بدأت بالبكاء بحرقة شديدة

" إلى متى أخبرني إلى متى ستبقى  هكذا ، صدقني إنه لأمر موجع حد الموت أن أرى طيفك أمامي ولا أستطيع الاقتراب منك أن أرى طرف ابتسامتك تلك التي تحرق روحي بها، هل تخبرني أرجوك إلى متى .. وما بال طيفك لا يرحل هل يريد مشاهدة عذابي "

صمتت لتتنهد تحاول استجماع نفسها و هي تنظر للنافذة لتتابع قول ما يؤلمها

" أتعلم كم هو موجع أن تنتظر شخص لا يأتي ، أنا أتسأل في كل ليلة هل ما زلت غاضب مني ، كم كانت قاسية تلك الأيام لم تنتظرني لكي أخبرك كم أنا أسفة وكم كنت حمقاء .. لقد رحلت مسرعاً لتترك في قلبي جرحا ما زال ينزف لقد حملت في طيات روحي خسارة و سواد شنيع فأنا الآن كائن مهزوم دونك صدقني .. لقد أصبحت بالصورة التي لطالما كنت تحذرني أن أصبح بها .. أصبحت قاتله "

صمتت قليلا عندما سمعت صوت خطوات أنجل حينها مسحت دموعها بسرعة راجيه أن تكون أنجل لم تسمعها

عادت لفراشها و أغمضت عينها على أمل أن تقتنع أنجل أنها نائمة

دخلت أنجل إلى الغرفة لتنظر للوسيانا و هي تقول
" لوسيانا هل أنت مستيقظة "

اقتربت منها أكثر لتتأكد أنها نائمة و ما سمعته لم يكون صوت بكائها و بعد أن تأكدت من هذا قالت بهدوء تحدث نفسها

" يبدو أنها نائمة .. ليتها تعلم كم أنا حزينة و فخورة بها لا أعلم هذا التناقض كيف أتى لكن من يكون لديه أخت مثلها سيقضي حياته متناقض المشاعر "

خرجت أنجل من الغرفة بهدوء ليظهر شبح ابتسامة علي شفاه لوسيانا فحتى هي لا تعلم ما تشعر تجاه نفسها

*لوسيانا * ملاك الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن