8 : رحيل سريع

388 21 0
                                    


منذ تلك الليلة لم أعد أنام

كانت تقود سيارتها بغضب و الأفكار تأكل رأسها بعد أن أخبرتها أنجل برغبة والدها بتزوجيها لذاك الفتى سيمون

لقد وعدتها لوسيانا أنها ستجد حل .. لذلك قررت الذهاب لمقابلة والدها علها تصل معه لحل و تنهي هذا الأمر

تقود بسرعة كبيرة و غضبها مسيطر عليها بالكامل لكن منذ متى قد أصبح الطريق طويل جدا إلى منزل والديها ما اللعنة التي تلاحقها اليوم

فور وصولها اتجهت لوسيانا لداخل لتجد والدها جالس يقرأ أحد الصحف كعادته منذ زمن بعيد و لم يغيرها إلى الآن حين رأها تقف أمامه قال بنوع من الاستهزاء بسبب قلة قدومها إليهم

"أنظروا من جاء إلينا الآن هل هذا حقيقة أم أنني أتوهم "

لتنظر له لوسيانا عندما قالت بحدة و بشكل مباشر لأن صبرها قد نفذ و ليست مستعده لتحمل العتاب و المناقشات الفارغة هي هنا من أجل أمر محدد

" هل أنت تريد حقا تزوج أنجل من ذلك الوغد سيمون "

نظر لها والدها بحده ثم أبعد نظره عنها لينظر لصحفية مجدداً متجاهلاً وجودها مما جعلها تصرخ بصوت حاد

" أجبني هل هذا صحيح "

حينها وقف والدها أمامها و هو ينظر لها بغضب شديد ليقول لها

" هل غيابك الطويل جعلك بهذه الوقاحة هل نسيتي أنك تتكلمين مع والدك أيتها اللعينة "

ليصمت قليلاً و هو ينظر صوب عيناها قبل أن يضيف

"ثم إن هذا ليس من شأنك لوسيانا لن تقرري مصير أنجل وأنا موجود "

تنهدت لوسيانا و هي تشد على يدها بغضب شديد لكنها لم تتمالك نفسها كثيرا حين قالت

" لا .. حتى لو كنت موجود أنا لن أسمح لك أن تفعلها وأنا موجودة فهمت "

لكن جواب والدها جعل الصدمة تقع على ملامح وجهها حتى شعرت أن كل شيء حولها يدور و تكاد تفقد توازنها

" اسمعيني جيداً هذا الأمر ليس من شأنك لذلك لا تتدخلي به أم أنك تريدين أن تقتلي سيمون المسكين كما قتلتي مارفن "

هل قال قتلته لماذا بحق الرب لماذا هو مصر على اتهامها بشيء لم تفعله و لم يكن لها أي ذنب بما حصل حينها لكنه لن يفهم مهما قالت و لأن كلامه جعلها تتألم بشدة خرجت لوسيانا مسرعة دون قول أي شيء

بقيت تستمع لصراخ والدها لكنها لم تكن تفهم ما يقوله بسبب الأصوات داخل رأسها

لقد كانت صرخات روحها أعلى من جميع الأصوات .. لتضع يدها على أذانها علها تخرس هذه الأصوات و توقف شريط الذكريات الذي بدأ يعاد داخل رأسها ...

*لوسيانا * ملاك الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن